سياسي لبناني لـ "سبوتنيك": فرنسا لا يمكنها تغيير الوضع بين إسرائيل و"حزب الله" بعد انحصار نفوذها

قال المحلل السياسي اللبناني، ميخائيل عوض، إن فرنسا انحسر نفوذها بطريقة متسارعة جدا في عموم مناطق مستعمراتها القديمة، وفي صياغة السياسات الدولية والتحولات في المنطقة.
Sputnik
وأضاف لـ "سبوتنيك"، في لبنان اختبرت فرنسا مرات عديدة، لا سيما بعد اغتيال الحريري وصولا إلى انفجار مرفأ بيروت، وتميز الرئيس الفرنسي ماكرون بحيوية وحركة وخطابات إلى آخره، إلا أن شيئا لم يترتب على تلك التحركات والجهود.
الجيش الإسرائيلي يرصد ويهاجم عناصر وأهداف عسكرية تابعة لـ"حزب الله" في الجنوب اللبناني
وقال إن موقف فرنسا يعكس تحولات كبيرة في الرأي العام والنخب العالمية إزاء ما يحدث في فلسطين، وهو يقدم دلالة إضافية إيجابية لصالح القضية الفلسطينية، وفي هذا السياق والحدود هناك فائدة ترجى من مواقفه ومواقف الآخرين.
وتابع: "أما في الميدان المباشر من جهة التأثير على التطورات وسياقاتها، لا أظن أن لفرنسا أو الرئيس ماكرون أي تأثير يمكن أن يترتب عليه تطورات أو تغيرات مهمة في المنطقة أو على مستوى لبنان".
وأكد إيمانويل ماكرون، لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي خلال استقباله في باريس، "التزام فرنسا بذل كل ما في وسعها لتجنب تصاعد أعمال العنف بين لبنان وإسرائيل".
وأضافت الرئاسة في بيان أن الرئيس الفرنسي الذي التقى أيضا قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون "أكد عزمه على مواصلة تقديم الدعم الضروري للقوات المسلحة اللبنانية".
وتابعت أن "ماكرون يواصل التحرك من أجل استقرار لبنان بحيث تتم حمايته من الأخطار المتصلة بتصعيد التوترات في الشرق الاوسط.
وفي هذا السياق، ذكر بالالتزام الفرنسي في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وشدد على مسؤولية الجميع حيالها لتتمكن من ممارسة مسؤولياتها في شكل كامل".
مقتل ثلاثة من عناصر "حزب الله" في غارة جوية إسرائيلية واستهدافات متبادلة جنوبي لبنان... فيديو
وتتواصل المعارك في الجنوب اللبناني بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ أكثر من ستة أشهر، وتتوسع العمليات بشكل يومي على طول الحدود الجنوبية من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا.
ولكنها ما زالت محصورة ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها في جنوب لبنان والتي فرضها واقع الميدان العسكري، مع تسجيل بعض الاستهدافات بعيدًا عن الحدود اللبنانية الجنوبية، وآخرها استهداف بلدة غرب مدينة بعلبك في شرقي لبنان.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردًا على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وشنت هجوما كبيرا على غزة أودى بحياة نحو 34 ألف فلسطيني حتى الآن، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 77 ألف مصاب، حسب وزارة الصحة في غزة.
وفي غضون ذلك تتواصل المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى ووقف لإطلاق النار في غزة.
مناقشة