محلل سياسي لـ"سبوتنيك": المستقبل السياسي للدعم السريع انتهى مع بدء الصراع في السودان

أكد عثمان ميرغني، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، على استحالة مشاركة الدعم السريع في المشهد السياسي بعد أي تسوية مقبلة، لكن يمكن التفاوض على الوضع الاقتصادي الذي يمتلك قطاعا كبيرا منه.
Sputnik
وقال في اتصال مع"سبوتنيك"، اليوم الخميس، إن هناك صعوبة في مشاركة الجيش للدعم السريع في أي عملية سياسية مقبلة وقد يكون مستحيلا.
بلينكن: واشنطن تدرس اتخاذ إجراءات ضد قادة طرفي الصراع في السودان
وتابع ميرغني: "الدعم السريع الآن لم يعد جزءا من مؤسسات الدولة كما كان في السابق سواء سياسيا أو عسكريا، فقبل الحرب كان يحظى قائد الدعم السريع بوضع سياسي متمثل في النائب الأول لرئيس مجلس السيادة ومنصب عسكري رسمي، كل هذا انهار بفعل الحرب".
وأشار ميرغني، أن "الذي سوف يتبقى للدعم السريع بعد انتهاء الحرب بأي من السيناريوهات هو الوضع الاقتصادي فقط، لأن الدعم السريع يملك إمبراطورية اقتصادية ضخمة، وهى التي يمكن أن تكون محل النقاش أو أن تكون بعد ذلك هى المساومة التي قد تؤدي للتسوية".

وأشار المحلل السياسي إلى أن "ما يحدث الآن من خروقات للهدن التي جرى توقيعها في جدة، تعبر عن رغبة الطرفين أو أحدهما في إنهاء أو حسم المعركة عسكريا، وفي الغالب يصطدم هذا التوجه بالحقائق على الأرض، حيث أنه بمرور الزمن يكون هناك نوع من الواقعية والعقلانية في التعامل مع قضية التسوية السياسية ويصل الطرفان إلى اتفاق مباشر يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار بشكل مبدئي ثم تسوية شاملة بعد ذلك".

وكان الجيش السوداني قد أعلن، أمس الأربعاء، تعليق مشاركته في المحادثات مع قوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية، متهمًا الدعم السريع بعدم الالتزام ببنود الاتفاق، والاستمرار في خرق هدنة وقف إطلاق النار.
كما أكد مصدر في الجيش السوداني لوكالة "سبوتنيك"، أن عدم التزام قوات الدعم السريع ببعض بنود الهدنة السابقة، المتعلقة بخروج قواتها من منازل المواطنين والمستشفيات، يعتبر أبرز الأسباب لتعليق الجيش المشاركة في مفاوضات جدة.
من جهته، أكد مصدر في قوات الدعم السريع، أن إشارة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى استخدام "القوة المميتة" تأتي في إطار تعليق التفاوض.
وتوصل الجانبان، بوساطة أمريكية سعودية، إلى اتفاق هدنة تسري لمدة أسبوع اعتبارا من مساء الاثنين 22 أيار/ مايو، إلا أن أجواء التوتر والاشتباكات المتقطعة لا تزال مستمرة رغم الهدنة.
تغطية مباشرة للأحداث في السودان بين الجيش والدعم السريع
وتدور منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.
مناقشة