أكاديمي سعودي يرى أن توجيه روسيا أنشطتها الخارجية نحو آسيا وأفريقيا "خطوة صحيحة ومرحب بها"

قال المحلل السياسي والأكاديمي السعودي، الدكتور عبد الله العساف، إنه يعتقد أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول قيام روسيا الآن بإعادة توجيه جغرافي لأنشطتها الخارجية من أوروبا إلى بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية صحيح إلى حد كبير.
Sputnik
وأضاف في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء: "أعتقد أن كلام السيد لافروف صحيح إلى حد كبير، فالعلاقات الدولية لا تسير أولا على وتيرة واحدة ولا تستقر في مكان واحد".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
ماذا يعني فرض حالة الأحكام العرفية وإنشاء مقرات دفاع إقليمية في المناطق الروسية الجديدة؟
وتابع العساف أن قراءة روسيا للمشهد الأوروبي اليوم، تأكدت من خلالها موسكو أن أوروبا لا ترحب بروسيا وأنها منحازة إلى الجانب الغربي وتحديدا لواشنطن بشكل كبير، وبالتالي أي استثمارات روسية أو انفتاح روسي على أوروبا هو غير مرحب به على الأقل في في المدى المنظور والمتوسط.
وأوضح أن الصورة الذهنية التي تم رسمها لموسكو لدى الأوروبيين، وتخويفهم من قبل واشنطن بهذا الجار الكبير الذي يتربص أو يتحين الفرصة للانقضاض على أوروبا ما تزال ماثلة أمام أعينهم، بالتالي هناك استدارة من روسيا نحو آسيا ودول أفريقيا.
وأشار العساف إلى أن العالم كله اليوم يستدير نحو أفريقيا وآسيا بعد أن نفضت واشنطن يدها من الشرق الأوسط واتجهت لمواجهة روسيا في الشرق الأقصى.
وأضاف المحلل السعودي: "هنا بدأت دول العالم الذكية والتي لديها استراتيجيات ورؤى، تحل محل الفراغ الأمريكي وأيضا دول المنطقة أصبحت أكثر انفتاحا وترحيبا بالقادم الجديد سواء كانت موسكو أو بكين، نظرا للتعامل الاستعلائي والاستكباري الذي كانت تتعامل به واشنطن مع دول المنطقة".
غانتس يقول إن إسرائيل ستساعد أوكرانيا بأنظمة إنذار ذكية ضد التهديدات الجوية
ورأى المحلل السياسي أن "التعامل غير الجيد من قبل واشنطن مع دول المنطقة، ترك خلفه موروث من الضيق"، لافتا إلى أن واشنطن نفضت يدها سريعا من أفغانستان ورحلت وأيضا من العراق ورحلت.
وتابع: "عندما تحدث الرئيس المصري الراحل مبارك وقال إن المتغطي بالأمريكان عريان كان صادق جدا، هذه عبارة يجب أن تعيها دول المنطقة جيدا، ويجب أن تسند نفسها بأصدقاء وحلفاء أقوياء خارج الإدارة الامريكية".
واعتبر المحلل السياسي أن: "هناك نظاما عالميا جديدا بدأ بالتشكل موسكو أحد أقطابه ونحن في العالم العربي وتحديدا في الخليج وإذا صغرت الدائرة تسعى المملكة العربية السعودية لتكون أحد الأطراف الصانعين لهذا العالم الجديد ومؤثرين فيه، وأن نرسم خطواتنا ومستقبلنا وأن نكون مشاركين في هذا العالم".
واختتم بقوله: "لا شك اليوم أن هناك تقارب كبير في الموقف السعودي الروسي، هذا التقارب يذيب الكثير من نقاط الخلاف في بعض الأمور والملفات، وأعتقد أن موسكو على استعداد أن تمضي خطوات أخرى نحو الرياض والرياض أيضا لديها نفس الرغبة".
مناقشة