"الوضع كارثي في غزة"... شهادات رسمية حول التدهور الصحي من داخل القطاع المنهار

اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن "أوامر إسرائيل بإخلاء مستشفيات شمالي غزة، هي حكم بالإعدام على المرضى والمصابين"، فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن طواقم الإسعاف تواجه صعوبة كبيرة في إجلاء الضحايا.
Sputnik
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الطائرات الإسرائيلية قصفت، اليوم الأحد، مستشفى "أهل البيت" في مدينة غزة، واستهدفت محيط مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط المدينة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن "عدد الضحايا الفلسطينيين نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي ارتفع لـ2329 شهيدا و9042 مصابا، بينهم 28 شهيدا من الكوادر الطبية".
كما أعلنت الوزارة أن "عدد المستشفيات التي تضررت نتيجة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وصل إلى 15 مستشفى".
وتؤكد ذلك شهادة شخصية من ليو كانز، رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في فلسطين، المقيم في القدس، التي قال فيها إن "الوضع في غزة كارثي وأن المستشفيات مستنزفة".
وتابع كانز، في بيان وصل لـ"سبوتنيك" نسخة منه، قائلا: "الجرحى يصلون بأعداد هائلة ويستمر تدفقهم إلى جميع مستشفيات القطاع، والفرق الطبية منهكة لأنها تعمل على مدار الساعة لعلاج الجرحى".
ووصف كانز القصف الإسرائيلي للقطاع بأنه "شديد للغاية ويطال مبان بأكملها، بما في ذلك مبنى محاذ لمكتب "أطباء بلا حدود"، مشيرًا إلى أن "السكان، في بعض الأحيان، يتلقون رسائل نصية في منتصف الليل لإخلاء منازلهم، كما حصل مع بعض أعضاء فريقنا في غزة، فيوقظون أطفالهم في منتصف الليل ويغادرون منازلهم من دون أخذ أي من مقتنيات للتوجه إلى ملاذ آمن".

وقال رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في فلسطين: "لا يعرف هؤلاء إلى أين يتجهون، في أغلب الأحيان يجدون أنفسهم في العراء في منتصف الليل تحت وابل من القنابل… فأين مأمنهم؟".

الأشخاص الذين تلقوا تلك الرسائل النصية وتم تدمير منازلهم يحتاجون إلى المياه ومرافق الاستحمام وللطعام ولفرشات النوم، حسبما ذكر ليو كانز، الذي أشار إلى أنها احتياجات متنوعة لكنها أساسية.

قطع إمدادات المياه والكهرباء

وعن قرار الحكومة الإسرائيلية قطع إمدادات المياه والكهرباء بشكل كامل عن القطاع، بالتزامن مع تعرض شبكات الهواتف لأضرار جسيمة، قال كانز إن ذلك جعلهم غير قادرين على التواصل مع فريقهم في غزة، وهو ما يزيد من صعوبة تنسيق عمليات الإنقاذ والوصول إلى الجرحى، بحسب قوله.
وعن سكان القطاع، يقول ليو كانز، إنهم "أناس أقويا لأنهم عاشوا حروبا كثيرة"، لكنه أوضح أن الوضع الحالي يسبب لهم قلقا شديدا ويتسبب في نشر الذعر بينهم، لأنه يقولون إن "الوضع مختلف هذه المرة"، إذ لا يرون أي مخرج في الأفق ويتساءلون عما ستؤول إليه الأمور، بحسب قوله.
وتابع: "ضائقتهم النفسية شديدة، وما من كلمات تعبّر عما يمر به السكان".
تغطية مباشرة لـ"طوفان الأقصى".. إسرائيل تواصل محاولة التوغل بغزة والمقاومة تتصدى.. صور وفيديو
أما بالنسبة إلى "أطباء بلا حدود"، فيقول رئيس البعثة في فلسطين: "نحن قلقون بشدة لأن المرافق الطبية لم تستثنَ من الهجمات، حيث تعرض أحد المستشفيات التي ندعمها إلى قصف جوي أوقع أضرارا فيه، ودمّرت غارة جوية أخرى سيارة إسعاف تنقل الجرحى أمام المستشفى الذي نعمل فيه مباشرة، وقد اضطر فريق "أطباء بلا حدود" إلى مغادرة المستشفى سريعًا فيما كان يجري عملية جراحية لأحد المرضى".

وقال كانز: "نعيد ونكرر: يجب احترام المرافق الطبية، وهذا أمر لا يقبل التفاوض".

وتتبرع "أطباء بلا حدود" حاليًا بالأدوية الأساسية والمعدات الطبية للمستشفيات الرئيسية في قطاع غزة، حسب كانز، الذي يقول إنه تم إرسال فرقا جراحية إلى مستشفيين للمساعدة في علاج الجرحى وإجراء عمليات تتعلق بجراحات ما بعد العمليات، إذ يحتاج معظم الجرحى إلى عدة جراحات كي ينجوا.
وعن آثار القصف على الأطفال، يقول رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في فلسطين، إنه من ضمن الحالات التي شاهدها كان طفلا عمره 13 عاما، جسده محترق بشكل كامل بعدما تعرض منزله للقصف، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات تحتاج علاجًا شديد التعقيد.

وقال ليو كانز: "عندما يكون المصابون أطفالا، يصعب تحمّل رؤيتهم".

وتابع: "سجلت حدّة العنف والقصف مستويات صادمة، وكذلك عدد القتلى. لا يجب أن يؤدي إعلان الحرب إلى عقاب جماعي لسكان غزة تحت أي ظرف من الظروف، فقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود عن القطاع غير مقبول، إذ يعاقب جميع السكان ويحرمهم من احتياجاتهم الأساسية".
يذكر أنه في يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية"، وقال إن "الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة"، بحسب قوله.
وفي اليوم التالي 8 من أكتوبر الجاري، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن "المجلس الوزاري الأمني المصغر(الكابينيت)، صادق رسميًا على بدء الحرب على قطاع غزة، ردًا على إطلاق حركة "حماس" الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى".
وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية"، وشن غارات قوية على قطاع غزة، بالإضافة إلى اشتباكات مع مقاتلي "حماس" داخل المستوطنات.
مناقشة