تقيم هدى في قرية تابعة لمحافظة المنوفية، اسمها "شنوفه" شمال العاصمة المصرية القاهرة، ولديها طفلة ولدت بعيب خلقي في الكلى، وتحتاج إلى زيارة الطبيب مرة كل أسبوعين على الأقل، "لفيت (بحثت) عند دكاترة (أطباء) كثيرة وكلهم نصحوني أروح أبو الريش"، بحسب حديث هدى مع "سبوتنيك".
وتضيف هدى، التي التقتها "سبوتنيك" أمام بوابة العيادات الخارجية لمستشفى أبو الريش: "الدكاترة بيقولوا إن حالة ليلى (بنتها) نادرة، لكن الحمد لله من وقت ما تابعنا في المستشفى، وعملنا عملية من حوالي سنة وهي حالتها مستقرة وبتتحسن".
عن مستشفى أبو الريش
"أبو الريش" المنيرة مستشفى جامعي يتبع جامعة القاهرة، مخصص للأطفال، إلى جانب مستشفى "أبو الريش" الياباني، والأخير تم تأسيسه بمنحة يابانية عام 1983.
أما مستشفى "أبو الريش" المنيرة يعد أقدم وأول مستشفى تخصصي لطب وجراحة الأطفال في مصر والشرق الأوسط، حيث أنشأ عام 1928 وتأثر بالزلزال الذي ضرب مصر في عام 1992، فتمت إزالته بالكامل وإعادة بنائه، وتم تسليمه وافتتاحه للجمهور مرة أخرى عام 2000.
ويستقبل مستشفى أبو الريش المنيرة الأطفال مجانا من كل المحافظات المصرية نظرا لوجود تخصصات وخبرات طبية فيها لا توجد في غيرها من المستشفيات.
وتشير هدى إلى أن تخصص الكلى الذي تشتكي منه ابنتها تخصص نادر "لولا أبو الريش مكنتش هعرف إن بنتي عندها مشكلة في الكلى"، وتؤكد أن "تعامل الأطباء مع الأطفال وأهلهم محترم جدا".
وفي جولة "سبوتنيك" في المستشفى لاحظنا زحاما شديدا أمام بوابة العيادات الخارجية، وعددا كبير من الموجودين من محافظات خارج القاهرة، خاصة من الدلتا، وقال إبراهيم حسين إنه لديه ابن أجرى عملية تحويل مسار البول منذ أسبوعين، ويأتي إلى المستشفى من القليوبية (شمال القاهرة) للمتابعة مع الطبيب الذي أجرى العملية.
ويؤكد إبراهيم، في حديثه مع "سبوتنيك"، أنه على الرغم من الملاحظات التي يمكن تسجيلها بشأن المستشفى كالزحام الشديد، "إلا أنها المستشفى الوحيد في مصر التي تستطيع تقديم هذه الخدمات للأطفال".
وأضاف: "أنا عامل باليومية والطبيب في البلد (القليوبية) طلب مني 10 آلاف جنيه لإجراء العملية الجراحية لكن في أبو الريش أجروا العملية بتذكرة الطوارئ".
وبحسب الموقع الرسمي للمستشفى، تضم المستشفى 265 سريرا (تصل إلى 333 سريرا مع إنهاء مشروعات التطوير)، 6 رعايات مركزة، 52 حضانة، 6 غرف عمليات، 14 عيادة خارجية، بالإضافة إلى الاستقبال والطوارئ وخدمات اليوم الواحد.
وتضم المستشفى 7 وحدات تخصصية (وحدة الغسيل الكلوي – الغدد الصماء و السكر– أمراض الدم و زرع النخاع – وحدة زراعة الكلى – الكبد – الجهاز الهضمي والمناظير- الجراحة) بالإضافة إلى الخدمات الطبية الأخرى مثل الأشعة المقطعية وقياس هشاشة العظام والموجات الصوتية ورسم المخ والعضلات والسمعيات والتحاليل الطبية.
ما تقدمه أبو الريش للأطفال
بحسب تصريحات سابقة للدكتور شريف الأنوارى، مدير مستشفى أبو الريش المنيرة، فالمستشفى يستقبل يوميا 450 حالة في العيادات الخارجية من كل الأمراض الباطنية والجراحية لتوقيع الكشف عليهم، وعند حاجة الحالة إلى الحجز في المستشفى يتم الحجز بشكل فوري.
وفقا للموقع الرسمي للمستشفى يتم في المستشفى أكثر من 1700 جلسة غسيل كلي دموي، 4000 عملية جراحية، 2500 عملية منظار، 24 عملية زرع كلي و12 عملية زرع نخاع سنويا.
وتقدم المستشفى أحدث العلاجات لمرضي الأمراض النادرة، مثل أمراض الكلى الوراثية والتمثيل الغذائي والجوشر وسيولة الدم.
وأكد الأنواري أن المستشفى تمتلك وحدة للغسيل الكلوى تستقبل الأطفال المصابين بالفشل الكلوى، ويتم إجراء عمليتي زراعة كلى شهريا، وتجرى العملية للطفل من وزن 10 كيلو، ونجحت المستشفى فى إجراء نحو 150 عملية زراعة كلى حتى مارس/ آذار الماضي.
ولفت إلى أن المستشفى يجري خدمات الغسيل الكلوي للأطفال أقل من 15 كيلو وهذه الخدمة متوفرة فى أبو الريش فقط.
الضغط كبير على أبو الريش
بحسب أحمد عبدالله، طبيب الطوارئ في أبو الريش، أنه على الرغم من المجهود الكبير الذي تقدمه المستشفى، إلا أنه في الأساس لم تؤسس المستشفى لاستقبال هذا العدد الكبير من الأطفال المرضى، لافتا في حديث مع "سبوتنيك"، إلى أن المستشفى تستقبل يوميا مئات الأطفال سواء في العيادات الخارجية أو قسم الطوارئ، بالإضافة إلى العمليات الجراحية.
وأكد عبد الله أن المستشفى يستقبل حالات الطوارئ على مدار الـ24 ساعة طوال أيام الأسبوع، لافتا إلى أن القسم يستقبل ما لا يقل عن 900 حالة طوارئ من الحالات الحرجة يوميا باختلاف الأمراض.
ويشير الطبيب إلى أن هذا الضغط يكون له تأثير أحيانا على المستلزمات الطبية، فيحدث أحيانا نقص في بعض المستلزمات، لافتا إلى أن جامعة القاهرة مؤخرا باتت تقدم دعما كبيرا للمستشفى، بالإضافة إلى دعم المتبرعين للمستشفى.
وفي سنوات سابقة انتشرت استغاثات من أطباء ومرضى بالتبرع لصالح المستشفى وتوفير الدعم اللازم لها، وحظى المستشفى بدعم كبير من الفنانين والإعلامين وشاركوا أكثر من مرة في حملات لدعم المستشفى والدعوة للتبرع لها.
وأمام المستشفى التقت "سبوتنيك" جمال السيد، المقيم في حلون، وحكى عن تجربته مع طوارئ أبو الريش، ويقول إنه منذ ثلاثة أيام عاني ابنه (3 سنوات) أزمة في التنفس، ولجأوا إلى مستشفى في حلون وبالفعل أجروا له اللازم لكنهم طلبوا منه الذهاب إلى أبو الريش، ويضيف السيد: "جئنا في الساعة 2 فجرا إلى طوارئ أبو الريش واستقبلونا فورا، واكتشفوا أن الولد يعاني من مشكلة في القلب وحجزوه في الرعاية المركزة".
وتابع: "لم أدفع أي أموال حتى الآن ولولا أبو الريش كان ابني راح مني".