العملية العسكرية الروسية الخاصة

تفاصيل استراتيجية السياسة الخارجية الروسية الجديدة

أظهرت وثيقة المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، التي أشارت فيها موسكو إلى أن روسيا تعتبر أن المسار الأميركي هو المصدر الرئيسي للمخاطر على أمنها والسلام الدولي.
Sputnik
موسكو - سبوتنيك. وجاء في نص الوثيقة التي نشرت على البوابة الرسمية للحكومة الروسية: "روسيا تعتبر المسار الأميركي هو المصدر الرئيسي للسياسة المعادية لروسيا والمخاطر على أمنها، والسلام الدولي القائم على التوازن والتنمية العادلة للبشرية".
في الوقت نفسه أقر المفهوم الجديد بأن روسيا لا تعتبر نفسها عدوا للغرب ولا تعزل نفسها عنه، وليس لديها نوايا معادية له.

"روسيا لا تعتبر نفسها عدوًا للغرب، ولا تعزل نفسها عنه، وليس لديها نوايا عدائية تجاهه، وتعول على إدراك [الغرب] لعدم جدوى المواجهة مع روسيا، وقبول حقيقة تعددية الأقطاب، والعودة بمرور الوقت إلى التفاعل على أساس مبادئ المساواة في السيادة واحترام المصالح".

كما شددت الوثيقة على أنه من المهم للغاية بالنسبة لروسيا، التعميق الشامل للعلاقات والتنسيق مع مراكز القوى العالمية؛ موضحة أنه:
بوتين: المفهوم الجديد للسياسة الخارجية يعتبر بمثابة أساس عقائدي للعمل لاحقا

"من المهم جدًا بالنسبة لروسيا، التعميق الشامل للعلاقات والتنسيق مع مراكز القوى العالمية السيادية الصديقة وهي الصين والهند".

وأقر المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية، بأن روسيا تعتزم إعطاء الأولوية للقضاء على بقايا هيمنة الولايات المتحدة وغيرها من الدول غير الصديقة على الشؤون العالمية.

"من أجل المساعدة على تكييف النظام العالمي مع حقائق عالم متعدد الأقطاب، تعتزم روسيا إعطاء الأولوية للقضاء على بقايا هيمنة الولايات المتحدة وغيرها من الدول غير الصديقة على الشؤون العالمية، وتهيئة الظروف لأي دولة للتخلي عن طموحات الاستعمار الجديد والهيمنة".

كما لفتت الوثيقة إلى أن موسكو تتطلع إلى توفير الأمن لجميع البلدان على أساس المعاملة بالمثل؛ مؤكدة أن "روسيا ستسعى إلى ضمان الأمن لجميع الدول على قدم المساواة على أساس مبدأ المعاملة بالمثل".
لافروف: المفهوم الجديد لسياستنا الخارجية يؤكد مبدأ عدم تجزئة الأمن القائم على المعاملة بالمثل
وأكدت الاستراتيجية الجديدة على أن روسيا ترفض إساءة استخدام الدول غير الصديقة لمراكزها في التأثير على الاقتصاد العالمي؛ قائلة إن "روسيا ستساعد على الحد من فرص الدول غير الصديقة في إساءة استخدام احتكارها أو مركزها المهيمن في مجالات معينة من الاقتصاد العالمي، كما ستساعد في توسيع مشاركة الدول النامية في الإدارة الاقتصادية العالمية".
وأقر المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية، بأنه يمكن لروسيا استخدام القوات المسلحة لصد ومنع الهجمات عليها وعلى حلفائها.

"يمكن لروسيا استخدام القوات المسلحة لصد ومنع هجوم مسلح عليها [ضدها] و (أو) حلفائها".

هذا، ووافق الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم، 31 آذار/مارس، على الصياغة الجديدة لمفهوم السياسة الخارجية الروسية. وأعلن ذلك في الاجتماع مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي، مشدداً على أن التغييرات الجذرية التي طرأت على الحياة الدولية قد تطلبت من قيادة البلاد إدخال تعديلات جدية على محتويات الوثائق المحورية للتخطيط الاستراتيجي، بما فيه مفهوم السياسة الخارجية لروسيا للاتحادية.
وكانت آخر مرة قامت فيها روسيا بتحديث مفهوم السياسة الخارجية في عام 2016. وفي نهاية كانون الثاني/يناير 2022، أعلن الرئيس بوتين، أن وزارة الخارجية قد وضعت مسودة لمفهوم جديد، يأخذ في الاعتبار التغيرات في السياسة الدولية، ولكن بعد مناقشة الوثيقة في اجتماع لمجلس الأمن، أوعز الرئيس بوضع اللمسات الأخيرة عليه. وتمت الموافقة النهائية على المفهوم المحدث اليوم 31 آذار/مارس.
مناقشة