المنظمات الأجنبية اللاشرعية تبدأ بمغادرة مناطق السيطرة الأمريكية شرقي سوريا بعد إغلاق معابر العراق

غادر العشرات من موظفي المنظمات غير الحكومية العابرة للحدود غير الشرعية مناطق شمال وشرق سوريا، الواقعة تحت سيطرة قوات الاحتلال الأمريكية، وذلك بعد قرار إغلاق المعبر الوحيد غير الشرعي الذي يربط هذه المناطق مع إقليم كردستان العراق.
Sputnik
وأفاد مراسل "سبوتنيك" في شرقي سوريا، نقلاً عن مصادر محلية بريف الحسكة، بأن العشرات من الموظفين من جنسيات أجنبية يعملون في منظمات تنشط دون موافقة الحكومة السورية، غادروا اليوم الأربعاء 17 مايو/أيار، مناطق شمال وشرق سوريا، في أماكن سيطرة الجيش الأمريكي ومسلحي قوات "قسد" الموالين له.
غارة تركية تودي بقيادي أجنبي موال للجيش الأمريكي شرقي سوريا
وأضافت المصادر أن الموظفين قاموا بإغلاق المكاتب التابعة لمنظماتهم الأجنبية غير الشرعية التي تعمل في مدن الحسكة والقامشلي والمالكية بمحافظة الحسكة، ورحلوا باتجاه إقليم شمال العراق (كردستان)، وذلك بعد قرار حكومة الإقليم بإغلاق معبر (فيش خابور) على نهر دجلة بشكل تام، مع إعطاء مهلة حتى يوم السبت للمغادرة من وإلى الإقليم لعدد من الحالات لإغلاقه بشكل تام.
وبينت المصادر أن إدارة معبر فيش خابور من جهة إقليم كردستان العراق أوقفت قبل أيام العمل في المعبر النهري غير الشرعي والبري غير الشرعي (المسمى الوليد) الذي يربطها مع مناطق سيطرة قوات "قسد" شمال شرقي سوريا والذي يستخدمها الجيش الأمريكي لنقل القوافل العسكرية وسرقة النفط والقمح السوريين منذ سنوات.
وشهد معبر "سيمالكا" في آخر نقطة من الأراضي السورية، بمحيط منطقة عين ديوار بريف مدينة المالكية شرقي سوريا، على الحدود السورية العراقية، اليوم الأربعاء، ازدحامًا شديدًا من قبل موظفي المنظمات غير الحكومية العابرة للحدود، من بينها منظمات أمريكية وفرنسية وهولندية، بالإضافة إلى حاملي الإقامات والجنسيات الأجنبية والأوروبية الذين بدأوا بمغادرة مناطق سيطرة "قسد" في شمال وشرق سوريا بعد إعلان إغلاق المعبر، بحسب المصادر.
وكشفت المصادر عن أن أسباب إغلاق المعابر أكبر من الخلافات الكردية، الموجودة منذ عقود، معللة هذا الإجراء بعد استعادة الدولة السورية علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دول الجوار، منها العراق وتركيا والأردن، والتي تتطلب إغلاق جميع المعابر غير الشرعية بينها وبين هذه الدول، من مبدأ احترام سيادة الدول.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الأمريكي بدأ وساطة بين الطرفين الكرديين لإعادة افتتاح المعبرين المذكورين، وذلك بعد ساعات من صدور قرار إغلاقهما، والذي يضر كثيرًا بمصلحة الجيش الأمريكي في هذا الجانب، والذي لم ينجح حتى الآن في تحريك الوضع.
استهداف "همر" بعبوة ناسفة شرقي سوريا يودي بـ4 مسلحين موالين للجيش الأمريكي
وكانت قوات "البيشمركة الكردية" التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق (شمال البلاد) قد أغلقت معابر غير شرعية يستخدمها الجيش الأمريكي في اختراق الحدود السورية العراقية، مع ورود معلومات عن ضغط أمريكي شديد لإعادة افتتاحهما.
ونقل مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا عن مصادر محلية في ريف محافظة الحسكة يوم الخميس 11 مايو، أن قوات "البيشمركة" التابعة لحكومة إقليم "شمال العراق" أغلقت وحتى إشعار آخر كلًا من بوابة "فيش خابور" الحدودية (التي يقابلها معبر سيمالكا النهري غير الشرعي في الجانب السوري من نهر دجلة)، بالإضافة إلى معبر "الوليد" البري غير الشرعي.
وقالت المصادر إن إغلاق المعبرين غير الشرعيين الذين يستخدمهما جنود وضباط الجيش الأمريكي في سرقة النفط السوري وتهريبه إلى الأسواق الإقليمية، إلى جانب إدخال وإخراج قوافلهم ووفودهم الأمنية المتسللة من وإلى شرقي سوريا، جاء دون ذكر أي من الأسباب.
وأضافت المصادر أن قوات البيشمركة أغلقت، خلال ساعات صباح اليوم الخميس، معبر "فيش خابور" المقابل لمعبر سيمالكا بألواح أسمنتية ضخمة، قبل إغلاق الجسر الثاني العائم على نهر دجلة أمام وسائل المواصلات، ونشر قوات الشرطة "الأسايش" على الحدود وإيقاف جميع الأعمال والتحركات في المعبر.
وساطة روسية لإخلاء مبان جامعية احتلها مسلحون موالون للجيش الأمريكي شرقي سوريا
يذكر أن قوات "البيشمركة" العراقية الكردية قد أغلقت معبر فيش خابور الحدودي المقابل لمعبر سيمالكا النهري غير الشرعي مع سوريا عدة مرات سابقًا، على إثر التطورات والخلافات التي تحدثت بين الأحزاب الكردية العراقية والسورية خلال السنوات الماضية.
و"سيمالكا" النهري (أو فيش خابور كما يسمى من الجانب العراقي)، هو معبر حدودي بين محافظة دهوك العراقية شمالي العراق، ومحافظة الحسكة شرقي سوريا، وهو عبارة عن جسر عائم على نهر دجلة تم فتحه عام 2013م، بعد "اجتماع هولير" الذي جمع بين أحزاب كردية سورية وأخرى عراقية لتتم من خلاله المبادلات التجارية ونقل المرضى بغية العلاج في إقليم كردستان.
ولطالما استخدمت ما يسمى قوات "التحالف الدولي" المزعوم بقيادة الجيش الأمريكي، معبر سيمالكا لنقل القوافل العسكرية وصهاريج النفط والقمح المسروقة من شرقي سوريا، قبل أن يتم إعادة افتتاح معبر الوليد البري غير الشرعي مع إقليم شمال العراق من قبل الجيش الأمريكي.
مناقشة