https://sputnikarabic.ae/20220830/خبراء-اشتباكات-العاصمة-الليبية-عززت-موقف-الدبيبة-أمام-باشاغا-ومستقبله-السياسي-1067055526.html
خبراء: اشتباكات العاصمة الليبية عززت موقف الدبيبة أمام باشاغا ومستقبله السياسي
خبراء: اشتباكات العاصمة الليبية عززت موقف الدبيبة أمام باشاغا ومستقبله السياسي
سبوتنيك عربي
عاد الهدوء إلى العاصمة الليبية طرابلس بشكل حذر، بعد سيطرة القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعد اشتباكات دامية قبل أيام قليلة مع... 30.08.2022, سبوتنيك عربي
2022-08-30T16:10+0000
2022-08-30T16:10+0000
2023-06-09T11:29+0000
أخبار ليبيا اليوم
العالم العربي
معركة طرابلس
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/07e6/08/1c/1066918240_0:122:3423:2047_1920x0_80_0_0_a40da6fb00e9c7633f0539f56b6d4e80.jpg
بنغازي- سبوتنيك. واعتبر خبراء ومراقبون ليبيون أن باشاغا قد خسر الرهان الأخير في معركته لدخول طرابلس والسيطرة عليها، ورأوا أن ما حدث في طرابلس هو "صراع نفوذ".وقال المحلل السياسي الليبي والمستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة، صلاح البكوش، لوكالة "سبوتنيك"، إن "تشبت رئيسي مجلسي النواب والأعلى للدولة، عقيلة صالح وخالد المشري بالسلطة بعد انتهاء ولايتهما، وهما المسؤولان عن إصدار القاعدة الدستورية والقوانين اللازمة لإجراء الانتخابات، من شأنه إبقاء حالة الانسداد السياسي".واعتبر أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، وكذلك هجوم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر على العاصمة في 2019 لا تعدو كونها أعراضا لذلك.وحول من يمتلك موازين القوى العسكرية والسياسية في ليبيا، أكد البكوش أنه "كان من الواضح، وخاصة فشل باشاغا في دخول طرابلس خلال الأشهر الست الماضية منذ تعيينه من قبل البرلمان، والفشل المدوي لقواته قبل أيام، وهزيمتها خلال 24 ساعة، دليل على امتلاك قوات الدبيبة تفوقاً واضحا"، مؤكداً أنه "لا توجد قوى سياسية مقبولة في ليبيا، ولكن هناك اعتقاد شائع بقوة بين الليبيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والقبلية والجهوية أن الطبقة السياسية، قد خذلتهم وأنه يجب إزاحة جميع الأجسام السياسية المتواجدة الآن ومعظمهم يرى في الانتخابات حلاً مناسباً".وبشأن تأثير الاشتباكات المسلحة على قطاع النفط والغاز بليبيا أوضح المحلل السياسي الليبي أن "الوضع مفتوح على جميع الاحتمالات، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث في قطاع النفط والغاز في ظل سيطرة حفتر على منشآته وفشل حليفه باشاغا في السيطرة على طرابلس".وتابع: "الحلول السياسية التي طرحت في السابق كانت مصممة كحلول مؤقتة تعتمد على مبدأ المشاركة في السلطة لتهدئة الأوضاع وبناء الثقة بين الأطراف المتصارعة وكان الأمل أن ذلك سيقود إلى انتخابات وحل مستدام للصراع وهو ما لم يحدث".واعتبر البكوش أن "حل الأزمة الليبية يتطلب الوصول إلى انتخابات برغم مجلسي النواب والأعلى للدولة وداعميهما وبالتالي الوصول إلى شرعية جديدة تمنحنا فرصة للوصول إلى حل مستدام".من جهته، اعتبر المحلل السياسي الليبي ومدير مشروعات مجلس الأفريقي العربي للاستثمار والتنمية، محمد أمطيريد، في تصريح لـ"سبوتنيك"، أن ما حدث في طرابلس هو "صراع نفوذ لدول أجنبية تتحكم في رسم سياسات في العاصمة الليبية". وقال إن "الدبيبة كسب جولة بدعمه من الجناح السياسي لدولة تركيا وبريطانيا والتي أعطت قواته إحداثيات وتحركات قوات باشاغا قبل انطلاق العملية العسكرية [لقوات باشاغا]".وأضاف أمطيريد أن "ما حدث في العاصمة الليبية في حقيقته صراع نفوذ لدول أجنبية تتحكم في رسم السياسات بالعاصمة وتحديداً منذ أن سيطر الإخوان المسلمين على سلطة القرار في طرابلس، وعلى ضوء ذلك أصبح لكل كيان جناح عسكري ينفذ رغبات أصحاب هذه الكيانات بالنيابة عن دول أجنبية".وتابع: وحول من يمتلك ميزان القوة الحقيقية على الأرض من معسكري الدبيبة وباشاغا، وهل يمكن اعتبار سيطرة قوات الدبيبة على العاصمة دليلاً على أنه هو من يملكها، قال أمطيريد إن "المنتصر في الصراع من المعسكرين هو الخاسر، والشعب هو المتضرر الرئيسي من هذا الصراع، وفي النهاية ليس هناك منتصر إلا الدول الأجنبية والأمم المتحدة التي تستمر بدورها المخيب من خلال تنديد واستنكار فقط من دون شيء عملي وجدي يحسم الموقف، ويريح الشعب الليبي".وحول عدد المقاتلين في معسكري باشاغا والدبيبة، أكد أمطيريد أن "الحرب الآن ليست حرب عدد وإنما حرب تكنولوجيا ومن يملك التكنولوجيا المتطورة هو المنتصر، ولحظنا سابقا العدد الهائل للجيش الليبي الذي كان هدفه القضاء على هذه التركيبات التي تأسر طرابلس. الآن هي تتناحر وتتقاتل من أجل النفوذ والمال ولا ننسي تغلغل المرتزقة بينهم، وكذلك فبرغم العدد والآليات التي يملكها الجيش الليبي فلم يستطيع دخول العاصمة بسبب الأسلحة والتكنولوجيا والطيران المسير الذي أصبح عمود الحروب الحديثة، والذي بدوره استطاع تغيير مراكز القوة على أرض الواقع أمام السيطرة الكاملة على 70% من بقاع ليبيا جغرافيا من قبل الجيش الوطني الليبي".وبشأن القوى السياسية والعسكرية الأكثر قبولا في ليبيا ومن هي، قال أمطيريد: "لو طرح السؤال قبل 2019 لقلت إن الجيش الليبي هو القوة الأكثر شعبية في البلاد بنسبة 95%. الآن بعد حرب 2019 أصبحت النسبة في تراجع وبالتحديد في طرابلس، لأن الشعب هناك خذل وصدم من رجوع الجيش الليبي إلى سرت فجأة، وحقيقة هذه الأسباب التي لا يعلمها المواطن البسيط كانت بسبب تدخل تركيا بشكل مباشر في احتلال العاصمة بقواعد عسكرية في القاعدة الجوية امعيتيقة، والخمس ومصراته".وتابع: "لا أعتقد أن هذه الحروب سوف تتكرر بعد انسحاب القوات الموالية لباشاغا من العاصمة وذهابها خارج الحدود الإدارية لحكم الدبيبة، والتي أصبحت الآن منطقة خضراء، وكذلك بعد طرح الدبيبة خطة عسكرية عن طريق المجلس الرئاسي تجعل من ميلشيات خارج العاصمة".وأردف: "لكن بخصوص الأدوار العسكرية للطرفين فقد حسمت الآن، وهنا فإن أي دور سوف يكون سياسيا من جانب باشاغا بمحاولته الضغط على الدول التي تدعمه لوضع آلية تمكنه من تقاسم السلطة مع الدبيبة بأي شكل كان مستقبلا".وحول تأثر قطاع النفط والغاز في ليبيا بالاشتباكات المسلحة، رأى أمطيريد أنه "لا عودة إلى فترة إغلاق النفط"، وقال: "أعتقد أنه لن يحدث بعد الصفقة الأخيرة التي حدثت في مؤسسة النفطية بتكليف السيد فرحات بن قداره رئيسا لها ومن هذا المنطلق والمعطيات لن تنخفض نسبة تصدير واردات النفط والغاز، لأن هذا ليس من صالح باشاغا ولن ترضي عليه حتى الدول التي تدعمه في ظل الأزمة الدولية التي حدثت من بعد حرب أوكرانيا وارتفاع أسعار الغاز والنفط عالميا".وفي السياق ذاته، قال المترشح للانتخابات الرئاسية الليبية السابقة ورئيس حزب النِداء، أكرم الفكحال، لـ"سبوتنيك"، إن "الوضع السياسي الليبي انحرف عن مساره الصحيح"، معتبراً أن الشخصيات الليبية تتمسك بمناصبها لقطع الطريق على كل محاولة للتغيير.وأضاف الفكحال أن "كل متابع للشأن الليبي العام يلحظ أن العملية السياسية قد انحرفت عن مسارها الصحيح منذ فترة ودخلت في منعرجات يصعب الرجوع منها، وتولد عن ذلك مراكز قانونية لعدد من المؤسسات والشخوص الطبيعية والاعتبارية تم توظيفها من قبلهم بما يعيق كل تحوّل إيجابي في مسار العملية السياسية، وقد تمسّك كلّ منهم بمركزه قاطعا الطريق على كل محاولة لتغييره أو استبداله تحت ذرائع شتى، وهو ما أنتج هذه العشوائية والعبثية والانسداد السياسي الذي تعانيه ليبيا الآن".وتابع رئيس حزب النداء الليبي أنه "لا يخفى على أحد أن موازين القوى متعددة ولا يوجد من يملكها جميعها في يده وإلا ما كنا نعاني هذا الواقع المرير، وهذا مقصود ومتعمد بالطبع من قبل الراعي الدولي بحيث يضمن أن يكون هناك توازن بين القوى المحلية يستعمل كورقة ضغط وقت الحاجة"، مؤكداً أن "هذا يعني أنه لا توجد قوة واحدة في ليبيا تتحكم وتسيطر على الجميع بل كل قوة والمنطقة التي تستطيع بسط نفوذها فيها".وقال الفكحال:وحول مدى تأثر قطاع النفط والغاز في ليبيا بالاشتباكات المسلحة، قال الفكحال لقد "انتهت المعركة ولكن أسبابها لم تنته، وكل شيء وارد فيما يخص النفط والغاز وقد تستخدمها بعض الأطراف الداخلية كوسيلة ضغط وهذا ليس بجديد ولنا في ذلك تجارب سابقة".وأضاف: "أما بالنسبة للأطراف الدولية المستفيدة، فمن وجهة نظري لن تتأثر لأن هذا [النفط والغاز]، يعتبر من الخطوط الحمراء لديها ولا أعلم حتى الآن لماذا تتغاضى كل الأطراف الداخلية الفاعلة عن ذلك، بل لا يهمها إن جاز التعبير".وحول إمكانية إيجاد حلول للأزمة السياسية في ليبيا، وهل ما طرح بالفعل كان يهدف إلى الوصول إلى حل أم إلى إطالة الفترات المؤقتة وعدم الوصول إلى حل نهائي للأزمة الليبية، قال رئيس حزب النداء الليبي إنه "حتى هذه اللحظة لم يتم اقتراح أي حلول سياسية فعلية وجدية في ليبيا بل كلها حلول تلفيقية مؤقتة، كما أنه لا يوجد موقف دولي موحد باتجاه ليبيا لأنه هناك انقسام يبدأ من مجلس الأمن الدولي وصولا إلى باقي الأطراف الدولية وبالتالي الموقف الدولي موقف ضبابي غير واضح وغير جاد وقد يكون هذا الموقف والوضع العام في ليبيا يخدم مصالحه".وتابع أنه "لا يخفى على أحد الخلافات المعلنة وغير المعلنة بين الأطراف الدولية ذات الصلة بالشأن الليبي ولا يهمها بأي شكل من الأشكال المصلحة الوطنية، وبالمقابل كل الأطراف الفاعلة الداخلية بكل تصنيفاتها يهمها مصلحة هذه الأطراف الدولية وليس مصلحة ليبيا وهذا جعلنا عاجزين عن الوصول إلى حل. الآن توجد حكومة منتهية الصلاحية مقابل حكومة شكلت واعتمدت خدمة لمصالح طرف آخر".وتابع الفكحال: "إذا كانت هناك جدية من قبل مجلسي النواب والأعلى للدولة ولو من باب إثبات حسن النية، لماذا لم يقوما بإتمام الإطار الدستوري؟ وتحديد موعد للانتخابات وأن لا يترك هذا الموضوع مفتوحا، ولما لا تشكل حكومة مصغرة (حكومة انتخابات) تشرف على إدارة العملية الانتخابية، بحيث تكون حكومة مُصغرة جداً من شخصيات رصينة غير مصطفة مع أحد تتمتع بقبول الأطراف جميعا، وتمثل ضمانة للجميع تدير المرحلة باقتدار وحكمة نحو الانتخابات؟".واستطرد: "الحل من وجهة نظري أنه لا سبيل إلى بناء دولة المواطنة والمؤسسات إلا بإجراء انتخابات عامة (برلمانية ورئاسية متزامنة) تُباشر من المرحلة التي عُطلت فيها انتخابات 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021 الرئاسية وذلك بعد استبعاد كل الشخصيات الجدلية بدون استثناء التي كانت ولا تزال أحد أسباب الأزمة".وفي وقت سابق، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، خلال تصريحات متلفزة قبل يومين، إن "مجموعة انقلابية حشدت على حدود طرابلس من الشرق والجنوب والغرب، ولكن قواتنا دحرت العدوان على العاصمة".وتابع: "فشل مشروع الحكومة الموازية، ومن شنوا العدوان على طرابلس كانوا مطية لأجندات دولية لا تريد الاستقرار للبلاد".ومن جانبها، حملت حكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان الليبي، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة مسؤولية الاشتباكات في طرابلس.ومن جهة أخرى، أكد القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، في كلمة ألقاها بمدينة الكفرة جنوبي ليبيا أمس الاثنين، أن الجيش الليبي لن يقف متفرجا أبدا على ما تشهده البلاد من أحداث مؤخرا.وقال حفتر إن "على الغافلين أن ينتبهوا.. لم نبن الجيش الوطني ليقف متفرجا على ليبيا يجرها العابثون إلى الهاوية".وأعلنت وزارة الصحة الليبية أن إجمالي ضحايا الاشتباكات التي شهدتها طرابلس بلغ 32 قتيلا و159 جريحا.
https://sputnikarabic.ae/20220829/اللافي-يرأس-حلقة-نقاش-حول-مشروع-المصالحة-الوطنية-في-ليبيا-1066988305.html
https://sputnikarabic.ae/20220828/مجلس-النواب-الليبي-يدعو-إلى-تحقيق-عاجل-في-اشتباكات-طرابلس-1066932986.html
https://sputnikarabic.ae/20220828/إيران-تعرب-عن-قلقها-إزاء-اشتباكات-طرابلس-وتدعو-لضبط-النفس-1066921210.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
أخبار ليبيا اليوم, العالم العربي, معركة طرابلس
أخبار ليبيا اليوم, العالم العربي, معركة طرابلس
خبراء: اشتباكات العاصمة الليبية عززت موقف الدبيبة أمام باشاغا ومستقبله السياسي
16:10 GMT 30.08.2022 (تم التحديث: 11:29 GMT 09.06.2023) عاد الهدوء إلى العاصمة الليبية طرابلس بشكل حذر، بعد سيطرة القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعد اشتباكات دامية قبل أيام قليلة مع قوات رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، خلفت 32 قتيلا وأكثر من 150 جريحا بينهم مدنيين.
بنغازي- سبوتنيك. واعتبر خبراء ومراقبون ليبيون أن باشاغا قد خسر الرهان الأخير في معركته لدخول طرابلس والسيطرة عليها، ورأوا أن ما حدث في طرابلس هو "صراع نفوذ".
وقال المحلل السياسي الليبي والمستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة، صلاح البكوش، لوكالة "سبوتنيك"، إن "تشبت رئيسي مجلسي النواب والأعلى للدولة، عقيلة صالح وخالد المشري بالسلطة بعد انتهاء ولايتهما، وهما المسؤولان عن إصدار القاعدة الدستورية والقوانين اللازمة لإجراء الانتخابات، من شأنه إبقاء حالة الانسداد السياسي".
واعتبر أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، وكذلك هجوم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر على العاصمة في 2019 لا تعدو كونها أعراضا لذلك.
وحول من يمتلك موازين القوى العسكرية والسياسية في ليبيا، أكد البكوش أنه "كان من الواضح، وخاصة فشل باشاغا في دخول طرابلس خلال الأشهر الست الماضية منذ تعيينه من قبل البرلمان، والفشل المدوي لقواته قبل أيام، وهزيمتها خلال 24 ساعة، دليل على امتلاك قوات الدبيبة تفوقاً واضحا"، مؤكداً أنه "لا توجد قوى سياسية مقبولة في ليبيا، ولكن هناك اعتقاد شائع بقوة بين الليبيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والقبلية والجهوية أن الطبقة السياسية، قد خذلتهم وأنه يجب إزاحة جميع الأجسام السياسية المتواجدة الآن ومعظمهم يرى في الانتخابات حلاً مناسباً".
وبشأن تأثير الاشتباكات المسلحة على قطاع النفط والغاز بليبيا أوضح المحلل السياسي الليبي أن "الوضع مفتوح على جميع الاحتمالات، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث في قطاع النفط والغاز في ظل سيطرة حفتر على منشآته وفشل حليفه باشاغا في السيطرة على طرابلس".
وتابع: "الحلول السياسية التي طرحت في السابق كانت مصممة كحلول مؤقتة تعتمد على مبدأ المشاركة في السلطة لتهدئة الأوضاع وبناء الثقة بين
الأطراف المتصارعة وكان الأمل أن ذلك سيقود إلى انتخابات وحل مستدام للصراع وهو ما لم يحدث".
واعتبر البكوش أن "حل الأزمة الليبية يتطلب الوصول إلى انتخابات برغم مجلسي النواب والأعلى للدولة وداعميهما وبالتالي الوصول إلى شرعية جديدة تمنحنا فرصة للوصول إلى حل مستدام".
من جهته، اعتبر المحلل السياسي الليبي ومدير مشروعات مجلس الأفريقي العربي للاستثمار والتنمية، محمد أمطيريد، في تصريح لـ"سبوتنيك"، أن ما حدث في طرابلس هو "صراع نفوذ لدول أجنبية تتحكم في رسم سياسات في العاصمة الليبية". وقال إن "الدبيبة كسب جولة بدعمه من الجناح السياسي لدولة تركيا وبريطانيا والتي أعطت قواته إحداثيات وتحركات قوات باشاغا قبل انطلاق العملية العسكرية [لقوات باشاغا]".
وأضاف أمطيريد أن "ما حدث في العاصمة الليبية في حقيقته
صراع نفوذ لدول أجنبية تتحكم في رسم السياسات بالعاصمة وتحديداً منذ أن سيطر الإخوان المسلمين على سلطة القرار في طرابلس، وعلى ضوء ذلك أصبح لكل كيان جناح عسكري ينفذ رغبات أصحاب هذه الكيانات بالنيابة عن دول أجنبية".
"هذه الخلافات تعتبر صراع إثبات وجود للأجهزة الاستخباراتية والتي تسعى دائما إلى فرض السيطرة على ليبيا والبحر متوسط من خلال الساحل الليبي الكبير علاوة على ثروات ليبيا الوفيرة من النفط والغاز وهي بالغة الأهمية لهذه الدول".
وحول من يمتلك ميزان القوة الحقيقية على الأرض من معسكري الدبيبة وباشاغا، وهل يمكن اعتبار سيطرة قوات الدبيبة على العاصمة دليلاً على أنه هو من يملكها، قال أمطيريد إن "المنتصر في الصراع من المعسكرين هو الخاسر، والشعب هو المتضرر الرئيسي من هذا الصراع، وفي النهاية ليس هناك منتصر إلا الدول الأجنبية والأمم المتحدة التي تستمر بدورها المخيب من خلال تنديد واستنكار فقط من دون شيء عملي وجدي يحسم الموقف، ويريح الشعب الليبي".
وحول عدد المقاتلين في معسكري باشاغا والدبيبة، أكد أمطيريد أن "الحرب الآن ليست حرب عدد وإنما حرب تكنولوجيا ومن يملك التكنولوجيا المتطورة هو المنتصر، ولحظنا سابقا العدد الهائل للجيش الليبي الذي كان هدفه القضاء على هذه التركيبات التي تأسر طرابلس. الآن هي تتناحر وتتقاتل من أجل النفوذ والمال ولا ننسي تغلغل المرتزقة بينهم، وكذلك فبرغم العدد والآليات التي يملكها الجيش الليبي فلم يستطيع دخول العاصمة بسبب الأسلحة والتكنولوجيا والطيران المسير الذي أصبح عمود الحروب الحديثة، والذي بدوره استطاع تغيير مراكز القوة على أرض الواقع أمام السيطرة الكاملة على 70% من بقاع ليبيا جغرافيا من قبل الجيش الوطني الليبي".
وبشأن
القوى السياسية والعسكرية الأكثر قبولا في ليبيا ومن هي، قال أمطيريد: "لو طرح السؤال قبل 2019 لقلت إن الجيش الليبي هو القوة الأكثر شعبية في البلاد بنسبة 95%. الآن بعد حرب 2019 أصبحت النسبة في تراجع وبالتحديد في طرابلس، لأن الشعب هناك خذل وصدم من رجوع الجيش الليبي إلى سرت فجأة، وحقيقة هذه الأسباب التي لا يعلمها المواطن البسيط كانت بسبب تدخل تركيا بشكل مباشر في احتلال العاصمة بقواعد عسكرية في القاعدة الجوية امعيتيقة، والخمس ومصراته".
وتابع: "لا أعتقد أن هذه الحروب سوف تتكرر بعد انسحاب القوات الموالية لباشاغا من العاصمة وذهابها خارج الحدود الإدارية لحكم الدبيبة، والتي أصبحت الآن منطقة خضراء، وكذلك بعد طرح الدبيبة خطة عسكرية عن طريق المجلس الرئاسي تجعل من ميلشيات خارج العاصمة".
وأردف: "لكن بخصوص الأدوار العسكرية للطرفين فقد حسمت الآن، وهنا فإن أي دور سوف يكون سياسيا من جانب باشاغا بمحاولته الضغط على الدول التي تدعمه لوضع آلية تمكنه من تقاسم السلطة مع الدبيبة بأي شكل كان مستقبلا".
وحول تأثر قطاع النفط والغاز في ليبيا بالاشتباكات المسلحة، رأى أمطيريد أنه "لا عودة إلى فترة إغلاق النفط"، وقال: "أعتقد أنه لن يحدث بعد الصفقة الأخيرة التي حدثت في مؤسسة النفطية بتكليف السيد فرحات بن قداره رئيسا لها ومن هذا المنطلق والمعطيات لن تنخفض نسبة تصدير واردات النفط والغاز، لأن هذا ليس من صالح باشاغا ولن ترضي عليه حتى الدول التي تدعمه في ظل الأزمة الدولية التي حدثت من بعد حرب أوكرانيا وارتفاع أسعار الغاز والنفط عالميا".
وفي السياق ذاته، قال المترشح للانتخابات الرئاسية الليبية السابقة ورئيس حزب النِداء، أكرم الفكحال، لـ"سبوتنيك"، إن "الوضع السياسي الليبي انحرف عن مساره الصحيح"، معتبراً أن الشخصيات الليبية تتمسك بمناصبها لقطع الطريق على كل محاولة للتغيير.
وأضاف الفكحال أن "كل متابع للشأن الليبي العام يلحظ أن العملية السياسية قد انحرفت عن مسارها الصحيح منذ فترة ودخلت في منعرجات يصعب الرجوع منها، وتولد عن ذلك مراكز قانونية لعدد من المؤسسات والشخوص الطبيعية والاعتبارية تم توظيفها من قبلهم بما يعيق كل تحوّل إيجابي في مسار العملية السياسية، وقد تمسّك كلّ منهم بمركزه قاطعا الطريق على كل محاولة لتغييره أو استبداله تحت ذرائع شتى، وهو ما أنتج هذه العشوائية والعبثية والانسداد السياسي الذي تعانيه ليبيا الآن".
وتابع رئيس حزب النداء الليبي أنه "لا يخفى على أحد أن موازين القوى متعددة ولا يوجد من يملكها جميعها في يده وإلا ما كنا نعاني هذا الواقع المرير، وهذا مقصود ومتعمد بالطبع من قبل الراعي الدولي بحيث يضمن أن يكون هناك توازن بين القوى المحلية يستعمل كورقة ضغط وقت الحاجة"، مؤكداً أن "هذا يعني أنه لا توجد قوة واحدة في ليبيا تتحكم وتسيطر على الجميع بل كل قوة والمنطقة التي تستطيع بسط نفوذها فيها".
"من وجهة نظري القوة الوحيدة المقبولة في ليبيا هي القوة التي تستمد شرعيتها من حكومة منتخبة والتي ستكون منضوية تحت لواء وتعليمات وأوامر الوطن وهذه القوى غير موجودة الآن".
وحول مدى تأثر قطاع النفط والغاز في ليبيا بالاشتباكات المسلحة، قال الفكحال لقد "انتهت المعركة ولكن أسبابها لم تنته، وكل شيء وارد فيما يخص النفط والغاز وقد تستخدمها بعض الأطراف الداخلية كوسيلة ضغط وهذا ليس بجديد ولنا في ذلك تجارب سابقة".
وأضاف: "أما بالنسبة للأطراف الدولية المستفيدة، فمن وجهة نظري لن تتأثر لأن هذا [النفط والغاز]، يعتبر من
الخطوط الحمراء لديها ولا أعلم حتى الآن لماذا تتغاضى كل الأطراف الداخلية الفاعلة عن ذلك، بل لا يهمها إن جاز التعبير".
وحول إمكانية إيجاد حلول للأزمة السياسية في ليبيا، وهل ما طرح بالفعل كان يهدف إلى الوصول إلى حل أم إلى إطالة الفترات المؤقتة وعدم الوصول إلى حل نهائي للأزمة الليبية، قال رئيس حزب النداء الليبي إنه "حتى هذه اللحظة لم يتم اقتراح أي حلول سياسية فعلية وجدية في ليبيا بل كلها حلول تلفيقية مؤقتة، كما أنه لا يوجد موقف دولي موحد باتجاه ليبيا لأنه هناك انقسام يبدأ من مجلس الأمن الدولي وصولا إلى باقي الأطراف الدولية وبالتالي الموقف الدولي موقف ضبابي غير واضح وغير جاد وقد يكون هذا الموقف والوضع العام في ليبيا يخدم مصالحه".
وتابع أنه "لا يخفى على أحد الخلافات المعلنة وغير المعلنة بين الأطراف الدولية ذات الصلة بالشأن الليبي ولا يهمها بأي شكل من الأشكال المصلحة الوطنية، وبالمقابل كل الأطراف الفاعلة الداخلية بكل تصنيفاتها يهمها مصلحة هذه الأطراف الدولية وليس مصلحة ليبيا وهذا جعلنا عاجزين عن الوصول إلى حل. الآن توجد حكومة منتهية الصلاحية مقابل حكومة شكلت واعتمدت خدمة لمصالح طرف آخر".
وتابع الفكحال: "إذا كانت هناك جدية من قبل مجلسي النواب والأعلى للدولة ولو من باب إثبات حسن النية، لماذا لم يقوما بإتمام الإطار الدستوري؟ وتحديد موعد للانتخابات وأن لا يترك هذا الموضوع مفتوحا، ولما لا تشكل حكومة مصغرة (حكومة انتخابات) تشرف على إدارة العملية الانتخابية، بحيث تكون حكومة مُصغرة جداً من شخصيات رصينة غير مصطفة مع أحد تتمتع بقبول الأطراف جميعا، وتمثل ضمانة للجميع تدير المرحلة باقتدار وحكمة نحو الانتخابات؟".
واستطرد: "الحل من وجهة نظري أنه لا سبيل إلى بناء دولة المواطنة والمؤسسات إلا بإجراء انتخابات عامة (برلمانية ورئاسية متزامنة) تُباشر من المرحلة التي عُطلت فيها انتخابات 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021 الرئاسية وذلك بعد استبعاد كل الشخصيات الجدلية بدون استثناء التي كانت ولا تزال أحد أسباب الأزمة".
وفي وقت سابق، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، خلال تصريحات متلفزة قبل يومين، إن "مجموعة انقلابية حشدت على حدود طرابلس من الشرق والجنوب والغرب، ولكن قواتنا دحرت العدوان على العاصمة".
وتابع: "فشل مشروع الحكومة الموازية، ومن شنوا العدوان على طرابلس كانوا مطية لأجندات دولية لا تريد الاستقرار للبلاد".
ومن جانبها، حملت حكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان الليبي، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة مسؤولية الاشتباكات في طرابلس.
ومن جهة أخرى، أكد القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، في كلمة ألقاها بمدينة الكفرة جنوبي ليبيا أمس الاثنين، أن الجيش الليبي لن يقف متفرجا أبدا على ما تشهده البلاد من أحداث مؤخرا.
وقال حفتر إن "على الغافلين أن ينتبهوا.. لم نبن الجيش الوطني ليقف متفرجا على ليبيا يجرها العابثون إلى الهاوية".
وأعلنت وزارة الصحة الليبية أن إجمالي ضحايا الاشتباكات التي شهدتها طرابلس بلغ 32 قتيلا و159 جريحا.
