راديو

بعد أيام من زيارته لمصر... السلطان العماني إلى إيران وأنباء عن وساطة بين البلدين

أعلن ديوان البلاط السلطاني العماني، يوم أمس (الأربعاء)، أن العاهل العماني السلطان هيثم بن طارق، سيقوم بزيارة إلى إيران لمدة يومين ابتداء من يوم الأحد 28 مايو/أيار الجاري، وذلك تلبية لدعوة الرئيس الإيراني إبرهيم رئيسي.
Sputnik
وتأتي زيارة بن طارق إلى إيران - وفقا للبيان الذي أوردته وكالة الأنباء العمانية - في إطار استمرار التشاور والتنسيق بين القيادتين لبحث مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتعزيز كل ما من شأنه الارتقاء بأوجه التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات، وسبل تطويرها بما يخدم مصالحهما وتطلعاتهما حاضرا ومستقبلا.
كان رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، قد التقى قبل أسبوعين بسلطان عمان، وعقد معه جولة من المباحثات، وذلك خلال زيارةٍ يجريها باقري على رأس وفد عسكري رفيع المستوى إلى مسقط.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن سلطان عمان قال لباقري، إنّه "يجب النهوض بمستوى التعاون في مختلف المجالات الدفاعية والعسكرية بين القوات المسلحة في البلدين"، مشيرًا إلى أنّ "القوة البحرية العمانية عليها المشاركة في المناورات الدولية في إيران".

وأكد السلطان العماني أن "أمن مضيق هرمز وبحر عمان يمكن ضمانه من قبل دول المنطقة"، لافتًا إلى "وجوب استمرار الجهود لإحلال السلام العادل في اليمن والحفاظ على وحدة أراضيه".
يذكر أنّ طهران ومسقط تربطهما علاقات وثيقة، وقد وقّعتا على 8 مذكرات تفاهم و4 برامج تعاون، في مايو الماضي، وذلك خلال زيارة رسمية لرئيسي إلى عمان.

لكن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى إيران، تأتي بعد أيام من زيارته لجمهورية مصر، استمرت يومين حيث التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتم تبادل أرفع الأوسمة في البلدين بين القيادتين. وقد ربطت بعض الدوائر التحليلية بين الزيارتين المتعاقبتين اللتين يقوم بهما السلطان العماني للقوتين الإقليميتين مصر وإيران، ورجحت أن الأمر ينطوي على وساطة ما لعودة العلاقات، خاصة مع تنامي الأخبار عن مفاوضات تجري بالفعل بين مصر وإيران لعودة العلاقات بشكل كامل لاسيما بعد المصالحة السعودية الإيرانية التي تمت في أبريل/نيسان الماضي برعاية صينية.

من جانبه قال د.عماد أبشناس، الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، إن زيارة السلطان العماني لإيران تهدف لأمرين: الأول هو الوساطة بين مصر وإيران لعودة علاقات دبلوماسية كاملة، والثاني: هو محاولة إحياء الملف النووي مرة أخرى مع القوى الكبرى.
وأشار أبشناس إلى أن العلاقات العسكرية بين إيران وعمان علاقات قوية، مشيرًا إلى زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري إلى عمان ولقائه بالسلطان العماني على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، وتأكيدهما أن أمن مضيق هرمز يجب أن يكون بأيدي المنطقة.

وأضاف أبشناس أن المرحلة الجديدة التي تتسم بالانفتاح والمصالحة بين دول المنطقة تشير إلى تهميش دور الولايات المتحدة في المنطقة وإلى التحول في العلاقات الدولية.

أما د.جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، فأشار إلى أن الربط بين زيارة السلطان العماني لمصر ثم زيارته إلى إيران واضحة جدا، وتشير إلى أن وساطة عمانية بين القوتين الإقليميتين تلوح في الأفق.
وأضاف الشلبي أن أجواء الانفتاح بين دول المنطقة تأتي على غير الهوى الأمريكي، حيث تبدو واشنطن مشغولة بالأزمة الأوكرانية ويميل دورها في المنطقة إلى التهميش.
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج ملفات ساخنة
إعداد وتقديم: خالد عبد الجبار
مناقشة