سياسي عراقي يوضح لـ"سبوتنيك" حقيقة الخلافات بين القوى السياسية حول "بقاء أو رحيل" القوات الأمريكية

أكد عبد القادر النايل، عضو "الميثاق الوطني العراقي"، أن "فشل الإطار التنسيقي في الحشد داخل مجلس النواب لصياغة قرار يطالب بإخراج القوات الأمريكية، وقوات التحالف من البلاد، يشير إلى تداعيات خطيرة داخل الإطار وأيضا مع القوى الأخرى".
Sputnik
وقال النايل في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن "جلسة مجلس النواب التي دعت إليها شخصيات وقوى من الإطار التنسيقي للتصويت على إخراج قوات الاحتلال الأمريكي المتواجدة في العراق، والتي لم يحضرها أكثر من 60 نائبا من بين أكثر من 360 نائبا، لا يختلف عليها أحد في العراق، لكن هناك حسابات لدى العديد من القوى والأحزاب والفصائل، كل منها بحسب الإطار الذي يعيش فيه".
رئيس الوزراء العراقي يرعى الجولة الأولى للحوار مع أمريكا بشأن إنهاء مهمة "التحالف الدولي"
وأضاف النايل أن "عدم حضور النواب تلك الجلسة أزاح الستار عن تداعيات خطيرة جدا، أولها أن قسما كبيرا من قوى الإطار التنسيقي مع بقاء قوات الاحتلال والتحالف الدولي، ما يكشف عن حجم الخلافات الواسعة بين قوى الإطار التنسيقي، ولا سيما بعد مقتل أبا باقر الساعدي، الذي جاء بعد اجتماع ببيت المالكي، وحسب مصادر سياسية، أفضت تلك الخلافات إلى خصومة بين المقتول أمريكيا وبين المالكي وهادي العامري، اللذان رفضا قصف القواعد الأمريكية بحجة الوضع الاقتصادي".
وأشار عضو "الميثاق الوطني" إلى أن "الوضع ازداد سوءا بين الفصائل المسلحة وقوى الإطار بعد خروج الساعدي من منزل هادي العامري، واغتياله في طريق العودة، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة، حول عملية الاستهداف وكيف وصلت المعلومات إلى الأمريكان ومن الذي أبلغ الأمريكان وحدد سيارته واسمه ليتم استهدافه، خاصة وأن العراقيين لا يعرفونه لأنه من الشخصيات الخفية قليلة الظهور".
وتابع النايل: "فشل انعقاد جلسة التصويت في البرلمان على إخراج القوات الأمريكية سيكون لها تداعيات كبيرة، نظرا لأن الفصائل المسلحة أصبحت شبه منعزله اجتماعيا وسياسيا، نظرا لأن شباب تظاهرات تشرين وعشائرهم وسط وجنوب العراق يرفضونهم، وأيضا المكون الكردي والسني العربي، والآن قوى فاعلة في الإطار التنسيقي ترفضهم أيضا، مما يرجح عزلهم وتضيق الخناق عليهم".
ولفت عضو "الميثاق الوطني" إلى أن "بعض المصادر تشير إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بدأ يرسل معلومات عبر شركة أمريكية تعاقد معها لتسويقه لدى البيت الأبيض، بأنه على طلاق مع الفصائل ولا يريدهم، وما يرجح ذلك هو اختفاء إعلانات السوداني، التي كان يدعيَ فيها أنهم يفاوضون على إخراج الأمريكان عبر اللجنة العليا".
هل يتحول العراق إلى ساحة للمواجهة المباشرة بين أمريكا والفصائل المسلحة؟
وأشار النايل إلى أنه "في ظل التصريحات الحكومية المتتالية حول التفاوض على إخراج التحالف والقوات الأمريكية، نجد أن تصريحات واشنطن تؤكد أن أحدا لم يطلب منهم حتى الآن الخروج ولم تتم مناقشته، ما يؤكد أن هذه التصريحات الحكومية هي للاستهلاك الإعلامي، وبالتالي أصبح موقف الأمريكان أقوى في البقاء، بعد فشل جلسة مجلس النواب وسيكون فشلها بمعنى تفويض لاستمرار الاغتيالات التي ستستمر في العراق".
واستأنفت اللجنة العسكرية العراقية العليا، يوم الأحد الماضي، اجتماعاتها مع قوات التحالف الدولي في بغداد، لتقدير الموقف العسكري ومستوى الخطر والبيئة العملياتية.
وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، في بيان له، إن "اللجنة العسكرية العراقية العليا، استأنفت اجتماعاتها مع قوات التحالف الدولي في بغداد، لتقدير الموقف العسكري ومستوى الخطر والبيئة العملياتية وقدرات القوات المسلحة العراقية".
وأضاف رسول أنه "سيتم بناء على هذه الاجتماعات صياغة جدول زمني لخفض مدروس وتدريجي وصولًا إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عدة) والانتقال إلى علاقة ثنائية"، مشيرا إلى أن "الاجتماعات ستتواتر بصورة دورية لإتمام أعمال اللجنة بالسرعة الممكنة، طالما لم يعكر صفو المحادثات شيء".
أمريكا تعلن شن ضربات على 3 منشآت لـ "كتائب حزب الله" العراقي
واستنكر رئيس مجلس النواب العراقي، محسن المندلاوي، في وقت سابق من يوم الأحد الماضي، استمرار الاعتداءات على الأراضي العراقية وخاصة الاستهداف الأمريكي لقوات "الحشد الشعبي" وقياداته.
وقبل أيام، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن "الضربات التي استهدفت مواقع عدة في سوريا والعراق، في الآونة الأخيرة، جاءت ردًا على استهداف جنود أمريكيين في قاعدة عسكرية في الأردن"، بينما أعلنت الحكومة العراقية مقتل 16 شخصًا بينهم مدنيون وإصابة 25 آخرين جراء القصف الأمريكي على مواقع عراقية.
وقبل يومين، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن "الإصرار على انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، يأتي بعد ما اكتسبته القوات العراقية من قدرات متقدمة في مكافحة الإرهاب".
مناقشة