راديو

هل يخرج الشرق الأوسط من عباءة الدولار

بانضمام السودان إلى مباحثات التبادل التجاري بالروبل، تكون ثالث دولة في الشرق الأوسط تتجة نحو التبادل التجاري بالعملة الروسية، بعد أن بدأت السعودية المسيرة بفتح الباب أمام مباحثات إطلاق التداول بالروبل، ومباحثات مع الصين لتسعير مبيعات النفط باليوان.
Sputnik
فيما أعلن المركزي العراقي عزمه تنظيم تمويل التجارة الخارجية من الصين مباشرة بعملة اليوان الصيني، لتبدأ التجارة الدولية بذلك مسيرة التحول إلى تعددية الأقطاب التي تميز النظام العالمي الجديد البازغ.
يأتي ذلك في ضوء النجاح الذي حققه الروبل الروسي في تخطي العقوبات الغربية بفضل قوة دفع الصادرات، والطلب الذي خلقه المصرف المركزي الروسي عبر إلزام الدول غير الصديقة لروسيا بالدفع بالروبل، فضلا عن اعتماد سلة من العملات للتبادل التجاري بين روسيا وباقي دول العالم.
وفي حديثه إلى "سبوتنيك"، قال خبير الاقتصاد الدولي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية د. شريف الخريبي، إن "العالم كله يدين بالفضل للعملية العسكرية الروسية لانهاء الهيمنة الأمريكية الغربية التي اتسمت بالظلم، وعدم إعطاء الدول الحق في اتخاذ القرارات التي تتلاءم مع مصالحها الشخصية ؛ وأول خطوة في هذا المسار هي النجاح المبهر للاقتصاد الروسي والسياسية الروسية التي مكنت روسيا من أن تواصل الصمود بما ينبئ بانتهاء عصر القطب الواحد".
وأشار إلى أن "استخدام الروبل في التبادل التجاري مع مصر والسعودية والسودان سيتبعه انضمام الجزائر وليبيا وسوريا، وكل الدول التي فاض بها الكيل من الممارسات الأمريكية الظالمة، ومن تحكمها في الاقتصاد العالمي من خلال عملتها الدولار، والذي ثبت أنه عملة واهية وبدأت الدلائل على هذا بانهيار بنك سيليكون فالي أمس والإعلان عن إفلاس بنك آخر اليوم والبقية تأتي".

وأشار الخريبي إلى أن "العالم يتغير بشكل إيجابي ومتسارع، وقد جعل الله روسيا والصين سببا في هذا التغيير"، معتبرًا أن "انضمام مصر بحجم اقتصادها الكبير، والسودان بثرواته الطبيعية لدول بريكس، فضلًا عن اتخاذ خطوة لإنتاج عملة موحدة لهذا التجمع خطوات من شأنها إيجاد نهج جديد وإنهاء عصر الدولار".

وأوضح الخبير الاقتصادي د. حبيب الله تركستاني، أن "التحول للتعامل مع الروبل يوفر تنوعا للعملات الدولية ويكسر الاحتكار الذي كانت تمارسة الولايات المتحدة، كما يعطي زخما لزيادة التبادل التجاري بين الدول للاستفادة من قيمة صرف العملات، وهذا التنوع ممتاز ومقبول، ويمنح قدرا من التنافس على الساحة الدولية ويكبح جماح قوة الدولار".
ولفت إلى أنه "سيمنح ميزة للدول في التبادل التجاري وفي العمل المشترك بين الدول التي لديها مصالح مشتركة، كما يساهم في نمو التبادل التجاري خاصة لدى الدول التي لديها فائض في الميزان التجاري".

وأكد تركستاني أن "انعكاسات التبادل التجاري بالعملات الأخرى على الاقتصاد العالمي ستتوقف على مدى انخراط الدول في التعامل بهذه العملات، وعلى حجم هذا التبادل، وسيكون الرهان على الأسواق، ومن السابق لأوانه التنبؤ بهذا الأثر على نطاق عالمي"، مشيرًا إلى أنه "يتعين تقييم كل العملات على أساس الغطاء الذهبي الذي تستند عليه كل عملة".

في المقابل اعتبر خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية د. بيير عازار، أن "نسبة التبادل التجاري بغير الدولار ما زالت غير مؤثرة كثيرا في الاقتصاد العالمي، إلا أن بعض الدول تتجه للتعامل بالعملات الوطنية من أجل تجنب الحصار، وللضغط على الرأسمالية الكبرى الموجودة داخل الولايات المتحدة، والتي تحرك الاقتصاد العالمي والتدفقات النقدية حول العالم".
وأشار إلى أن "هذه الاتفاقات الأخيرة تهدف أيضا إلى تفعيل التجمعات الإقليمية الاقتصادية الكبرى للتنصل من المعايير التي تفرضها منظمة التجارة العالمية".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة