ففي الـ 30 من أغسطس/ آب عام 1963، دق جرس "الهاتف الأحمر" لأول مرة، وظل موجودا حتى عام 1991، عندما أصبح التواصل المباشر عبر الهاتف متاحا لرؤساء الدول.
جمع فريق "سبوتنيك" أبرز المحطات التاريخية لعمل "الهاتف الأحمر" الشهير أو ما يعرف بالخط الساخن "موسكو - واشنطن"، الذي بدأ بفكرة الارتباط المباشر، التي طرحها الاتحاد السوفيتي عام 1954 لحماية العالم من خطر نشوب صراع نووي.
لكن فكرة الارتباط المباشر بين موسكو وواشنطن، لم تثر حماس الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1962 عندما اندلعت أزمة الصواريخ الكوبية.
فيما يلي أبرز محطات "الهاتف الأحمر":
في عام 1954، طرحت الحكومة السوفيتية فكرة وجود خط اتصال مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب الكورية التي انجذبت إليها القوتان النوويتان، لكن الولايات المتحدة لم تستجب للفكرة.
في 20 يونيو/ حزيران 1962، وقعت الدولتان اتفاقية ثنائية في جنيف تنص على إنشاء نظام اتصال مباشر بينهما للحد من خطر الحرب النووية.
في 30 أغسطس/ آب 1963، تم إرسال أول رسالة تجريبية عبر الخط الساخن من واشنطن شملت جميع الحروف الأبجدية والأرقام، وردت موسكو برسالة تحتوي جميع أحرف الأبجدية الروسية.
أليكسي كوسيغين، رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي والرئيس الأمريكي ليندون جونسون خلال اجتماع في الولايات المتحدة عام 1967
© AP Photo
وكانت أول رسالة رسمية عبر الخط الساخن "موسكو - واشنطن" تتعلق باغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي عام 1963.
في 5 يونيو/ حزيران 1967، اندلعت الحرب بين إسرائيل والدول العربية وأرسلت موسكو نداء رسميا إلى الولايات المتحدة طلبت فيه توضيح موقفها من الصراع ومدى استعدادها لمنع التقارب الخطير بين الأسطولين الأمريكي والسوفيتي في البحر المتوسط.
وشهد ذلك اليوم إرسال 20 رسالة عبر الخط الساخن بصورة منعت الاشتباك بين القوتين النوويتين في منطقة النزاع.
في عام 1971 تبادلت موسكو وواشنطن رسائل بشأن الحرب الهندية الباكستانية الـ 2 بمبادرة من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
في 1979، استخدم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الخط الساخن لإدانة دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان.
صاروخ "آر إس - 24" (يارس) النووي الروسي العابر للقارات
© AP Photo
في عام 1985، أصبح الخط الساخن يتضمن "فاكس" إضافة إلى "التلغراف"، مما سمح للرئيس الأمريكي رونالد ريغان بتلقي رسالة مكتوبة بخط اليد من الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف.
وكانت الرسالة بين غورباتشوف وريغان، آخر محطات استخدام الخط الساخن "موسكو - واشنطن" من قبل قادة الدولتين، حيث تم بعدها إتاحة التواصل المباشر بين الرؤساء عبر الهاتف.
التواصل قبل الخط الساخن
كان يتم استخدام مراسلي التلفزيون للتواصل لكن ذلك لم يستمر لأنه لم يكن آمنا، إضافة إلى استخدام القنوات الدبلوماسية الرسمية في مدة تستغرق 6 ساعات.
وظل "الخط الساخن" بين موسكو وواشنطن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وفي 2007، شهد تحديثا جديدا شمل أجهزة كمبيوتر خاصة وآلية لتبادل الرسائل عبر البريد الإلكتروني، وهي التحديث الذي تم تطبيقه بداية من 2008، وأصبح هناك إمكانية لإيصال الرسائل في الوقت الفعلي دون تأخير.
وإضافة إلى ذلك، أصبح هناك وسائل اتصال أخرى مباشرة بين موسكو وواشنطن أبرزها نظام الاتصال الصوتي المباشر "دي في إل"، ونظام الاتصال المباشر بين الحكومات "جي جي سي إل"، ومركز تقليل الخطر النووي "إن آر آر سي"، وخط الاتصال الخاص بالشؤون الخارجية "إف إيه إل".
الخط الساخن "واشنطن - موسكو"
© Sputnik