وتحدث إنريكو فالابيرتا، مسؤول المشروع الطبي للمنظمة في غزة، في مؤتمر صحفي عقد بمناسبة مرور أكثر من 100 يوم على الحرب.
وقال فالابيرتا لـ "سبوتنيك" إنه كان في مستشفى الأقصى في دير البلح، "حيث كان الوضع صعبا للغاية وكانت المستشفى تعج بالمرضى، ففي الطبيعي تستوعب المستشفى 40 سريرا، لكن عندما وصلت كان هناك نحو 650 مريضا داخل المستشفى".
وتابع: "إلى جانب هذا العدد من المرضى كانت هناك أعداد أخرى من النازحين الذين يبحثون عن الأمان الذي افتقدوه خارج المستشفى، فكان أحد التحديات الأساسية هي خلق مساحة لعمل الطواقم الطبية، إننا نحاول أن نفعل ما بوسعنا بتقديم الرعاية الصحية العاجلة".
وشدد فالابيرتا على أن "المساعدات الإنسانية والطبية لم تكن كافية على الإطلاق لتلبية الاحتياجات، لكننا كنا نحاول تقديم ما يمكننا تقديمه من تضميد جروح وخلاف ذلك".
ولدى دعوته لتوجيه كلمة يصف بها ما يحدث في غزة للمجتمع الدولي، قال إنريكو فالابيرتا إنه يمكن تلخيص ما يحدث في القطاع بكلمة "كارثة"، فما يحدث يفوق ما يمكن لأي إنسان تصوره.
وتحدث فالابيرتا عما عاينه في الحرب على غزة قائلا إن الشهر الذي قضاه في غزة كان مفزعا للغاية لأنه في مثل هذه الحروب يكون هناك فرصة للمدنيين للنزوح والابتعاد عن خط النار الذي يشهد القتال إلا أن غزة حاليا بأكملها عبارة عن خط نار، فليس هناك مكان ليذهبوا إليه، ورغم أنهم يتجهون للجنوب إلا أنه ليس هناك متسعا للجميع.
وأوضح أن ما تفعله "أطباء بلا حدود" له تأثير كبير جدا في مثل هذه الظروف حيث أن كل المدنيين الذين يعانون من تلك الحرب في حاجة ماسة لكل شيء من ماء وغذاء ورعاية طبية ومأوى وهنا يبرز الدور الهام الذي يقومون به.
هيلين أوتينس باترسون، منسقة الطوارئ لدى منظمة "أطباء بلا حدود" في القاهرة
© Photo
من جانبها، قالت هيلين أوتينس باترسون، منسقة الطوارئ لدى المنظمة في القاهرة، إن غزة تعيش وضعا صحيا وإنسانيا غير مسبوق، "أعتقد أنها من أكبر الأزمات التي يشهدها العالم وربما التاريخ بأسره، فهناك نحو 1.9 مليون إنسان أجبروا على النزوح من منازلهم، والعيش في ظروف غير إنسانية، ويزيد الأمر صعوبة لدى النساء والأطفال".
وتابعت: "لا يسعني وصف ضخامة المأساة في غزة وأدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإدخال مساعدات بكميات غير محدودة إلى القطاع وخاصة من الماء الصالح للشرب والغذاء، حيث أننا نعاين يوميا المزيد من الناس يموتون وهو ما يجب أن يتوقف فورا.
وشددت بارتسون على أن كميات المساعدات الداخلة إلى القطاع غير كافية ولا متناسبة إطلاقا مع حجم الاحتياجات، مشيدة بالدور المصري في تسهيل دخول المساعدات، معربة عن أمنياتها باستمرار هذا الدور وتعزيزه.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن، صباح يوم 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استئناف العمليات القتالية ضد حماس في قطاع غزة، وذلك على خلفية اعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل بمثابة خرق للهدنة الإنسانية المؤقتة ووقف للأعمال القتالية ضد القطاع.
وحمّلت حركة حماس المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية عن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي انطلق في السابع من أكتوبر/ تشرين الماضي وراح ضحيتها أكثر من 24 ألف فلسطيني.
وانتهت الهدنة المعلنة بين إسرائيل والفصائل المسلحة الفلسطينية والتي استمرت لسبعة أيام، عند الساعة 7:00 من صباح يوم الجمعة 1 ديسمبر، تخللها إطلاق سراح المئات من المحتجزين والأسرى بين الطرفين.