سوريا تحمل الولايات المتحدة مسؤولية انعدام الأمن في المنطقة

شدد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ على أن سياسات أمريكا الخاطئة في العالم والمنطقة، وفي سوريا خصوصاً، أدت إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها، وتدمير المنجزات التنموية التي تحققت على مدى عقود.
Sputnik
وأشار صباغ خلال جلسة في مجلس الأمن حول الملفين السياسي والإنساني في سوريا اليوم الأربعاء إلى أن "سلوك واشنطن الهدام هو الذي أوصل ملايين السوريين إلى حالة انعدام الأمن والاستقرار، وحول جزءاً كبيراً منهم إلى لاجئين ونازحين، وأفقدهم الأمن الغذائي"أ حسبما ذكرته الوكالة السورية للأنباء "سانا".

إصرار بعض الدول على نمط المناقشات المتكررة للمجلس في كل شهر حول سوريا، دون وجود أي تطورات تستدعي ذلك، يؤكد عدم اكتراثها بالحفاظ على وقت المجلس وموارده والحاجة إلى تكريسهما لخدمة وظيفته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، بل حرصها على استغلاله لتكرار حملات الكذب والتضليل ضد سوريا، وتوجيه اتهامات لا أساس لها.

وتابع صباغ: "بين انقضاء العام 2022 الذي شهد فيه الشعب السوري أزمات إنسانية صعبة ومتعددة الأوجه، ودخول العام 2023 الذي يفتح الباب أمام البحث عن حلول لها، وإيجاد السبل المناسبة للتخفيف منها، يجدر النظر بالأسباب التي أوصلت السوريين إلى هذا الوضع الإنساني الصعب، وأدت إلى تفاقمه واستمراره".
الدفاع الروسية: ترميم قاعدة الجراح الجوية العسكرية شمالي سوريا لاستخدامها بشكل مشترك

السياسات الخاطئة التي اتبعتها الولايات المتحدة في العالم ومنطقتنا عموماً، وفي سوريا خصوصاً، أدت إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها، وإلى تدمير المنجزات التنموية التي تحققت على مدى عقود.

ونوه صباغ إلى أن "سياسة الفوضى الخلاقة التي تبنتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة في منطقتنا، وفي سوريا التي تشكل جزءاً مهماً منها، عملت على افتعال المشكلات وتضخيمها لإشعال التوترات، ومن ثم النزاعات بما في ذلك عبر إنفاق مئات ملايين الدولارات على جهات إعلامية مشبوهة لتضليل الرأي العام وتشويه صورة الدولة السورية".

هذه السياسة الخبيثة تسببت بهدم وتدمير كل ما تم تحقيقه من إنجازات على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبروز تنظيمات إرهابية في مقدمتها “داعش” و”جبهة النصرة” (الإرهابيان المحظوران في روسيا)، وخلق هياكل ضارة وأطر غريبة عن المجتمع السوري، هدفها الوحيد خدمة المصالح الجيوسياسية الأنانية للولايات المتحدة وحلفائها.

ولفت صباغ إلى أن "الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو اخترعوا ذرائع مختلفة للتدخل مباشرة في سوريا، حيث تلاعبوا بنصوص القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لتبرير وجودهم العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية".
الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تهديد سلامة الأراضي السورية ووحدتها وسرقة موارد الشعب السوري وثرواته، وفي مقدمتها النفط والغاز والقمح، والتي تتجاوز قيمتها أكثر من 100 مليار دولار.
أطفال "حامو" يلاحقون بالحجارة رتلا أمريكيا حاول اختراق قريتهم شرقي سوريا... فيديو
واعتبر صباغ أن "توفير الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الحماية لإسرائيل مكنها من استمرار احتلالها للجولان السوري منذ العام 1967، ومنع المجلس من تحمل مسؤولياته حيال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية والمرافق الحيوية فيها، والتي كان أحدثها الاعتداء على مطار دمشق الدولي مطلع العام الجاري، والذي أدى إلى وقوع شهداء وإصابات وخسائر مادية وخروج المطار من الخدمة".

بالتوازي مع ذلك، عمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى فرض إجراءات قسرية أحادية غير شرعية على سوريا، فاقمت معاناة شعبها، إضافة إلى استهداف واشنطن مجدداً القطاع الصحي الذي يقدم الرعاية الصحية لملايين المواطنين، بما فيه مشافي الأطفال التخصصية عبر قيام ما يسمى مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأمريكية بفرض قيود على بيع التجهيزات أو تقديم الخدمات أو الدعم أو قطع الغيار لعدد كبير من المشافي السورية العامة والخاصة، الأمر الذي يعرض حياة ملايين السوريين للخطر، بينما يدعي الوفد الأمريكي وآخرون أن هذه الإجراءات لا تطول المجال الصحي.

رئيسي: إيران ستقف إلی جانب سوريا في مرحلة إعادة الإعمار
وأشار صباغ إلى أن "الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لم يوفروا فرصة لاستغلال وتسييس الأنشطة الإنسانية، حيث يمارسون على القائمين عليها الضغط والابتزاز عبر التحكم بالتمويل، كما يستخدمون هيئات دولية مختلفة أداة لممارسة الضغوط السياسية على سوريا، عبر التلاعب المفضوح بنصوص الاتفاقيات الدولية الناظمة لها، أو بالانتقائية الخاطئة في تفسيرها".
وبين صباغ أن "سوريا تعاملت خلال هذه السنوات الصعبة بشكل مسؤول مع التحديات التي واجهتها، وعمل أبناؤها بروح وطنية عالية على محاربة الإرهاب، فقضت على جزء كبير منه، وهي اليوم أكثر إصراراً من أي وقت مضى على مواصلة جهودها لمكافحة ما تبقى من فلول الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار في كل المناطق".
وختم صباغ بأن "حل الأزمة في سوريا يتطلب وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي وما يرتبط به من تنظيمات إرهابية وميليشيا انفصالية، والرفع الفوري وغير المشروط للإجراءات الاقتصادية القسرية، والارتقاء بالوضع الإنساني من خلال تلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين بشكل عادل ودون تمييز، وتنفيذ الدول التزاماتها التي قطعتها حيال خطة الاستجابة الإنسانية، وزيادة مشاريع التعافي المبكر والتوسع فيها كماً ونوعاً".
مناقشة