راديو

ملامح الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية لروسيا

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية الروسية، تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المصدر الأساسي للسياسة المعادية لروسيا وأكبر تهديد يواجه العالم وتطور البشرية.
Sputnik
وقال إن روسيا سوف تستخدم القوة لصد ومنع أي هجوم مسلح ضدها أو ضد أي من حلفائها.
وتهتم روسيا على نحو خاص بتعزيز العلاقات بشكل شامل مع مراكز القوة العالمية الصديقة في مقدمتها الصين والهند، وتوجيه أولوية اهتمامها إلى "تطوير التعاون الشامل والقائم على الثقة مع العالم الإسلامي".
واعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الاستراتيجية الجديدة، تعكس واقعا سياسيا جديدا، ومتغيرات جيوسياسية، وتطورات ثورية في العالم.

وفي حديثه لـ "سبوتنيك" قال الباحث السياسي د. سمير أيوب، إن "التركيز في الاستراتيجية الجديدة على تطوير العلاقات الروسية مع الشرق الأوسط جاء نتيجة الأهمية الكبرى للشرق الأوسط بالنسبة لروسيا، وأيضا لروسيا بالنسبة للشرق الأوسط، وهي مبنية على أساس أن العالم بدأ يتغير باتجاه تعددية الأقطاب".

وأضاف أن روسيا تريد تطوير هذه العلاقات نظرا لتدهور علاقات هذه الدول مع الغرب، وسيؤدي هذا التعاون إلى منفعة مشتركة ما سيؤدي إلى تقوية مواقف هذه الدول، وبالتالي تقوية الموقف الروسي على الساحة الدولية".
واكد أيوب أن "استراتيجية روسيا الجديدة لا تقوم على إنشاء أحلاف عسكرية عدوانية، وإنما على الردع والدفاع، وبالنسبة للشرق الأوسط كلما كانت علاقات روسيا جيدة مع دول المنطقة كلما خف التوتر بين هذه الدول بما يترتب على ذلك من نتائج إيجابية في إطار تحسين العلاقات بين دول المنطقة".

وأوضح الباحث في العلاقات الدولية د. ماك شرقاوي أن "الاستراتيجية الروسية تتضمن تصريحا قويا بشأن تصنيف الولايات المتحدة كعدو، وهو أمر مقلق لواشنطن، كما أن تهيئة فرصة لأوروبا للتخلي عن سياساتها العدائية سيفيد أوروبا وروسيا معا".

وأشار إلى أن "أساس الصراع الدولي الآن يتمحور حول الاقتصاد وهو ما يؤرق الولايات المتحدة، وقد يكون الدولار هو المعول الكبير في هدم الحائط الذي يفصلنا عن الحرب العالمية، وما يحدث الآن من استخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري يؤرق كثيرا الولايات المتحدة، وينذر بأنه لابد أن يكون هناك حل لهذا الأمر".
وأوضح أن " التكتل الذي تكون بالفعل بين روسيا والصين والهند في تجمع بريكس واحتمالات ظهور عملة موحدة للتكتل من الأمور التي تدفع إلى المواجهة ما لم يجلس العقلاء لإيجاد حل".

وأكد الخبير أن "انسحاب الولايات المتحدة من ملفات الشرق الأوسط خلق فراغات احتلتها روسيا والصين، وقد توطدت علاقات القوتين كثيرا بالمنطقة".

وأشار إلى أن "واشنطن تفقد الكثير من مراكزها مع حلفائها الاستراتيجيين، وقد بدا هذا واضحا في المثال الذي اعطته الترويكا العربية مصر والسعودية والإمارات التي اتخذت موقفا حياديا في أزمة أوكرانيا، الأمر الذي أزعج واشنطن كثيرا، لكنها اضطرت للتعامل مع هذه الأمر ولم تطبق عقوبات على الدول الثلاث التي أعلنت أنها لن تطبق إلا العقوبات الأممية مما شجع على نمو علاقات أكثر نضجا مع دول المنطقة قائمة على التعاون والشركات بين روسيا والصين وهذه الدول".
يمكنكم متابعة المزيد عبر برنامج ملفات ساخنة
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة