راديو

هل توسع إسرائيل عمليتها العسكرية خارج جنين وما هي خيارات السلطة الفلسطينية؟

أعلنت الرئاسة الفلسطينية، أمس الاثنين، أن السلطة الفلسطينية ستوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل تمامًا، ردًا على العملية العسكرية الواسعة في مخيم جنين، والتي أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين.
Sputnik
وقال مكتب الرئيس، محمود عباس، في بيان إنه "تقرر وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي، والاستمرار في وقف التنسيق الأمني".
جاء ذلك بعد أن شنت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية ضخمة على مدينة جنين في الضفة الغربية، قد تستمر 48 ساعة تتخللها غارات جوية، وتقول إنها تهدف إلى "إزالة التهديد من المنطقة".
وانطلق في القاهرة، اليوم الثلاثاء، اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في مقر الأمانة العامة لبحث التطورات الأخيرة بعد الاعتداءات الإسرائيلية على جنين.
ووجهت السلطة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (المملكة المتحدة)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن "العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إن "قرار القيادة الفلسطينية جاء خلال اجتماعها أمس في ظل المجزرة التي يرتكبها الاحتلال في جنين، لافتا إلى أن هناك 17 قرارا تم اتخاذها في هذا الاجتماع، منها دعوة أمناء الفصائل لتنفيذ استراتيجية جامعة تدافع عن الشعب وتؤكد الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال والمستوطنين".

وأوضح أن "استمرار وقف التنسيق الأمني جاء امتدادًا لقرار سابق، وتم التأكيد على عدم إجراء أي اتصالات مع الاحتلال وتقنين العلاقات مع واشنطن التي تدعم الاحتلال دائمًا".

من جانبه، أكد نائب مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح، عبد الله عبد الله، أنه "لا قيمة لأي تفاهمات إذا لم تلتزم بها إسرائيل"، معتبرًا أن "ما يجري الآن يحدث بغطاء من الدولتين اللتين ارتكبتا جريمة تأسيس دولة إسرائيل، وأن ما يقولونه من أنه دفاع عن النفس ما هو إلا دفاع عن الاحتلال وعن جرائمهم بحق الفلسطينيين"، على حد قوله.

وأكد عبد الله أن "الجيش الإسرائيلي يشارك في جرائم المستوطنين، وأن إسرائيل تمارس الآن في ظل الصمت الدولي والتغطية الأمريكية البريطانية جرائمها في وضح النهار، فيما تعطل الإدارة الأمريكية كل إجراء من شأنه أن يدين إسرائيل، مشددا على أنه في هذا الحالة ليس لدى الفلسطينيين إلا الصمود ومواجهة الاحتلال، مؤكدا أن إرادة الشعب الفلسطيني لن تنكسر".

إلى ذلك، أوضح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، جمال الشلبي، أن "إقدام الحكومة الإسرائيلية على إشعال جنين، سياسة متبعة منذ وصول حكومة نتنياهو المتطرفة إلى السلطة، لأنها تريد أن تقضي على شوكة المقاومة وعلى فكرة إقامة دولة فلسطينية"، متوقعا أن تمتد العملية العسكرية لتشمل مناطق أخرى وليس جنين فقط.

واعتبر الشلبي أن "ما تقوم به السلطة الفلسطينية الآن من خلال قطع الاتصالات الأمنية مع إسرائيل هو الحد الأدنى المطلوب من هذه السلطة، التي من مسؤوليتها أن تحافظ على الشعب وتدافع عنه وتقاوم".
ودعا الشلبي إلى "قطع العلاقات الكاملة مع إسرائيل وإن كان له تكلفة عالية، ومن ثم حل السلطة الفلسطينية، وتحميل العالم مسؤوليته عن الشعب الفلسطيني، الذي يحاول أن يدافع عن نفسه ويبني دولته بموجب المواثيق الدولية والأمم المتحدة والقانون الدولي العام".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة