سياسي سوداني يكشف لـ"سبوتنيك" هدف مفاوضات الجيش والدعم السريع في السعودية

أكد بشير آدم رحمة، السياسي والقيادي السابق في حزب المؤتمر الشعبي السوداني، أن "المحادثات التي تجري في مدينة جدة السعودية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لها هدف واحد فقط، هو التوصل إلى هدنة من أجل الوضع الإنساني الكارثي على الأرض".
Sputnik
وقال آدم رحمة، في اتصال مع "سبوتنيك"، إن "قوات الدعم السريع تتمركز في المناطق الحيوية مثل المستشفيات ومرافق إمدادات الماء والكهرباء ومخازن توزيع الأدوية في العاصمة الخرطوم"، مشيرا إلى أن "حميدتي اتخذ من تلك المناطق الإنسانية الحساسة نقاط تمركز ودروع من عمليات القصف والمداهمة من قوات الجيش".
مدير المجلس المصري للعلاقات الخارجية: الصراع في السودان أخطر على مصر من سد النهضة
وأضاف: "لذا من المفترض أن تصل المفاوضات الجارية في جدة إلى هدنة إنسانية، علاوة على تأمين خروج من يحتمون بتلك المؤسسات الخدمية الحيوية بعد أن انقطع الاتصال بينهم وبين قيادتهم في الدعم السريع وأصبحوا مجموعات متفرقة، لذا يحاول المفاوضون أن يكفلوا لهم عملية الانتقال إلى مناطق محددة (معسكر أو معسكرين) من التي كانوا فيها قبل بدء القتال، وأن يتكفل الجيش بعدم ضربهم في تلك المعسكرات ويقدم لهم الماء والغذاء الذي انقطع عنهم".

وتابع رحمة: "هذا هو الهدف من المحادثات التي تجري في جدة، أما المحادثات السياسية فلم يحن وقتها حتى الآن، وإذا بدأت لن ترتبط بما يجري في جدة خلال تلك الساعات، بل تكون محادثات جديدة".

وأشار السياسي السوداني، إلى أن الاتفاق الإطاري الذي جرى التوقيع عليه خلال الأشهر الأولى من العام الجاري قد عفا عليه الزمن وانتهى بمجرد تحريض الموقعين على الاتفاق الإطاري، لأنهم كانوا يقولون:"إما الاتفاق الإطاري أو الحرب"، والآن بدأت الحرب، ومن يبدأ الحرب ليس في مقدوره أن ينهيها، حيث أن هناك عناصر كثيرة في الداخل والخارج حرضت حميدتي على بدء الحرب ثم أسقط في يدهم، وجزء كبير من هؤلاء المحرضين في دول جوار السودان، وجزء آخر من المحرضين اليوم التزم الصمت وبدأ يدعو بدعوى جديدة خبيثة (لا للحرب)، فليس من حق هؤلاء أن يقولو لا للحرب بعد أن دمروا المؤسسات الرئيسية في البلاد.

وأوضح أن "التفاوض السياسي إذا بدأ لن يكون فيه إقصاء لأي طرف من الأطراف، ويكون التفاوض سوداني - سوداني خالص لا تدخل فيه لأي جهة خارجية، وبعيدا عن المكون العسكري، والآن لا يحق لحميدتي والدعم السريع أن يشاركوا في أي محادثات لأنهم هم من بدأوا الحرب ودمروا الكثير من المؤسسات، أما بالنسبة للجيش السوداني فبكل تأكيد سيكون له وجود ودور لضمان أن تسير الفترة الانتقالية أو ما تبقى منها بصورة سلسة، وهذا هو دور الجيش في كل دول العالم التي تحدث فيها فترات انتقالية، في نفس الوقت لا يتدخل في المحادثات السياسية".

وقال دبلوماسي سعودي، في وقت سابق اليوم، إن "مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في السودان والمنعقدة في السعودية لم تحرز تقدما كبيرا".
ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن الدبلوماسي السعودي، قوله إن "الوقف الدائم لإطلاق النار ليس مطروحا"، مؤكدا أن "كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة".
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، ليل الأحد/الاثنين، عن بدء محادثات تمهيدية بين ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في جدة يوم السبت الماضي.
وأكدت الخارجية السعودية، أن السعودية والولايات المتحدة الأمريكية حثتا الطرفين على الانخراط بجدية في المحادثات، وذلك لتحقيق وقف فعال قصير المدى لإطلاق النار، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، واستعادة الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى وضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول لوقف دائم للأعمال العدائية.
تغطية مباشرة للأحداث في السودان بين الجيش والدعم السريع
وبحسب بيان الخارجية السعودية، أعرب الطرفان عن تحمل مسؤولية رفع المعاناة عن الشعب السوداني، بما يتضمن الوصول لاتفاق على الإجراءات الأمنية، لتيسير وصول المساعدات الإنسانية العاجلة واستعادة الخدمات الضرورية لمن هم في حاجة لها.
وكشفت الخارجية السعودية، أن المحادثات استمرت يوم 7 مايو/ أيار، كما ستستمر خلال الأيام التالية، على أمل الوصول إلى وقفٍ فعال ومؤقت لإطلاق النار لإمكانية إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة لها.
وتدور منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.
مناقشة