محللون لـ"سبوتنيك": الرهان على إسقاط الدولة السورية وتدميرها فشل

علق أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، جمال واكيم، على جولة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى عدد من العواصم العربية، وزيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد.
Sputnik
بيروت - سبوتنيك. وتابع، في تصريح لوكالة "سبوتنيك": "ما نشهده من جولة المقداد، إلى السعودية ومصر والجزائر وتونس، وزيارة فيصل بن فرحان إلى دمشق اليوم، يؤشر إلى أن الرهان على إسقاط الرئيس الأسد والدولة السورية وتدميرها وتقسيمها، قد فشل".

وقال واكيم: "الأمور تتجه نحو عودة سوريا إلى شغل مقعدها في جامعة الدول العربية وأداء دور رئيسي في حفظ الأمن القومي العربي".

وأضاف: "سوريا تعود وبقوة إلى ممارسة دورها المحوري العربي والإقليمي كما كانت قبل العام 2011، وأن هناك اعترافا عربيا بتعافي الدولة السورية وتجاوزها للحرب التي شنت عليها، ونحتاج المزيد من الوقت لنصل إلى التعافي التام بسبب حجم الحرب المدمرة التي شنت على سورية على مدار 12 عاما".
الأسد: السياسات المنفتحة التي تنتهجها السعودية تصب لصالح الدول العربية والمنطقة
وأكد أستاذ العلاقات الدولية اللبناني: "أن السعودية هي حليف رئيسي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، ولكن هذا لا يعني أن هناك تطابقا كاملا في كل السياسات، خصوصا أن وجهة نظر الموقف السعودي من سوريا، تغيرت نتيجة لعدة عوامل، من ضمنها محاولة واشنطن استبدال الأنظمة العربية القائمة بأنظمة يحكمها "الأخوان المسلمون"، وهذا هدد بشكل مباشر الأسرة الحاكمة في السعودية والمخطط الذي كان واضحا باستبدالهم بجماعات تابعة للإخوان قبل العام 2013"، وفقا له.
وتابع: "عدم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لصالح السعودية في حربها في اليمن، ما جعل من السعودية تشعر بالمساس بأمنها القومي وتوجهت نحو التقارب مع إيران بالوساطة الصينية".

وقال جمال واكيم: " فشل المشروع الأمريكي في المنطقة، واستفادت المملكة العربية السعودية منه لصالحها عبر إعادة نسج العلاقات مع محيطها العربي، وخصوصا العلاقات مع سوريا بوساطة مصرية".

وأوضح "أن الأمور تتجه نحو عودة سوريا إلى شغل مقعدها في جامعة الدول العربية ولعب دور رئيسي في حفظ الأمن القومي العربي".
ونبه أستاذ التاريخ والعلاقات الدوليّة في الجامعة اللبنانية إلى "أن الإدارة الأمريكية ليست راضية عن تطور الأحداث في المنطقة، وليست برئية من افتعال الأزمات وخصوصا مانشهده في السودان من محاولة لخلق أزمة على الحدود مع مصر، وإمكانية خلق أزمات أخرى بعد تهدئة الساحة اليمنية والسورية والساحة العراقية، وعرقلة مساعي الدول العربية لإعادة العلاقات مع بعضها".
واختتم بالقول: "ليس مستغربا على الولايات المتحدة الأمريكية أن تلجأ إلى سياسة الاغتيالات للرؤساء، خصوصا أن جو بايدن هو امتداد لسياسة الديمقراطيين الذين حاولوا منذ عهد الرئيس باراك أوباما تغيير الأنظمة العربية".
تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية… لماذا يغازل نتنياهو الرياض مجددا وما سر التوقيت؟
ومن جهته قال الأستاذ في العلاقات الدولية حسن جوني، في حديث لـ"سبوتنيك": "إن المؤامرة لم تكن تستهدف سوريا وحدها وإنما هناك مخطط من الإمبريالية العالمية يستهدف المنطقة العربية كلها، كون سوريا هي العمود الفقري للعروبة وللعالم العربي، وهذا المخطط فشل بعد صمود سوريا".

وقال جوني "إن التغيرات العالمية وخصوصا مايحدث في أوكرانيا، بالإضافة إلى واقع المقاومة في فلسطين، وتهديد الداخل الإسرائيلي أجبر الإمبريالية على التراجع عن مخططاتها".

ولفت إلى "أن هناك شكوكا حول قدرة المملكة العربية السعودية على الخروج من العباءة الأمريكية، والتقرب من خصومها أي إيران والصين".
ورأى "أن كل ما يحصل هو مخطط أمريكي جديد ومشروع يتم التحضير له وتديره واشنطن في المنطقة لإنقاذ الوجود الإسرائيلي، بعدما فرضت موازين القوى الجديدة نفسها وغيرت من المعادلات على الأرض، وأثرت على أحادية القطبية الأمريكية".
فيصل المقداد: الرد السوري على إسرائيل قادم لا محالة
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء 18 أبريل/ نيسان، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي وصل إلى دمشق في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء النزاع في سوريا قبل 12 عاما.
وأكد الأسد خلال اللقاء أن العلاقات السليمة بين سوريا والمملكة وهي الحالة الطبيعية التي يجب للأمور أن تكون، مشيرا إلى أن هذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضا، حسبما نقلته وكالة الأنباء السورية.
يذكر أن العلاقات العربية مع سوريا ساءت منذ عام 2011، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد. وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا، وسحبت العديد من الدول العربية مبعوثيها الدبلوماسيين من دمشق، وعلى رأسهم السعودية.
مناقشة