هل يدفع التقارب بين مصر وتركيا نحو حل الأزمة الليبية؟

لقاءات ومشاورات بين العديد من الأطراف المحلية الليبية والدولية جرت مؤخرا بهدف حلحلة الانسداد الحاصل في المشهد الليبي.
Sputnik
إلى جانب الاجتماعات المباشرة المعنية بالأزمة الليبية أكدت مصادر مطلعة أن الملف طرح خلال لقاء الرئيسين المصري والتركي، وأن التقارب بين البلدين لن يكون بمعزل عن الدولتين.
ويرى الخبراء أن التقارب بين البلدين ينعكس إيجابا على المشهد الليبي، خاصة في ظل التأثير القوي للدولتين في المشهد الليبي، نظرا للعلاقات التي تربط أطراف الأزمة الليبية بالبلدين وأهمية ما يدور في ليبيا بالنسبة لمصر لاعتبارات الأمن القومي والجوار.
وزير خارجية تركيا الأسبق لسبوتنيك: إعادة العلاقات بين مصر وتركيا ينعكس إيجابا على ملفات الشرق الأوسط
على المستوى المحلي جرت العديد من المشاورات بين أعضاء من مجلس النواب و"الاستشاري" كما جرت على مستوى رئاسة المجلسين أيضا، وتحققت بعض النقاط الإيجابية فيما تبقى بعض النقاط الخلافية المرتبطة بالقاعدة الدستورية.
عودة قريبة
وحسب خبراء أتراك فإن عودة السفراء بين البلدين يمكن أن تكون قريبة، خاصة في ظل حرص تركيا على إعادة العلاقة مع مصر، بعد أن حققت العديد من الخطوات تجاه عناصر "الإخوان" التي تصنفها مصر بأنها جماعة "إرهابية"، وفي المقابل بدت بعض الإشارات الإيجابية من القاهرة تجاه تركيا.
ولم تتحدث مصادر رسمية حتى الآن عن عودة السفراء، فيما اعتبر المراقبون أن اللقاءات المرتقبة على مستوى الدبلوماسية قد تكون حاسمة في هذا الملف.
في الإطار قال المحلل السياسي التركي جيواد غوك، إن تحسين وتطبيع العلاقات مع مصر أصبحت من الأولويات في السياسة الخارجية التركية، خاصة بعد لقاء الرئيس التركي بنظيره المصري.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "تركيا صاحبة الكلمة في سوريا، في حين أن مصر هي صاحبة الكلمة الأولى في ليبيا، ما يعني أن هناك ضرورة التعاون بين الجانبين حول حل الأزمة في ليبيا، ومن المرتقب أن تعمل الخارجية في البلدين على تعيين السياسة الجديدة حول ليبيا من أجل الاستقرار الأمني والسياسي".
أردوغان يقول إنه اجتمع مع السيسي 45 دقيقة في الدوحة ويؤكد إمكانية عودة العلاقات مع سوريا قريبا
إشارات غير واضحة
ويرى غوك أن "تركيا تدعم الحل الليبي الداخلي، لكن فيما يتعلق بخروج القوات الأجنبية لا توجد أي إشارة واضحة من جانب تركيا في هذا الاتجاه، وخطوة سحب القوات الأجنبية والتركية من ليبيا يمكن أن تكون بعد موافقة الحكومة التي تدعمها تركيا في ليبيا وبعد مفاوضات مع مصر، لكن حتى الآن لا توجد إشارات واضحة على إمكانية تنفيذ الخطوة".
وأشار إلى أن عودة العلاقات بين البلدين أصبحت أقرب وأسهل، خاصة في ظل مؤشرات استجابة تركيا للمطالب المصرية، وحرصها على تطبيع العلاقات مع مصر.
فيما قال البرلماني الليبي عضو المجلس الأعلى للدولة محمد معزب، إن التقارب بين مصر ينعكس إيجابا على إمكانية حلحلة الأزمة الليبية. مضيفا في حديثه لـ"سبوتنيك" أن القطبين التركي والمصري من أكبر المؤثرين في هذا الملف الليبي، في حين أن التقارب بينهما يمكنه المساهمة في حلحلة الأوضاع في ظل حالة الانسداد الراهنة.
السيسي وأردوغان يلتقيان في قطر ويتصافحان للمرة الأولى... صورة
خطوات نحو العودة
يتفق في الإطار نفسه المتحدث السابق باسم حكومة الوفاق محمد السلاك، مع تلك الرؤية، حيث يرى أن ثمة خطوات على طريق العودة التدريجية للعلاقات بين البلدين، خاصة بعد المصافحة الأخيرة بالدوحة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان.
المصافحة الأخيرة بين الرئيسين يرى السلاك أنها جاءت بعد ما اتخذته أنقرة ضد أفراد وكيانات ومنصات إعلامية كانوا يتخذون من الأخيرة قاعدة للتحريض على الدولة المصرية.
في السياق ذاته يشير السلاك إلى أن التقارب بين البلدين ينعكس إيجابا على الملف الليبي، باعتبار أن البلدين يمتلكان قدرة كبيرة على المساهمة الفاعلة فى دفع العملية السياسية للأمام.
بشأن جدية أنقرة في اتخاذ خطوات من شأنها المساهمة في حل المعضلة الليبية، قال السلاك "لا يمكن الحكم على مدى جدية أنقرة، قبل أن تتحرك بشكل جاد باتجاه تسوية ملف المرتزقة والمقاتلين الأجانب، والتوقف عن دعم فصائل بعينها تتسبب فى إرباك المشهد".
هل تحل الأزمة بمعزل عن ليبيا؟
تختلف الآراء بشأن إمكانية عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة بمعزل عن الملف الليبي، لكن السلاك يرى أن عودة العلاقات لا يمكن أن يكون بمعزل عن الملف الليبي، باعتبار أن القاهرة تضع الملف الليبي في مقدمة أولوياتها.
وزير الخارجية التركي: قد يتم تبادل السفراء بين مصر وتركيا في الأشهر المقبلة
وتابع: "القاهرة اعتبرت أن ملف سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والسلوك التوسعي المقلق في شرق المتوسط، بمثابة حجر زاوية لإحراز أي تقدم ملموس في تطبيع العلاقات بين البلدين".
والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة في قطر.
وتراجعت قطر مؤخرا عن دعمها لجماعة الإخوان "المصنفة إرهابية" في عدد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر.
ولم تصل نتائج المشاورات بين رئيسي البرلمان والأعلى للدولة إلى ليبيا إلى نتائج معلنة حتى الآن، رغم الإشارات الإيجابية التي حملتها للقاءات السابقة.
ويسعى المبعوث الأممي في ليبيا عبدالله باتيلي، إلى وضع خارطة طريق جديدة في ظل تمسك البرلمان بضرورة تسليم حكومة عبد الحميد الدبيبة للسلطة، فيما يبدو أن التوافق على تشكيل حكومة ثالثة بات أقرب الخطوات التي يمكن تحقيقها.
مناقشة