بكين تعارض التدخل الأمريكي في قضية بحر الصين الجنوبي

أكد دبلوماسي صيني، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تعارض التدخل الأمريكي في قضية بحر الصين الجنوبي، وأن تصميمها على الدفاع عن حقوقها المشروعة لا يتزعزع.
Sputnik
بكين - سبوتنيك. ونقل التلفزيون الصيني عن مسؤول بإدارة أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا بوزارة الخارجية الصينية، قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين، قوله إنه "الصين تعارض بشدة التدخل الأمريكي في قضية بحر الصين الجنوبي والتحريض على العداء بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان".
الجيش الصيني يجري دوريات قتالية في بحر الصين الجنوبي
وأضاف الدبلوماسي الصيني أن "سيادة الصين الإقليمية وحقوقها البحرية لا يمكن انتهاكها، وأن تصميم الصين وإرادتها في الدفاع عن حقوقها المشروعة لا يتزعزعان".
وفيما يتعلق بقضية تايوان، أكد الدبلوماسي أن الصين "تدعو الولايات المتحدة إلى التوقف عن تسليح تايوان والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين والبدء في دعم إعادة التوحيد السلمي للصين"، مشيرًا إلى أن قضية تايوان خط أحمر رئيسي في العلاقات الصينية الأمريكية لا يمكن تجاوزه.
وأوضح: "لقد كثفت الولايات المتحدة الإجراءات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية لقمع الصين، وتتخذ باستمرار إجراءات جديدة في مجال ضوابط التصدير والاستثمارات والعقوبات الأحادية الجانب، مما يضر بشدة بمصالح الصين. هذا الأمر لا يزيل المخاطر، بل يخلقها".
ويعتزم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إجراء زيارة إلى الصين في الفترة من 24 إلى 26 نيسان/أبريل، للقاء مسؤولين في بكين وشنغهاي، بمن فيهم وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في إطار جهود الولايات المتحدة للإعراب عن شواغلها، حسبما أعلن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن بلينكن "سيناقش الأزمة في الشرق الأوسط، وسيناقش بالطبع التحديات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك "استفزازات الصين" في بحر الصين الجنوبي، وخطاب التهديد والتحركات المتهورة من جانب كوريا الشمالية".
كما يعتزم بلينكن، بحسب المسؤول الأمريكي، التشديد على أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، ومناقشة الأزمة في ميانمار.
بكين تحذر من سقوط حطام صاروخي في بحر الصين الجنوبي
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أكد لنظيره الأمريكي جو بايدن، خلال محادثة هاتفية في 2 نيسان/أبريل الجاري، أن قضية تايوان "خط أحمر" في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وأن بكين لن تغض أعينها عن الدعم الخارجي لاستقلال تايوان.
وبحسب وكالة "شينخوا" الصينية، قال الرئيس الصيني خلال المحادثة الهاتفية مع بايدن إن "قضية تايوان في العلاقات الصينية الأمريكية هي الخط الأحمر الرئيسي الذي لا يمكن تجاوزه، ولن نغض الطرف عن الأنشطة الانفصالية للقوى الداعية إلى "استقلال تايوان" والتواطؤ والدعم [لهذه القوى] من قوى خارجية".
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي التزام الولايات المتحدة بمبدأ "الصين الواحدة"، وشدد على أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وبدوره، أكد وزير الدفاع الصيني دونغ جون، أنه يتعين على جيشي الصين والولايات المتحدة إيجاد سبل للتعايش المشترك على أساس الثقة وإيلاء أهمية قصوى للسلام.
ونقلت وزارة الدفاع الصينية عن دونغ جون قوله خلال محادثة عبر الفيديو مع نظيره الأمريكي لويد أوستن في 17 نيسان/أبريل الجاري: "يجب على جيشي الصين والولايات المتحدة إيلاء أهمية قصوى للسلام والاستقرار وإيجاد سبل للتعايش على أساس الثقة".
وأضاف: "بناء العلاقات بين القوات المسلحة للدول على أساس المساواة والاحترام، والتي ستكون غير صدامية، وتنفيذ تعاون عملي مفتوح، وتراكم الثقة المتبادلة تدريجيا".
بكين تجري تدريبات عسكرية في بحر الصين الجنوبي بين 14 و18 نوفمبر
وفيما يتعلق بملف تايوان، قال وزير الدفاع الصيني إن "جيش التحرير الشعبي الصيني لن يتسامح أبدًا مع الأنشطة الانفصالية في تايوان والتغاضي الخارجي عنها".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اجتمع مسؤولون عسكريون أمريكيون وصينيون في مدينة هونولولو بولاية هاواي الأميركية في المحيط الهادئ، لبحث قضايا التعاون الأمني في المجالين الجوي والبحري.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الأمريكية في 5 نيسان/أبريل، أن "ممثلين عسكريين من الولايات المتحدة والصين اجتمعوا هذا الأسبوع لإجراء محادثات على المستوى العملي تركزت على التعاون الأمني والتقني بين القوات الجوية والبحرية في البدين".
وأشار البيان إلى أن المباحثات استمرت لمدة يومين في إطار الصيغة المتجددة لمجموعة العمل المعنية بالاتفاقية التشاورية البحرية التي تم إنشاؤها في كانون الأول/ديسمبر 2021.
كانت الصين قد علقت، في آب/أغسطس 2022، تعاونها مع الولايات المتحدة في عدة مجالات بما في ذلك المجال الاتصالات العسكرية، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية آنذاك، نانسي بيلوسي إلى تايوان.
ودانت الصين حينها زيارة بيلوسي إلى تايوان التي تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها، واعتبرت الخطوة دعما أمريكيا للنزعة الانفصالية لتايوان.
مناقشة