بعد اجتماع السداسية.. ما إمكانية اعتراف أمريكا بالدولة الفلسطينية؟

وسط حراك دولي وعربي، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته للمنطقة على ضرورة إقامة دولة فلسطينية.
Sputnik
ويطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية اعتراف أمريكا بالدولة الفلسطينية في ظل تصاعد المطالب الدولية حول هذا الأمر.
واجتمع 6 مسؤولين ووزراء خارجية عرب، أمس الخميس، مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في القاهرة.
وتضم اللجنة السداسية العربية وزراء الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيره القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والسعودي، فيصل بن فرحان، والأردني، أيمن الصفدي، ووزيرة التعاون الدولي الإماراتية، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ.
وقالت مصادر فلسطينية إن اللجنة السداسية ستطلب من واشنطن منع أي عمل عسكري إسرائيلي برفح، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأضافت المصادر أن السداسية العربية ستطلب من واشنطن أيضا إجبار إسرائيل على السماح للحكومة الفلسطينية بالعمل في غزة بعد وقف الحرب.
بلينكن: هجوم رفح يهدد إسرائيل بمزيد من العزلة ويعرض أمنها للخطر على المدى الطويل
فشل سابق
قال المحلل السياسي الفلسطيني، ثائر نوفل أبو عطيوي، إن "اجتماع (السداسية) الذي عُقد بالأمس الخميس بالقاهرة، بحضور كلا من مصر والسعودية والأردن والامارات وقطر والسلطة الفلسطينية، كان من أحد بنود الاجتماع المطروحة هو فتح آفاق مستقبلية قريبة ومسار حقيقي لإنجاز مبادرة عربية من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وفقا للمبادرة العربية للسلام التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية عام 2002".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "إمكانية اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالدولة الفلسطينية في الوقت الراهن مرهون بعدة أمور، على رأسها أن توقف الإدارة الأمريكية نار الحرب عن القطاع بشكل دائم ، وأن تقوم بدعم المسار العربي السداسي الذي يسعي للانطلاق في مرحلة تفاوضية سلمية جديدة وفق المبادرة العربية للسلام".
وقال إن "هناك تجربة طويلة ومريرة مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة للأسف، وإن كانت جمهورية أم ديمقراطية، وهذه التجربة تتلخص في التسويف الأمريكي والمماطلة في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالحرية وإقامة دولته المستقلة وفق ما نصت عليه المواثيق والقوانين الدولية".
وأكد أن "هذا التسويف والمماطلة كانت مفاوضات "أوسلو" التي وأدتها إسرائيل في مهدها بمباركة أمريكية، ولم ينجز مشروع أوسلو التفاوضي إلا خيبة أمل ومعاناة أكثر لشعبنا في مواصلة الاحتلال سياسته التعسفية والقمعية بحق الفلسطينيين".
ويرى عطيوي أن "إمكانية اعتراف الولايات المتحدة بمحض إرادتها بالدولة الفلسطينية أمر بعيد المنال، لأنها نصير وداعم أساسي للاحتلال الإسرائيلي ومشروعه الاستعماري".
وشدد على "ضرورة وجود قوى ضاغطة على الإدارة الأمريكية، من أجل إنجاز تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وهذا من خلال تكثيف جهود الدول العربية والعالمية التي تناصر وتدعم عدالة القضية الفلسطينية".
غانتس: ناقشت مع بلينكن الاستراتيجية المستقبلية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها
هدف أمريكي
بدوره، تساءل نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار غباشي، عن أهداف حديث بلينكن عن أحقية إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع ضرورة إنشاء دولة فلسطينية بجوارها.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك": "يجب معرفة أولا شكل الدولة الفلسطينية التي تريدها أمريكا، ما حدودها وهل سيكون لها سيادة على أرضها، هل تمتلك أرض، وحدود وميناء وبحر ومطار، أي دولة تقصدها الولايات المتحدة الأمريكية".

وتابع: "هذا كلام الكاذبين الساذجين، هناك دولة فلسطينية بالفعل متقدمة أمام الأمم المتحدة، وتطالب بالعضوية الكاملة، وموجودة بصفة مراقب، وياسر عرفات سبق وأن أعلن عنها، و95% من سكان العالم اعترفوا بها".

وشدد عباشي على "ضرورة معرفة موقف إسرائيل وإمكانية أن تسمح بهذه الخطوات، في النهاية بلينكن يريد من خلال هذه الجولة، تطويع منطقة الشرق الأوسط لإرادة واشنطن بشكل أو بآخر، وكان يمكنه وقف الحرب على غزة أولا".
ووصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، إلى تل أبيب في سابع زيارة له إلى إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأمس الخميس، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية "مجلس الأمن البقاء بحالة انعقاد دائم للاتفاق على خارطة طريق تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإنجاز صفقة تبادل"، مشيرة إلى أن "قوات الاحتلال أعادت احتلالها لمجمع الشفاء الطبي وقتلت أعدادا كبيرة من المواطنين واعتقلت المئات وعذبتهم بصورة وحشية، إضافة إلى تفجير المبنى التخصصي في المجمع، واستهداف جميع مناطق غزة بالقصف العشوائي، الذي تسبب حتى الآن في مقتل نحو 32 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 74 ألفا آخرين.
مناقشة