السنداوي لـ"سبوتنيك": إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها من اغتيال قادة "الجهاد الإسلامي" في غزة

أكد ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية في سوريا، إسماعيل السنداوي، أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من المواجهة الأخيرة، موضحاً أن عملية اغتيال ثلاثة من خيرة قادة المقاومة لم تزعزع صفوف سرايا القدس ولم يكن لها أي أثر على بنيتها العسكرية خلال المواجهة التي استمرت خمسة أيام.
Sputnik
وأشار السنداوي في تصريح خاص لمراسل "سبوتنيك" في دمشق إلى أن إسرائيل لم تستطع فرض شروطها على حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري "سرايا القدس" بعد هذه المواجهة، وفشلت في إيقاف تطوير صواريخ المقاومة الفلسطينية التي وصلت إلى محيط القدس وإلى ضواحي تل أبيب، وغيرت مسار الطيران في مطار بن غوريون.
فيلق القدس في رسالة للفصائل الفلسطينية: إيران مستمرة بتقوية المقاومة حتى اجتثاث إسرائيل من الأرض
الاحتلال حاول دق إسفين بين "الجهاد" و"حماس"
وتابع السنداوي قائلاً: "الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أهدافه من هذه العملية، وكان من اليوم الأول يستجدي كل الأطراف بأن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وبأنه لا يريد الذهاب إلى حرب مع قطاع غزة، لكنه حاول دق إسفين بين حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس، إلا أننا كفلسطينيين خرجنا من هذه المواجهة موحدين، وأدت إدارة الحرب عملها بشكل جيد".
ومضى بقوله: "كان التعاون بين الفصائل الفلسطينية في أفضل وأحسن حالاته، ولم يستطع الاحتلال أن يفرض شروطه بعدم تدخل حركة الجهاد الإسلامي بما يجري في الضفة الغربية، ولم يستطع أن يفرض على الحركة أن تلتزم بالتهدئة والهدنة طويلة المدى، ولم يستطع منعها من تصنيع الصواريخ ومن تطوير قدراتها العسكرية".
الخارجية الفلسطينية تطالب الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق "المتطرف بن غفير"
بعد 36 ساعة وصلت صواريخ المقاومة إلى تل أبيب
وقال السنداوي: "خرجت حركة الجهاد الإسلامي من هذه الحرب منتصرة، وسوف نواصل مقاومة هذا الاحتلال، لا خيار أمامنا سوى الصمود والجهاد، ونؤكد في الذكرى 75 لاحتلال فلسطين بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وعودة اللاجئين إلى بيوتهم التي هجرهم منها هذا الاحتلال الظالم عام 1948".
وأكمل: "الاحتلال الإسرائيلي من خلال اغتيال ثلاثة من خيرة قادتها وهم الشهداء جهاد غنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين، الأعضاء في المجلس العسكري لسرايا القدس، اعتقد بأنه استطاع أن يفاجئ حركة الجهاد الإسلامي، وأن يسبب خلخلة في صفوفها، لكن سرايا القدس استوعبت الضربة، وأعطت فرصة لتشييع الشهداء القادة، ثم بدأت بالرد على العدوان الإسرائيلي، الذي أطلق عليه العدو اسم عملية "الدرع والسهم"، وتبجح "نتنياهو" ووزير الدفاع ورئيس الأركان ومسؤول "الشاباك" بأن جيش الاحتلال وجّه ضربة ستتضرر منها حركة الجهاد الإسلامي".
إحصاء رسمي: عدد الفلسطينيين تضاعف 10 مرات منذ النكبة
وأردف السنداوي: "لكن بعد 36 ساعة فاجأت حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس هذا الاحتلال بقصف تل أبيب والمستوطنات الإسرائيلية، مما أدى إلى إخلاء آلاف المستوطنين من غلاف غزة، وإلى شلل كامل في المدن داخل الأراضي المحتلة وإلى تغيير مسار الطيران في مطار بن غوريون، ووصل صاروخ "براق 85" الذي صنع بأيد فلسطينية إلى مستوطنة رحفوت جنوب تل أبيب".
وأضاف: "لم يتوقع الاحتلال هذا الرد، وكان يعتقد بأن حركة حماس سوف تكبح جماح حركة الجهاد الإسلامي، وبأن مصر أيضاً سوف تفعل الشيء ذاته لكي لا ترد حركة الجهاد الإسلامي، تحت مبررات أن نتنياهو يريد الحرب الخروج من المأزق السياسي الداخلي وبسبب المظاهرات التي تخرج في تل أبيب احتجاجاً على الأوضاع الداخلية للاحتلال".
"الجهاد الإسلامي" تشكر مصر على وساطتها لوقف إطلاق النار مع إسرائيل
التصعيد الإسرائيلي لم يجلب الأمن للإسرائيليين
ولفت المسؤول بحركة "الجهاد الإسلامي" إلى أن "المعارضة الإسرائيلية أيدت عملية اغتيال القادة الفلسطنيين، وأيدت الهجوم على قطاع غزة، ودعت إلى احتلال القطاع وشجعت نتنياهو على ذلك، لكن الاستراتيجية الصهيونية تقوم على استنزاف فصائل المقاومة، إلا أن عملية الاغتيال لم تزعزع صفوف سرايا القدس، ولم يكن لها أثر على بنيتها العسكرية خلال المواجهة التي استمرت خمسة أيام".
وأردف قائلاً: "كان يعتقد الاحتلال أنه من خلال اغتيال القادة سوف يجلب الأمن للمستوطنين لكنه بدلاً من ذلك تم إخلاء كل المستوطنات وأدت صواريخ المقاومة إلى شلل كامل داخل الأراضي المحتلة، وهذا دليل بأن المقاومة حققت أهدافها، فهذه المعركة تكتيكية ضمن مسار صراع يومي متواصل مع استمرار الاحتلال في الاقتحامات والاعتقالات التي تؤدي إلى اشتباكات عنيفة جداً مع الفلسطينيين".
وأشار السنداوي إلى أن "حركة الجهاد الإسلامي اعتبرت أن استشهاد الأسير خضر عدنان في السجن بعد إضراب عن الطعام دام 86 يوماً يعد إعداماً ميدانياً من قبل الاحتلال، ويأتي في سياق تنفيذ لسياسة "بن غفير" بإعدام الأسرى التي تضمنها برنامجه الانتخابي، وبالتالي من غير الممكن لحركة الجهاد الإسلامي أن تترك هذه الجريمة بدون رد، فكان إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية يمثل ثأراً للشهيد خضر عدنان".
بعد فشل القبة الحديدية... هل ينجح "مقلاع داوود" في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية؟
1500 صاروخ أرغمت آلاف الإسرائيليين على إخلاء المستوطنات
واستطرد قائلاً: "أطلقت حركة الجهاد الإسلامي في هذه المواجهة ومعها بعض فصائل المقاومة أكثر من 1500 صاروخ من قطاع غزة إلى محيط مدينة القدس وإلى تل أبيب، وهذا دليل على تطور صواريخ وأداء المقاومة الفلسطينية حسب كل التحليلات، في المقابل فشلت كل التصعيدات والحروب الإسرائيلية التي تشنها على قطاع غزة في جلب الهدوء إلى مستوطنات الجنوب".
وختم السنداوي حديثه لـ "سبوتنيك" بالقول: "عندما يتبجح نتنياهو باعتراض إحدى هذه الصواريخ بمنظومة "مقلاع داود"، فهذا دليل على أن المقاومة الفلسطينية أثبتت جدارتها وقدراتها في هذه الحرب، وأن هناك تطورا نوعيا في صواريخها، فالاحتلال الإسرائيلي لم يستطع اعتراض الصواريخ من خلال القبة الحديدية، بل من خلال منظومة "مقلاع داود" المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية، وفي المقابل حققت المقاومة الفلسطينية أهدافها بالرد على العدوان، وأكدت أن اغتيال وتصفية القادة سيكون له ثمن غالٍ، وهو أن كل المدن داخل الأراضي المحتلة ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة".
فلسطين تطالب الأمم المتحدة بـ"التدخل الفوري" لوقف "المجازر الإسرائيلية" في غزة والضفة
وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية أكدت في بيان مساء أمس، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية حيز التنفيذ أنها "أفشلت بصمودها ووحدتها وقتالها المشرف مخطط العدو الصهيوني الغادر وجريمته القذرة، وأثبتت أنها قادرة على التحدي"، مشددة على أنها ستكون دوماً حاضرة ومتأهبة في كل الساحات وجبهات المواجهة.
وقالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة: "إن جولة من القتال والمقاومة والصمود انتهت، لكن مقاومتنا بدأت من جديد أكثر قوة وعنفواناً، فالرايات لم ولن تنكّس، وإرادة القتال لم ولن تتراجع أبداً".
مناقشة