سياسي عراقي لـ"سبوتنيك": تصريحات السفيرة الأمريكية رسالة طمأنة لنظام الحكم في بغداد

السفيرة الأمريكية في العراق، آلينا رومانوسكي
أكد القيادي في لجنة "ثوار تشرين" في العراق، علي عزيز أمين، اليوم الخميس، أن تصريحات السفارة الأمريكية في بغداد، بأن واشنطن لن تعود إلى لعبة تغيير الأنظمة وخاصة في العراق، يكشف بوضوح سياستها في المنطقة والتي تعتمد على استبدال الأنظمة الوطنية بأنظمة عميلة لها.
Sputnik
وقال أمين في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "أمريكا التي غزت واحتلت العراق في عام 2003، وأسست نظام جديد وعملية سياسية بائسة وفاشلة تقوم على المحاصصة والطائفية وتقاسم المغانم والنفوذ، هي التي أوصلت العراق إلى الحالة المتردية التي يعيشها اليوم من طائفية طاحنة أودت بحياة الآلاف، وهجّرت الملايين في الداخل والخارج، كما أهدرت ما يقارب من تريليون دولار، وفرضت سلطة غاشمة على شعب من أعرق شعوب العالم".
وأضاف أن "تصريح السفيرة الأمريكية في العراق مؤخرا، آلينا رومانوسكي، بأن واشنطن لن تعود إلى "لعبة" تغيير الأنظمة، أي أنهم سوف يحافظون على أطراف العملية السياسية وأحزابها ومليشياتها، وهذا أمر بديهي لأن سياسة أمريكا دائما هي تغيير الأنظمة الوطنية والإتيان بأنظمة عميلة يتم تفصيلها حسب مقاسها، كما هو الحال في عراق ما بعد 2003".
العراق يبحث مع أمريكا إمكانية عقد شراكات استثمارية طويلة الأجل
ويرى عضو لجنة "ثوار تشرين"، أن "تصريح السفيرة جاء ليطمئن حكام العراق كي يستمروا على الوضع الذي تفرضه عليهم، بل ولتشجيعهم على العمل الدؤوب خدمة لمصالح أمريكا العالمية، لا سيما وأن العالم دخل فعليا بمرحلة تعدد الأقطاب، ونرى كيف أن أمريكا بدأت تخسر نفوذها في العديد من الدول التي كانت تصنف بأنها تابعة لها، وتجلّى هذا على سبيل المثال بالتقارب الإيراني - السعودي، والمباحثات الجارية بين مصر وإيران، وتشير التسريبات إلى قرب سير الأردن بتلك في نفس الاتجاه".
وأشار أمين إلى أنه "قبل فترة وجيزة وعلى هامش مؤتمر جدة الذي دعي له الرئيس الأوكراني، نظمت هذه السفيرة لقاء جمع رئيس مجلس وزراء العراق بزيلينسكي، وكان لقاء وجيز حظي بتعتيم إعلامي من غالبية وسائل الإعلام، وبعد أن عاد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اجتمع بكافة زعماء الفصائل الشيعية في العراق منفردين، طالبا منهم تجميع الذخائر غير الأمريكية لديه، التي تملأ العراق، نظرا لأن تسليح العراق قبل الغزو كان من الاتحاد السوفييتي، وعرض عليهم شرائها، الأمر الذي يشير إلى أن ذلك كان أحد مطالب زيلينسكي خلال زيارته للسوداني في مقر إقامته في جدة أثناء القمة العربية الأخيرة بالسعودية، إلى أن ذلك كان أحد مطالب زيلينسكي خلال زيارته لبغداد، نظرا لأن تلك الذخائر لا تزال موجودة في المخازن الاستراتيجية للجيش العراقي، والعديد من المخازن كانت تقع في سلسلة جبال مكحول، والتي تسمى جزء منها بسلسلة جبال حمرين".
وأوضح أمين أن "المكسب الوحيد الذي يدفع أمريكا لتغيير النظام قد يكون المجيء بنظام لا يمكن لأي فصيل مسلح أن يرفض له طلبا أو عرضا، أي المجيء برأس نظام من عملائها العميقين والغير معلن عنهم حتى الآن".
وختم بقوله:
"في جميع الأحوال، أمريكا لا تأتي بنظام وطني قط، لأن سياستها هي تركيع العالم والهيمنة عليه مستخدمة سلاحي التجويع والقتل، وأن النظام الحالي في العراق هو الأفضل الذي يخدم مشاريعها في المنطقة، والذي تريده أن يكون رأس الرمح في مواجهة القطب الشرقي لا سيما في منطقتنا، ونحن نرى أن تصريح السفيرة الأمريكية في العراق، ما هو إلا رسالة للنظام الحالي بأننا راضين عنكم".
وشددت السفيرة الأمريكية لدى العراق، آلينا رومانوسكي، على أن واشنطن لن تعود للعبة تغيير نظام الحكم، مؤكدة أن مسألة تغيير نظام الحكم تعود للعراقيين أنفسهم.
وفي تصريح لوكالة "شفق نيوز"، وردا على سؤال عما إذا عام 2023 سيكون بداية التغيير في نظام الحكم في العراق، أو على الأقل تغيير في الهيكل الحالي للحكومة، قالت السفيرة إن "‎هذا السؤال يوجه للعراقيين، إذ ينصب تركيزي على توسيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي للعام 2008 بين أمريكا والعراق بما يتجاوز الأمن إلى علاقة شاملة تحقق نتائج للشعب العراقي".
السفيرة الأمريكية ببغداد تدين الهجمات الصاروخية بالقرب من مجلس النواب العراقي
وشددت على أن "أمريكا ستستمر في الشراكة مع الحكومة العراقية لتوسيع تعاوننا على أهداف مشتركة، ألا وهي ترسيخ استقلال الطاقة في العراق وتنمية القطاع الخاص وتحسين مستوى الخدمات العامة وتوسيع العلاقات بين الشعبين ومكافحة الفساد ومكافحة أزمة المناخ وتعزيز أمن العراق واستقراره وسيادته".
وذكرت رومانوسكي أنه "‎خلال اجتماع لجنة التنسيق العليا الخاص بالاقتصاد والذي عقد في وقت سابق من هذا العام في العاصمة واشنطن، وضع وزير الخارجية فؤاد حسين ومستشارو رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خطة لتنويع اقتصاد العراق من اعتماده على عائدات النفط ووظائف القطاع العام إلى تطوير بلد على نحو متزايد ذي قطاعات خاصة حيوية، حيث يعتبر القطاع الخاص المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي"، مبينة "أننا ناقشنا أيضا إمكانية دعم الولايات المتحدة لجهود العراق لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وبناء مصادر بديلة للطاقة بين جيرانه".
وأضافت: "‎وظيفتي هي قيادة جهود السفارة للتطلع قدما والبحث عن فرص، حيث يمكننا بناء شراكة مع العراق والشعب العراقي اليوم، العراق يتغيّر وأنا متفائلة بشأن مستقبلنا المشترك".
مناقشة