بعد مصادقة النواب الأمريكي...مساعدات خيالية لأمن إسرائيل وزيادة الدعم المالي للفلسطينيين

صادق مجلس النواب الأمريكي، أمس الجمعة، على ميزانية الولايات المتحدة للعام المقبل 2023، بمبلغ 1.7 تريليون دولار.
Sputnik
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مساء اليوم السبت، بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستخصص في العام المقبل 3.3 مليار دولار لإسرائيل للمساعدة الأمنية، مع زيادة أخرى تقدر بـ 500 مليون دولار لتأمين إسرائيل من الهجمات الصاروخية.
تقرير: نتنياهو سيتحمل المسؤولية كاملة عن تصرفات اليمين المتطرف أمام بايدن
زيادة 500 مليون دولار
وأوضحت الصحيفة أن الميزانية الأمريكية الكلية لإسرائيل وصلت إلى 3.8 مليار دولار، مقارنة بـ 3.3 للعام الماضي، وتعني تلك الزيادة والمقدرة بـ 500 مليون دولار من أجل الأمن الإسرائيلي من الصواريخ الدقيقة وللقبة الحديدية الدفاعية لإسرائيل.
وأضافت الصحيفة في تقرير مطول لها بأنه سيتم تخصيص 72.5 مليون دولار للحماية من الطائرات دون طيار، وكذلك الأنفاق، مع تعهد أمريكية بتمويل إضافي أو مساعدات إضافية بقيمة 6 ملايين دولار بهدف تدشين برنامج منح للأمن السيبراني لإسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الجانب الآخر، فإن الميزانية الأمريكية قد خصصت نحو 225 مليون دولار للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية لمناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، أي بزيادة قدرها 6 ملايين دولار عن العام الماضي، و40 مليون دولار أكثر من الميزانية الأصلية المطلوبة.
تعليقا على دعوات بالهجرة العكسية.. وزيرة الداخلية الإسرائيلية: لا تتسرعوا بمغادرة البلاد
اتفاقية سلام فلسطيني إسرائيلي
ومن المقرر تخصيص 50 مليون دولار من أجل الترويج لاتفاقية سلام فلسطيني إسرائيلي من خلال الصندوق الذي سمي على اسم عضوة الكونغرس الأمريكي السابقة، نيتا لافي.
ومن جهتها، هنأت المنظمة اليهودية الأمريكية "منتدى السياسة الإسرائيلية" السلطات الإسرائيلية بالموافقة على الميزانية في الكونغرس، على اعتبار أن زيادة الميزانية الأمريكية المخصصة لإسرائيل ستعزز في الواقع دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وتضمن مستقبلها كدولة آمنة ويهودية وديمقراطية تتجه في النهاية نحو ما يسمى بـ"حل الدولتين".
وفي السياق نفسه، نشرت إحصاءات أمريكية رسمية أن الإدارة الأمريكية قدمت أكثر من نصف مليار دولار من المساعدات للفلسطينيين خلال الفترة من نيسان/أبريل 2021 وحتى آذار/مارس 2022، حيث شملت هذه المساعدات نحو 417 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين من خلال منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
ومن بين تلك المساعدات أيضا ما قيمته 75 مليون دولار من الدعم من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فضلا عن 20.5 مليون دولار بشكل مساعدات لمحاربة فيروس كورونا "كوفيد 19" والتعافي لقطاع غزة.
الأمم المتحدة تقر بأغلبية ساحقة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
مساعدات منذ تكوين الدولة
ويذكر أن المساعدات الأمريكية لإسرائيل تقدر بنحو 55% من جميع المساعدات الأمريكية للعالم، وبلغت منذ إنشاء إسرائيل في العام 1948 حتى العام الماضي قرابة 130 مليار دولار، في وقت تفيد تقديرات أخرى بأنها وصلت إلى 270 مليار دولار.
وبالمقارنة مع هذه الأرقام، فإن الدعم الأمريكي للفلسطينيين قد بدأ يتوقف بشكل تدريجي منذ تولي الرئيس دونالد ترامب، مقاليد الحكم في يناير/كانون الثاني من العام 2017، سواء للموازنة العامة أو وكالة "أونروا"، ومؤسسات المجتمع المدني عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قبل اتخاذ قرار باستئنافها العام الماضي مع تولي جو بايدن مقاليد الأمور في واشنطن.
في سبتمبر/أيلول من العام 2018، قامت الإدارة الأمريكية بوقف التمويل الأمريكي لوكالة "الأونروا"، الهيئة الأممية المسؤولة عن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، بالكامل، حيث قامت بخفض أكثر من 200 مليون دولار من مساعداتها لمشاريع وبرامج في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، بالتوازي مع أمرها بإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة.
وزير خارجية فلسطين: الحكومة الإسرائيلية الجديدة أكثر فاشية من كل الحكومات السابقة وسنلجأ لمجلس الأمن
لا تخدم مصالح واشنطن
وقتها، قالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي:
هذه الأموال في الوقت الحالي لا تخدم مصالح الولايات المتحدة القومية، وأيضا في الوقت الحالي لا يفيد دافعي الضرائب الأمريكيين.
الغريب أن مصادر أمنية إسرائيلية قد أوضحت أن التقليص الأمريكي الكبير في ميزانية وكالة "الأونروا" من شأنه أن يخلق فراغا في توفير الخدمات الأساسية في قطاع غزة، حيث يعتمد معظم السكان على الوكالة الأممية، حيث زعموا أن هذا الأمر سيقوي شوكة حركة حماس في القطاع.
وهي المخاوف الأمنية الإسرائيلية التي جاءت فور إعلان إدارة ترامب قرارها بتقليص نحو 200 مليون دولار في المساعدات للفلسطينيين وسط تقليصات في تمويلها لـ"الأونروا" أيضا.
مخاوف من نقص تمويل وكالة "الأونروا" وتحذيرات فلسطينية من مجاعة وانفجار اجتماعي
تفكيك "الأونروا"
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سبق أن دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في بلاده، بنيامين نتنياهو، من قبل، بتفكيك وكالة "الأونروا"، متهما إياها بالتحريض ضد إسرائيل.
وكان المفوض العام لوكالة "الأونروا" قد أكد، آنذاك، أن الولايات المتحدة تقلص تمويل وكالته لمعاقبة الفلسطينيين على انتقاداتهم للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بالتوازي مع إدانة السلطة الفلسطينية الخطوة، معتبرةً إياها محاولة لابتزاز الشعب الفلسطيني بهدف التخلي عن مطالبتهم بالقدس الشرقية والبلدة القديمة كعاصمة لدولتهم الفلسطينية المطلوبة.
ويشار إلى أن وكالة "الأونروا"، التي تم تأسيسها في عام 1949 في أعقاب نكبة العام 1948، بتشغيل المدارس وتقدم العناية الصحية وخدمات اجتماعية أخرى للفلسطينيين في الضفة الغربية، الأردن، لبنان وسوريا.
مناقشة