الحرب في السودان تهدد 40% من احتياجات الحبوب في البلاد وبطالة 80% من قواها العاملة

القمح
تعرضت الأعمال التجارية الزراعية في السودان، المتعطشة لتحقيق الإيرادات، للإهمال وأصبحت خالية، ‏بسبب القتال الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.‏
Sputnik
ومع تورط البلاد في الحرب الدائرة، فإن المزارع السودانية أصبحت لا تستقبل العمال، وتعرضت الموارد المالية لأزمة سيولة، وهو ما يعرّض المحصول، الذي عادة ما يلبي 40% من احتياجات الحبوب في السودان للخطر، ويؤجج المخاوف من حدوث المجاعة.
وقد يؤدي موسم زراعة سيئ في السودان، إلى كارثة في بلد كان فيه واحد من كل ثلاثة سكان بحاجة إلى المساعدة، حتى قبل اندلاع الصراع الدائر منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، وفقا لـ"سبوتنيك" النسخة الأفريقية.
ويعمل أكثر من 80% من القوى العاملة في السودان في الزراعة، والتي توّلد من 35 إلى 40% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا للأمم المتحدة.
"يونيسيف": الصراع في السودان يسجل أعلى رقم لأطفال في حاجة ماسة لمساعدات إنسانية
ويقول المزارع السوداني، محمد هارون، الذي كان يقوم برحلة العمل السنوية من مسقط رأسه، في كردفان، على بعد مئات الكيلومترات، إلى غرب البلاد: "في الماضي لم أكن أنتظر أكثر من يوم، لكنني أتواجد هنا على الأرض غير المحروثة وممتلكاتي من حولي، منذ 5 أيام بدون عرض للعمل، وقد نفدت نقودي".
وأردف:
"أصبحت لا أعرف من أين ستأتي وجبتي التالية".
بينما يؤكد، ميرغني علي، الذي يعمل في تجارة المستلزمات الزراعية، بما في ذلك الشتلات والأسمدة والمبيدات، أنه لم يشهد مثل هذا الموسم من قبل.
وقال: "يجب أن تغمرنا الطلبات في الوقت الحالي، ولكن ها نحن في نهاية مايو/ أيار 2023، والطلب منخفض بشكل لا يصدق".
الاتحاد الأفريقي يطرح خارطة طريق لتسوية الأزمة في السودان
أما المواطن السوداني، محمد عبد الكريم، الذي كان يزرع 10 آلاف فدان من الذرة والقطن وعباد الشمس، فقد أشار إلى أنه تم قطع التمويل عنه، موضحا أن "البنوك التي تتخذ من الخرطوم مقرا لها لم تستجب للطلبات منذ منتصف أبريل عندما اشتعلت الحرب".
وتابع:
"وحتى لو تحقق التمويل اللازم، فسنحتاج إلى وقت للحصول على الشتلات، ولا نعرف ما إذا كان بإمكاننا الحصول على الوقود لتشغيل آلاتنا".
وأعلن البنك المركزي السوداني، الشهر الماضي، أنه سيفتح خطوط ائتمان للمزارعين المرتبطين بالتعاونيات المحلية، وأكد وزراء الحكومة، أن موسم الزراعة لا يواجه مخاطر.
وعلى الرغم من ارتفاع إنتاج السودان لمحاصيله الأساسية (الذرة والدخن والقمح) في عام 2022 بنسبة 45% مقارنة بالعام الذي سبقه، إلا أنه لا يزال يلبي أقل من نصف الاحتياجات المحلية، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).
ويعد الاستعداد لموسم الأمطار أمرا ضروريا، في بلد يعمل 95% من أراضيه المزروعة على مياه الأمطار، وفقا لـ"الفاو".
الصحة العالمية: مقتل أكثر من 700 وإصابة 5300 بعد مرور شهر من الصراع في السودان
وقال رئيس المنظمة العربية للتنمية الزراعية، ويقع مقرها في الخرطوم، إبراهيم الدخيري إنه "على الرغم من أن بعض المزارعين زرعوا محاصيل مثل الذرة والدخن أو البذور الزيتية في مناطق نجت من القتال الدائر، إلا أنهم يفعلون ذلك "دون استعداد لم يسبق له مثيل في السودان".
ومع زيادة حوادث قطع الطرق في السودان بسبب تبادل النيران، وتوقف التجارة، وتدمير مصانع المعالجة أو نهبها، فإن الشركات الزراعية تواجه معركة شاقة، الأمر الذي دفع بعض المستثمرين ذوي الوزن الثقيل إلى الانسحاب، ومن أبرزهم "مجموعة الحجار"، التي تعد من أكبر الفاعلين في الاقتصاد السوداني، وكانت توفر العمل لآلاف المزارعين.
وفي 29 مايو الماضي، أخطرت المجموعة موظفيها بأنها "تعلق عملياتها"، وتسمح لهم جميعا بالرحيل عن مناصبهم.
مناقشة