زيارة بلينكن للمنطقة العربية.. ما الجديد الذي يحمله لأزمة الحرب في غزة؟

أفاد مراقبون بأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للمنطقة العربية مهمة في ظل المخاطر المحيطة بالقصف الإسرائيلي لغزة، ومخاوف من توسع الصراع.
Sputnik
وأكد المراقبون أن الخسائر الإسرائيلية الفادحة، ونشاط جبهة اليمن بسبب جماعة "أنصار الله"، وقصف "حزب الله" اللبناني لإسرائيل، دفعت أمريكا لمحاولة بحث وقف الحرب، لا سيما مع تزايد الأزمة الإنسانية، ونزوح ملايين الفلسطينيين في غزة.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الجمعة، إلى إسطنبول، ضمن جولة في الشرق الأوسط محورها الحرب في غزة.
ومن المقرر أن يزور بلينكن، خمس دول عربية، فضلا عن إسرائيل والضفة الغربية، في إطار الجولة الرابعة في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
توقيت حساس
اعتبر مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن "جولة بلينكن في الشرق الأوسط، تأتي في وقت حساس للغاية بسبب فشل إسرائيلي في السيطرة عسكريًا على قطاع غزة، والرشقات الصاروخية التي خرجت من شمال غزة على تل أبيب وعسقلان في بداية العام الجديد"، مشيرا إلى أنها "كانت رسالة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بأن المقاومة حاضرة وبقوة".
متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلقون الطلاء الأحمر على موكب بلينكن... فيديو
وبحسب حديث غباشي لـ"سبوتنيك"، فإن "العمليات التي قامت بها إسرائيل، مثل اغتيال صالح العاروري، أو القطب الإيراني، وتفجير الداخل الإيراني، كلها أمور تجعل من انفجار أوضاع منطقة الشرق الأوسط على المحك، وهناك تصاعد في وتيرة الضربات التي توجه من "حزب الله" إلى إسرائيل والعكس، وآخر هذه الضربات من "حزب الله" إطلاق 62 صاروخًا إلى قاعدة مراقبة إسرائيلية معنية بالعمليات الجوية الإسرائيلية في مناطق كثيرة".
وتابع: "الأمر على المحك وهناك تطاحن ما بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية بالداخل الإسرائيلي، وتشكيل لجنة لبحث تداعيات 7 أكتوبر من قبل رئيس الأركان الإسرائيلي، لمهاجمة وزير الدفاع. خلاف ما بين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب مثل بيني غانتس وآليات إدارة هذا الصراع. الوضع يحمل في طياته الكثير من الأمور والمشاكل، وهو ما يعني أن بحث طريقة إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة أصبح أمرا ملحا خوفا من انفجار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط".
ويرى مختار غباشي أن "زيارة بلينكن تحمل في طياتها رسائل بهذا المعنى، لكن الوضع متوتر للغاية وقابل للانفجار في أي لحظة، وتهديد الحوثيين لحركة الملاحة البحرية الدولية في باب المندب أو البحر الأحمر، كلها أمور تستدعى أن تكون زيارة بلينكن في هذا التوقيت مهمة للغاية، ليست مرتبطة فيما بعد الحرب في قطاع غزة، لأن المقاومة الفلسطينية قدر محتوم وصعب جدًا على إسرائيل وأمريكا نزعها من صدر المواطن الفلسطيني، لأنها حولت من هو مقيم في قطاع غزة إلى مقاوم".
خسائر إسرائيلية
في السياق ذاته، اعتبر نضال الطعاني، المحلل السياسي الأردني وعضو البرلمان السابق، أن "زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة العربية، تأتي في ظل ظروف سياسية وعسكرية صعبة، ومع تكبد إسرائيل خسائر فادحة خلال العدوان على قطاع غزة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الطعاني: "مثلت المشاهد المصورة التي تبثها المقاومة الفلسطينية لعملياتها ضد الجيش الإسرائيلي واستهداف وحداتها العسكرية وجنودها، وكذلك تصوير الأزمات الإنسانية التي تواجه الفلسطينيين، من تهجير قسري ممنهج وتدمير مباني قطاع غزة، وتشريد أكثر أكثر من 2 مليون مواطن في ظل الأجواء الباردة ونقص المواد الطبية والغذائية والكهرباء والمياه".
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط من قواته في غزة.. وحصيلة قتلاه ترتفع إلى 510
وقال الطعاني إن "الزيارة في الأردن تبحث المبادئ الثابتة والتحركات التي يتم بذلها من أجل وقف نار تام في القطاع، وفتح خطوط إدخال المساعدات الإنسانية، ووقف التهجير القسري للفلسطينيين وإعادة الإعمار، وإعادة الحياة اللائقة للفلسطينيين في القطاع".
وأوضح الطعاني أن "الزيارة تأتي في ظل مخاوف من نقل الحرب المشتعلة في غزة والضفة لمناطق أخرى تشمل الإقليم، كما تشمل بحث الحلول السياسية التي أفرزتها عملية طوفان الأقصى، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران وعاصمتها القدس الشرقية".
جولة استكشافية
في السياق ذاته، اعتبر أسامة شعث، السياسي الفلسطيني وأستاذ العلاقات الدولية، إن "زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، إلى منطقة الشرق الأوسط لا تعدو أن تكون جولة استكشافية للمواقف العربية الإقليمية بشأن اليوم التالي للحرب على غزة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "فشل رهان إدارة واشنطن على حكومة تل أبيب بشأن الحرب على غزة يجعلها في موقف حرج، إذ راهنت واشنطن على قدرة نتنياهو على تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه قسرا وأعطته مزيدا من الوقت لتحقيق أهدافه المعلنة من وراء هذه الحرب".
زعيم "أنصار الله" يتوعد بألا يبقى الهجوم الأمريكي على عناصر الحركة في البحر الأحمر "دون رد"
وقال شعث إن "بلينكن وإدارته تحدث عن ضرورة وجود حكومة خبراء فلسطينية في غزة بدون حماس، ثم تغير المشهد الميداني في غزة، وخصوصا بعد أن فشل نتنياهو بشكل كامل بكل أهدافه".
وأوضح أن "بلينكن يزور المنطقة بدءا بتركيا ثم الأردن ومصر والسعودية والإمارات والأراضي الفلسطينية، لكنه ومن خلفه الإدارة الأمريكية وإسرائيل لا يملكون أي رؤية لليوم التالي، والنتائج هي من تحدد المستقبل وسيناريوهاته".
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، قد قال إن "بلينكن، سيناقش مسائل من بينها إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير".
وتأتي زيارة بلينكن وسط خلافات حادة يشهدها مجلس الحرب الإسرائيلي بشأن المسؤولية عن عملية "طوفان الأقصى"، الذي شنتها الفصائل الفلسطينية، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
مناقشة