ماذا يحدث في طرابلس وهل تدخل ليبيا في دوامة جديدة من المعارك
ماذا يحدث في طرابلس وهل تدخل ليبيا في دوامة جديدة من المعارك
تابعنا عبر
فيما له علاقة بالأوضاع الميدانية والعسكرية الجارية في ليبيا الآن، أكدت مصادر طبية ليبية سقوط قتلى وجرحى جراء اشتباكات متفرقة بين مليشيات متناحرة في العاصمة الليبية طرابلس الليلة الماضية.
وتحدثت تقارير إعلامية عن حرب مشاة اندلعت في مناطق باب بن غشير وشارع الزاوية وسط طرابلس، بين قوات جهاز دعم الاستقرار بقيادة عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، والكتيبة 77 بقيادة هيثم التاجوري.
كما ذكرت بعض الأنباء أن "قوة حماية الدستور" التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، أغلقت الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة طرابلس ومصراتة، وبالتحديد عند بوابة وادي كعام.
وأشارت تقارير لاحقة إلى فتح جزء من الطريق الساحلي ومرور عدد من الشاحنات منه.
في هذا الصدد، أفاد ماهر الشاعري، مراسل "سبوتنيك" من بني غازي، بأن "الليلة الماضية كانت ليلة دامية شهدتها العاصمة الليبية طرابلس جراء اشتباكات بين الميليشيات المسلحة وسط العاصمة تحديداً في منطقة شارع الزاوية ووسط المدينة وقد أدت هذه الاشتباكات إلى أضرار كثيرة جداً في صفوف المدنيين جراء حرق المنازل والسيارات ووقوع قتلى وجرحى".
وأضاف الشاعري: "ففي واقع الأمر المليشيات هى المسيطر الحقيقي على الأرض في طرابلس وليست هناك قوة أكبر من قوة المليشيات المسلحة وهى التي تمنح الشرعية لمن تشاء وتنزع الشرعية عمن تشاء، فقد أرهبت وروعت المدنيين".
وأشار إلى أن الاشتباكات دائماً تحصل في طرابلس وتطال المدنيين وبعض المؤسسات والشوارع الرئيسية الحيوية ودائماً ما تحدث خلافات بين المجموعات والميليشيات المسلحة ولكن ما قيل أن هناك اصطفاف أمني لإحدى الميليشيات مع عبور دورية لإحدى الميليشيات الأخرى، وتطور الأمر حتى أصبح صراع بين مليشيتين كبيرتين وهما مجموعة عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، والكتيبة 77 بقيادة هيثم التاجوري.
وأضاف أن غلق الطرق الرئيسية الساحلية يؤدي بالتأكيد إلى إرباك حركة السير بين مدن الشرق والغرب ولكن لا توجد أنباء رسمية بإغلاق الطريق ولا يمكن الجزم بأنه تم الإعلان عن إغلاق الطريق الساحلي لأنه بعيد كل البعد عن العاصمة وبالتالي لا يمكن القول بأنه تم غلقه.
من ناحيةٍ أخرى، قال المحلل السياسي الليبي سنوسي إسماعيل، إن "طرابلس تعاني منذ سنوات تحت وطأة الأزمة الأمنية المستفحلة التي فشلت فيها حكومة الوحدة الوطنية لمعالجتها رغم أن هذه الأزمة الأمنية كانت ضمن الأولويات بل وعلى رأسها لكي تمضي باقي الاستحقاقات بشكل سلس وجيد سواء كانت المصالح الوطنية أو الانتخابات أو تقديم الخدمات للمواطنين كهيبة الدولة وفرض القانون، فكل ذلك يحتاج إلى معالجة الأزمة الأمنية أولاً وتفكيك المجموعات المسلحة وضبط الأمور بحيث تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي".
وتابع إسماعيل: "ولكن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة أثبتت مرةً أخرى فشلها في ذلك الأمر، وإغلاق الطريق الساحلي كذلك من الإشكاليات الكبيرة لأن إقفاله يعد نقطة مهمة جداً فهو يربط بين مدينتي مصراتة وطرابلس وغيرها من المدن المكتظة بالسكان وتحتاج إلى استخدام الطريق الساحلي وكذلك القادمين من شرق البلاد وجنوبها يحتاجون إلى عبور هذه النقاط المقفلة وهذا الإغلاق يعد إغلاقاً غير مبررا، بحجة مرور قوات تابعة لحكومة فتحي باشاغا كانت متجهة من مصراتة لطرابلس لذلك قامت قوات تابعة لحكومة الدبيبة بإقفال نقطة مهمة في الطريق الساحلي مما يزيد الأمور أكثر تعقيداً".
وبالنسبة لردود الفعل الدولية، قال المحلل السياسي عبد العزيز إغنية من لندن، إن "الدول الغربية ما زالت مصرة على تجاهل ما يحدث في ليبيا، وبالنسبة للسلاح المتواجد في البلاد فقد سيطرت الميليشيات المسلحة على الوضع هناك ومازالت تتقاتل في الأحياء المدنية داخل طرابلس، حيث مرت ليلة مرعبة على السكان الليبيين ذهبت فيها أرواحهم وممتلكاتهم، وهذه المجموعات تتصارع على النفوذ داخل العاصمة، فطرابلس أصبحت غنيمة تتنافس عليها القوى الدولية والإقليمية وهذه الميليشيات، ومن السخرية أن يدعو السفير الأمريكي إلى ضبط النفس، فكيف سيتحقق ذلك!".
واستنكر إغنية موقف الأمم المتحدة تجاه الأوضاع في ليبيا وما يجري على الأرض لأنه لم يتحقق شيئاً خلال عشر سنواتٍ مضت، ولا بد من السيطرة على الميليشيات المسلحة والأسلحة أولاً حتى يتمكن الليبيون من الذهاب إلى استفتاء على دستور جديد ثم إلى انتخابات، ولكن المجتمع الدولي يخلط الأوراق بضرورة الذهاب إلى انتخابات ولكن كيف ستحدث انتخابات دون الاتفاق على قاعدة دستورية، فهناك خطوات محددة لابد أن تمر بها ليبيا أولاً حتى يتحقق الاستقرار على الأرض.
وأضاف عبد العزيز إغنية أنه لا توجد خطة حقيقية من الدول الغربية لجمع السلاح من طرابلس ولتحديد نفوذ هذه الميليشيات المسلحة، وتحقيق الاستقرار والتوصل لخارطة طريق آمنة لليبيا، مضيفاً أنه لن يكون هناك تحرك دولي جديد أو مختلف للمبعوث الأممي الجديد الذي سيخلف المبعوثة الأممية، ستيفاني وليامز، ولن يكون له تأثير أمام الخلافات بين الدول التي يهمها الملف الليبي مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والدول النافذة في الاتحاد الأوروبي، لذلك ليبيا تحتاج إلى مبعوث أممي قوي.
