إعلام غربي: أوكرانيا تشكل "العامل الحاسم" في صراع الهيمنة الصيني الأمريكي

تتسابق الصين والولايات المتحدة لبناء كتل قوتهما العالمية، وكلاهما يستخدم نفس نقطة الضغط ألا وهي النزاع في أوكرانيا.
Sputnik
ففي الأسبوع الماضي، أمضى الزعيم الصيني شي جين بينغ ثلاثة أيام في روسيا، عزز شراكته "بلا حدود" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن قمته الثانية "للديمقراطية" بهدف حشد قادة العالم حول مبادئ الحرية وسيادة القانون وحقوق الإنسان حيث أراد إيصال رسالة مفادها أن العالم يحتاج إلى الاتحاد ضد الصين وروسيا، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" اليوم الثلاثاء.
وفي تحالف "الديمقراطيات" مع بايدن، كانت أوروبا في أحسن الأحوال مناقضة لأمريكا بشأن الصين، فبعض الدول الأكثر أهمية، مثل فرنسا وألمانيا، كانت قلقة من أن الانفصال عن الصين قد يسبب "الكثير من الآلام الاقتصادية".
ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بدأ الأوروبيون في إيلاء المزيد من الاهتمام لرسالة بايدن حول مخاطر الاعتماد على "الديكتاتوريات" على حد زعمه.
حيث قاموا بتقييد صادرات معدات تصنيع الرقائق الإلكترونية إلى الصين، وحظروا تطبيق "تيك توك" على الأجهزة الحكومية، ودفعوا سياسة التجارة الوقائية.
وفي الوقت نفسه تقاوم الصين بتقوية العلاقات مع روسيا، وتقدم خطة سلام لأوكرانيا.
محمد بن سلمان يعرب للرئيس الصيني عن تقدير بلاده لمبادرة الاتفاق السعودي الإيراني
وقوبلت محاولة بايدن لوقف اتفاقية تجارية تاريخية بين الاتحاد الأوروبي والصين في الأسابيع التي سبقت تنصيبه بازدراء من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبعد أن عممت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية بين الحلفاء بأن الصين تفكر في إرسال أسلحة إلى روسيا للقتال في أوكرانيا، حذر المستشار الألماني أولاف شولتز من أنه ستكون هناك "عواقب" إذا فعلت الصين ذلك، في حين وصفها منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل "خطا أحمر".
ولا يزال الكثيرون في أوروبا مترددين في تقليص العلاقات مع الصين، لا سيما في المجال التجاري.

قالت سابين وياند، كبيرة المسؤولين التجاريين في الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إن "الغرب ضد البقية" لن ينجح، فنادي الديمقراطيات الليبرالية صغير جدًا.

الصين تأسف لعدم اعتماد مجلس الأمن الدولي قرار التحقيق حول تفجير "التيار الشمالي"
وحسب بوليتيكو، لا يزال المسؤولون الأوروبيون يحاولون إبعاد الصين عن روسيا، خلال الأسبوعين المقبلين، يزور ماكرون وفون دير لاين ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الصين في رحلات منفصلة لمنع شراكة كاملة بين بكين وموسكو.
لكن توطيد التحالفات مع دول في مناطق خارج أوروبا أثبت أنه بنفس الصعوبة، إن لم يكن أكثر من ذلك.
ففي حين صوتت 27 دولة أفريقية لصالح قرار للأمم المتحدة في مارس/ آذار 2022 ضد العملية العسكرية الروسية، امتنعت 16 دولة أخرى - بما في ذلك جنوب إفريقيا - عن التصويت بينما صوتت إريتريا ضده.

وفي أمريكا اللاتينية، كوستاريكا هي الدولة الوحيدة التي انضمت إلى العقوبات الأمريكية ضد روسيا.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، تحاول بكين إظهار جانبها الأكثر ودية لكل من روسيا والغرب.
حيث أسفرت زيارة شي إلى بوتين عن العديد من صفقات "التعاون الاستراتيجي" التي تضمنت زيادة مبيعات الغاز الروسي إلى بكين بالإضافة إلى اتفاقيات لتوسيع خطوط النقل عبر الحدود من خلال بناء جسور وطرق جديدة.
في الوقت نفسه، واصلت الصين دفع العلاقات العامة العالمية لتصوير نفسها على أنها الدولة التي تدعو إلى السلام في أوكرانيا.
البنتاغون: الصين لم تبد اهتماما في بدء حوار مع أمريكا حول موضوع الأسلحة النووية
كما استضافت الصين المنتدى الدولي الخاص بها حول الديمقراطية الأسبوع الماضي ، بحضور 300 مشارك من 100 دولة. ناقشت المجموعة "الأشكال المتنوعة للديمقراطية ، وانتقاد الروايات الأحادية والهيمنة حول هذا الموضوع"، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين في وقت سابق من هذا الشهر: إننا نؤيد التعددية الحقيقية، ونعمل من أجل عالم متعدد الأقطاب وديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية، ونجعل الحوكمة العالمية أكثر عدلاً وإنصافًا.
وذكرت بوليتيكو أنه "بقدر ما تريد بكين إبقاء الممرات التجارية مفتوحة مع أوروبا، فإنها تزداد أيضًا عدوانية تجاه الشركاء التجاريين الذين ينقلبون ضدها.

فرضت الصين حظرا تجاريا على ليتوانيا في عام 2021 بعد أن أنشأت تايوان مكتبًا دبلوماسيًا في الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة، وهددت هولندا بردود انتقامية محتملة لوقوفها إلى جانب الولايات المتحدة بشأن أشباه الموصلات.

وختمت بوليتيكو: "تبرز الثقة الضمنية في هذا النهج حقيقة أنه على الرغم من الحرب وخطاب "الفصل"، فإن القوة الاقتصادية للصين تعني أن كلاً من الولايات المتحدة وبقية العالم الغربي لا يزالان بحاجة إلى إيجاد طريقة لموازنة مخاوفهم بشأن قوة بكين المتنامية".
مناقشة