محلل جزائري يكشف سبب رفض بلاده لطلب فرنسي بفتح أجوائها أمام التدخل العسكري في النيجر

وصف المحلل السياسي المختص بالشأن الأفريقي، البروفيسور بوحنية قوي، فشل المفاوضات بين منظمة "الإيكواس" والمجلس العسكري في النيجر، بالمتوقعة.
Sputnik
وأشار قوي، أن المنظمة لم تقدم مدخلا لحل الأزمة سوى مدخل واحد بإعادة بازوم للرئاسة، وهو ما ترفضه مختلف الانقلابات التي جرت في أفريقيا، والتي قامت بالأساس على إحلال منظومة جديدة بدلا من القديمة وبالتالي لا يمكن للمجلس العسكري بأن يقبل بهذا المقترح، من خلال قراءة تاريخية للانقلابات التي حدثت في أفريقيا.
مضيفا أنه كان يفترض على "إيكواس" أن تقدم تصورا لحلحلة الأزمة بشكل جذري وليس عن طريق البحث عن مدخل واحد وهو إعادة الرئيس بازوم الى مقعد الرئاسة.
"إيكواس": الخيار العسكري للتعامل مع أزمة النيجر ما زال على الطاولة
وحول إمكانية أن تقوم "إيكواس" بالتوجه لحل عسكري، لم يستبعد قوي، أن تلجأ المنظمة لتدخل عسكري مشترك، باعتبار المنظمة وكيل حصري للمستعمر السابق في أفريقيا.

مشيرا في الوقت ذاته إلى تعثر هذا التدخل، بقوله: "إن حصل هذا التدخل سيكون متعثرا باعتبار أن "إيكواس" منقسم على نفسه، حيث ترفض ثلاثة أرباع هذه الدول التدخل العسكري الذي يسعى لتأجيج الوضع، والتدخل العسكري تدعمه نيجيريا وكوت ديفوار في الوقت الذي قدمت فيه بوركينا فاسو ومالي جميع الدعم المادي والمعنوي والإغاثي والإنساني للنيجر ويتوقع أن تتدخل بوركينا فاسو عسكريا لدعم الوضع الحالي الموجود في النيجر".

بالتالي أي تدخل عسكري سيؤدي لإطالة عمر الأزمة بالتالي الحوار فشل وسيفشل بين "الإيكواس" والمجلس العسكري نظرا للوضع المتشابك والمعقد.

وحول قرار رفض الجزائر لطلب فرنسي بفتح أجوائها أمام التدخل العسكري في النيجر، قال المحلل: "قاومت الجزائر الناتو وقادت ثورة تعتبر من الأقوى في العالم، ولدى الجزائر رؤية واضحة بشأن التدخل العسكري لحلحلة الأزمات في أفريقيا وغيرها من القارات، لا يمكنها أن تمنح مجالها الجوي لتوجيه ضربات عسكرية لدولة متاخمة لها، تشترك معها بأكثر من 900 كلم، ناهيك عن دولة بعيدة. وحالة النيجر هي حالة ملاصقة وتشكل عمقا استراتيجيا للجزائر وبالتالي الدور الجزائري سيكون إنسانيا ورفض أي تدخل عسكري سيبقى صامدا نظرا لكون هذا القرار يستند على أسس قانونية ودستورية وأسس منسجمة مع الدبلوماسية التاريخية الجزائرية".

وحول دور فرنسا في ممارسة ضغوط على المجموعة من أجل التدخل، قال المحلل: "فرنسا كونها مستعمر سابق لأغلب الدول اللصيقة والمتاخمة للنيجر وباعتبارها المؤثرة على صناعة القرار في دول مجموعة "إيكواس"، ستلجأ عبر حلفائها التقليدين مثل كوت ديفوار وبنين والغابون ومالي والسنغال للتدخل العسكري، لكن يبدو أن هذه الدول التي تعيش حالة استقرار قلق، هي بدورها ترفض هذا التدخل العسكري حتى لو أعلنت بعضها قبول هذه الآلية والعمل بها".
إعلام: النيجر تبدأ في اتخاذ إجراءات استثنائية لـ"مواجهة عدوان عسكري وشيك"
مشيرا إلى حالة من عدم توافق بين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فيما يخص الوضع في النيجر، قائلا: "تبدو الولايات المتحدة على غير وفاق مع فرنسا بعد تعين سفيرة جديدة لها لدى النيجر، وهذه الرؤية تختلف تماما مع الرؤية الفرنسية، والمجلس العسكري يحظى بتوافق شعبي كبير ورفض للمستعمر السابق، فرنسا، كما وتشهد المنطقة تراجع للنفوذ الفرنسي مع امتداد لنفوذ "الإنغلو ساكسوني" و"الإنغلو فوني" وهذه كلها معطيات تشير لانحسار الدور الفرنسي مستقبلا حتى لو ارتبطت النيجر بفرنسا باتفاقية سابقة بخصوص اليورانيوم، لكن يبدو أن المجلس العسكري الحالي والمؤسسات الدستورية مستقبلا ستعيد النظر بالكثير من هذه الاتفاقيات والعلاقات مع فرنسا وكذلك مالي وفرنسا والسنغال وفرنسا، ناهيك عن دول الشمال الأفريقي وتحديدا الجزائر".
مناقشة