مع اشتداد الصراع... لماذا تغيب المقاومة الفلسطينية في غزة عن مواجهات الضفة؟

مع اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية ومدن نابلس وأريحا، يطرح البعض تساؤلات عن دور المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من هذه الأحداث، ولماذا لم يكن لها دور بارز فيها خلال الفترة الماضية.
Sputnik
وكان ممثلون عن كل من الأردن، ومصر، والولايات المتحدة، وإسرائيل والفلسطينيين قد اجتمعوا في مدينة العقبة الأردنية، الأحد الماضي، لبحث التهدئة في الأراضي الفلسطينية، وقبل انتهاء الاجتماع بساعتين، تم الإعلان عن مقتل إسرائيليين اثنين في عملية إطلاق نار نفذها فلسطيني في بلدة حوارة جنوبي نابلس في الضفة الغربية.
ردا على ذلك، أحرق المستوطنون ثلاثين منزلا وأكثر من 25 مركبة خلال المواجهات التي اندلعت بحماية قوات الجيش الإسرائيلي، حيث قتل شاب فلسطيني يبلغ من العمر 37 عامًا، وأصيب 100 بينهم أربعة وصفت حالاتهم بالخطيرة.

تصعيد مع ضبط الإيقاع

اعتبر شرحبيل الغريب، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن الفصائل المقاومة تدير المشهد وفق استراتيجية واضحة لديها، انطلاقا من قاعدة مهمة عنوانها الضفة الغربية والقدس هما مركز الصراع مع إسرائيل، وغزة ليست بعيدة عما يجري لكن لكل بيئة خصوصية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، شاركت غزة في الرد على الجرائم الإسرائيلية في جنين وبعدها في نابلس، لكن البيئة في غزة مختلفة تمامًا، أي أن قناعة المقاومة ترى أن انطلاق العمليات ضد إسرائيل من قلب الضفة الغربية والقدس تؤثر بشكل أكبر على منظومة الاحتلال، وهذا كان واضحا في تصريح نتنياهو الأخير بعجز حكومته عن وضع حد للعمليات الفردية التي تحدث هناك.
وفد أوروبي يزور بلدتي حوارة وزعترة في الضفة الغربية
ويرى الغريب أن هناك قواعد اشتباك بين المقاومة في غزة وإسرائيل وهدوء تم برعاية مصرية، وبالتالي تصاعد المقاومة في الضفة بهذا القدر يحقق أهدافه في إطار الرد على جرائم إسرائيل بعيدا عن الذهاب لمواجهة عسكرية مفتوحة مع الفصائل الفلسطينية في غزة، وهذا ما لا ترغب به كل الأطراف بالمنطقة، مشيرًا إلى أن المشهد الراهن يتمثل في التصعيد المتبادل مع ضبط الإيقاع بعدم انزلاق الأوضاع إلى حرب مدمرة.
ويعتقد المحلل الفلسطيني، أن هذه المعطيات تنحصر في المشهد الآني، وهذا يعني أن لا أحد يضمن تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ما سيؤدي إلى تدخل عسكري مباشر وكبير من قطاع غزة مع اقتراب شهر رمضان، والتحذيرات من مغبة انزلاق الأوضاع في الضفة والقدس أمام سياسة حكومة نتنياهو الفاشية العنصرية.

مرحلة استقرار

في السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية، إن المقاومة في قطاع غزة، منذ حرب مايو 2021، لم تدخل بشكل كامل في مواجهة مع الاحتلال، باستثناء بعد الصواريخ المحدودة المدى والعدد.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا يدلل على أمرين؛ الأول أن المقاومة تريد أن تركز العمل المقاوم في الضفة الغربية والقدس، وحتى الآن العمليات الفدائية الناجحة هي عمليات فردية ولا علاقة التنظيمات بها بشكل مباشر.
تظاهرة طلابية حاشدة في غزة تضامنا مع الضفة ودعما للمقاومة الفلسطينية
وتابع: "الأمر الآخر هو رغبة حركة حماس بجلب مرحلة من الهدوء والاستقرار والانتعاش في قطاع غزة من خلال رفع الاحتلال الحصار التدريجي عن قطاع غزة والسماح بدخول عدد أكبر من العمال للعمل في المدن الإسرائيلية".
ويرى الرقب أن على الرغم من هذا الهدوء، قد نجد فجأة غزة تقتحم المواجهة بشكل كبير، لكن في المرحلة الحالية هذا الأمر مستبعد، ومن المتوقع أن نرى فقط بعض ردود كسب ماء الوجه من القطاع.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الخميس، "بأشد العبارات الاقتحام الاستفزازي الذي ارتكبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الضفة الغربية المحتلة والتصريحات والمواقف العدائية التي أدلى بها، دعما وتشجيعا للاستيطان".
واعتبرت الخارجية، في بيان لها، "تصريحات نتنياهو إمعانا إسرائيليا رسميا بضم الضفة الغربية المحتلة، بشكل صامت وتدريجي، معاداة للسلام وتخريبا متعمدا للجهود الأمريكية والدولية والإقليمية المبذولة لوقف التصعيد وتحقيق التهدئة".
المتحدث باسم وكالة "الأونروا" يكشف لـ"سبوتنيك" تفاصيل إضراب الموظفين في الضفة وغزة
وأكد البيان أن "هذا الاقتحام ليس له أية صفة شرعية أو قانونية، ومخالف لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الموقعة، ويندرج في إطار حرب الاحتلال المفتوحة على الشعب الفلسطيني وحقوقه".
وتابع أنه "يكشف الوجه الحقيقي للحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها من حيث أنها حكومة استيطان ومستوطنين وتخريب لفرصة إحياء عملية السلام".
وزار وفد من سفراء وقناصل أوربيين، بلدتي حوارة وزعترة، شمالي الضفة الغربية، بعد أيام من تعرضهما لهجمات عنيفة من قبل المستوطنين اليهود، وضم الوفد نحو 20 سفيراً وقنصلا، زاروا بلدات حوارة، وزعترة وبورين في محافظة نابلس.
مناقشة