السفير الفلسطيني لدى روسيا: الموقف الأمريكي جاء خجولا ولا يعني الكف عن دعم إسرائيل

اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما رحبت به الرئاسة الفلسطينية.
Sputnik
وقال السفير الفلسطيني لدى روسيا، عبد الحفيظ نوفل، في تصريح لـ"سبوتنيك":
"هذا القرار إنجاز كبير للدبلومسية الفلسطينية والوطنية وكل الدول الصديقة لفلسطين وشعبها وللقضية الفلسطينية ولغزة وأهلها، ولروسيا على وجه التحديد. بالتأكيد كما تعلمون بعد مرور حوالي قرابة الستة أشهر على الإبادة الجماعية في غزة تمكّن مجلس الأمن أخيرا من اتخاذ قرار معقول نسبيا بطلب وقف إطلاق النار بقية شهر رمضان المبارك، في محاولة جادة لوقف هذا التصعيد ووضع الأمور في نصابها على أمل أن يستمر هذا الوقف في المستقبل".
وأضاف السفير: "التحدي الأساسي في هذا الموضوع هو هل سلتزم إسرائيل بهذا القرار أم لا ؟ وما هي الخطوات التي يمكن أن يتخذها مجلس الأمن في حيال رفض إسرائيل للسلام. ولو حدث هذا الأمر مع دولة أخرى غير إسرائيل لما استمرت الحرب أكثر من أسبوع أو أسبوعين".
غوتيريش: عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة "خطأ لا يغتفر"

الدور الروسي

وعن الدور الروسي في اتخاذ هذا القرار تابع السفير: "الجانب الروسي منذ يوم الأول يحاول، لكن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية أفشلت ثلاث محاولات روسية في السابق باستخدام حق النقص الفيتو ضد القرارات الروسية لوقف إطلاق النار والمجزرة، وبالتالي يُسجل لروسيا مواقفها الداعمة والمساندة والداعية لوقف طلاق النار وإيجاد حلول عادلة للملف الفلسطيني من خلال الحلول السياسية المنطفية التي تستند لحل الدولتين وتفعيل الرباعية والمؤسسات الدولية، وكذلك مجلس الأمن عندما زاروا رفح وكان معهم مندوب روسيا الشهير نيبينزيا عندما قال إنه على العالم أن يخجل مما يحصل في رفح وما يحصل في غزة، وبالتالي الجانب الروسي منذ اليوم الأول كان موقفه واضحا ثابتا لا رجعة فيه في ضرورة وقف إطلاق النار بشكل لا يقبل القسمة".

الموقف الأمريكي جاء خجولا

وأكد سعادة السفير أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت جاء على خجل ولكن بكل الأحوال نعتبره موقفا متقدماً نسبياً ولكن مباشرة إسرائيل ألغت زيارة وفد أمني إلى واشنطن وبدأت بمهاجمة أمريكا واتهام الأمم المتحدة بمعاداة السامية، وهذا القرار لا يعني أن هناك موقفا أمريكيا ضد إسرائيل وستبقى أمريكا داعمة لإسرائيل ومساعدة لها، ولكن في موضوع رفح هم يتحدثون عن حلول مختلفة في محاولة لتفادي مجزرة محتملة ولكن كما تعلمون القرار الأمريكي كان لسبب بسيط أنهم يتحدثون عن وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، أي ما تبقى من شهر رمضان وثانياً البحث عن إيجاد حلول والإفراج عن الأسرى وهذا مرتبط ببعضه البعض وأمريكا على أبواب الانتخابات، وهي رسالة للمجتمع الأمريكي وللناخب العربي المسلم في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك يمكن أن نتخذ بعض المواقف الإيجابية ولكن هذا ليس متصلا بالموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل في هذه الهجمة غير الإنسانية والمدمرة لغزة وأهلها وشعبها".
نتنياهو يلغي زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن عقب امتناعها عن التصويت ضد قرار في مجلس الأمن

الملف الإنساني

وعن الملف الإنساني قال سعادة السفير: "نعمل على إدخال المساعدات الإنسانية، وهذا ما نريده وهذا ما نرغبه هذا ما نتحدث فيه، يعني في الوقت الذي يعملون على بناء ممر بحري لإدخال مساعدات، المساعدات متكدسة بكميات كبيرة وهائلة جدا في العريش والمطلوب هو فتح المعبر فقط لدخول هذه البضاعة، أي أن تسمح إسرائيل لدخول هذه البضاعة لمئات الأمتار فهي غير قادمة من قبرص، نحن أمام كارثة إنسانية، الأطفال يموتون ليس من القتل فقط بل ومن الجوع بينما البضائع والمواد الغذائية تتكدس بجانبهم ولا يستطيعون الوصول إليها".
وبين أنه يوجد في رفح أكثر من واحد ونصف مليون شخص في مساحة جغرافية 55 كيلومتر مربع وبالتالي أي حركة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية فوق الكوارث التي تمر في غزة وأهلها وبالتالي نأمل أن يلزم القرار إسرائيل فعلا بوقف إطلاق النار وأن يعاد النظر بفتح المعابر الدولية فعلا، وأن تدخل السلع والمواد الرئيسية والدوائية للأهالي والمواطنين الذين يحتاجونها وإخراج المرضى والجرحى حسب الحاجة والضرورة، والبناء على رؤية سياسية جديدة قد تحدد وقف دائم لإطلاق النار، وهذا لا يمكن دون برنامج سياسي يستند إلى رؤية سياسية بحل الدولتين".
الخارجية الفلسطينية: الهجوم الإسرائيلي على قرار مجلس الأمن غير مبرر ويكشف عن أهداف نتنياهو

نقل المعركة إلى الضفة الغربية

وبخصوص اقتحام الجيش الإسرائيلي للمدن والبلدات في الضفة الغربية قال سعادة السفير:
"المعركة أصلا في الضفة الغربية لم تتوقف من قبل معركة غزة منذ أكثر من عام، المعركة في الضفة الغربية من خلال مصادرة الأراضي وقتل المواطنين الفلسطينيين ومهاجمة المخيمات الفلسطينية وتهويد القدس واستباحة القدس من قبل المستوطنين. هذه إجراءات إسرائيلية يومية، صادروا نحو 8000 دنم في منطقة الأغوار" بسموت رشوة " أول أمس، فريق اليمين المتطرف في محاولة جادة لأن المعركة الحقيقية عمليا هي في الضفة الغربية، المعركة الحقيقية الأساسية عند الاسرائيليين هي في الضفة الغربية، يعتبرون الضفة الغربية هي بين قوسين أرض الميعاد بالنسبة لهم، وبالتالي نقول وهذا يعيدنا إلى الموقف الروسي الذي يتحدث دائما عن أن، أي حلول جزئية ليست موضوعية ونحن نتحدث كذلك".
مناقشة