تاريخ المفاوضات بين "أنصار الله" والحكومة الشرعية.. لماذا فشلت في تحقيق السلام في اليمن

منذ بداية الحرب اليمنية والمحاولات كثيرة لوقف هذه الآلة التي كثر ضحاياها ودمرت البلاد، إلا أن كل المفاوضات التي تمت سواء برعاية إقليمية أو أممية لم تتوصل حتى الآن إلى إنهاء هذه المأساة.
Sputnik
الحرب الأهلية بين جماعة "أنصار الله" والحكومة المعترف بها دوليا، لم تهدأ منذ تسع سنوات رغم المحاولات والمفاوضات الكثيرة التي عقدت لإنهائها، وزاد الأمر تعقيدا دخول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على خط المواجهة لمناصرة الحكومة الشرعية، ووقف تقدم قوات أنصار الله.
لكن هذا التدخل زاد المأساة في البلد الذي كان يسمى سابقا بـ"السعيد"، ولسنوات كثيرة يبقى المدنيون هناك عالقون بين المطرقة والسندان، مطرقة أنصار الله وسندان الحكومة الشرعية والتحالف العربي.

بداية المأساة

مع سقوط نظام علي عبد الله صالح، في 2012، بدا أن اليمن ذاهب إلى طريق اللاعودة، وفي 2014 شنت جماعة أنصار الله هجوما للسيطرة على العاصمة صنعاء، ونجحت في ذلك، وعملت على السيطرة على باقي اليمن، ثم سعت إلى السيطرة على عدن مقر الحكومة المعترف بها دوليا ومعقل الرئيس عبدربه منصور هادي، وفي 25 مارس 2015 سيطرة الجماعة على أجزاء من تعز والمخا ولحج وتقدموا إلى مشارف عدن.
"أنصار الله": جولة المفاوضات المقبلة ستشمل 1400 أسير
في اليوم ذاته غادر الرئيس هادي عدن بعد تعرض القصر الجمهوري لقصف جوي، وأعلنت المملكة العربية السعودية في اليوم نفسه بدء عملية "عاصفة الحزم" بهدف معلن "لإستعادة الشرعية في البلد بمشاركة العديد من الدول الخليجية". على إثر طلب الرئيس هادي التدخل العسكري بشكل رسمي من دول التحالف "لإنهاء التمرد".
وبدأت الحرب في اليمن تتصاعد ويزداد ضحاياها وبدأت محاولات إقليمية ودولية وأممية لإنهاء الحرب ووقف المأساة.

مفاوضات "جنيف 1 و2"

في 20 مايو 2015 أعلن الأمين العام للأمم المتحدة (وقتها) بان كي مون بدء محادثات مؤتمر جنيف بشأن اليمن، بهدف القبول بالقرار الأممي 2216 الخاص بالأزمة في اليمن، إلا أن جماعة "أنصار الله" رفضت الحوار مع حكومة الرئيس هادي، وطالبوا بالتحاور مع السعودية مباشرة.
وفي 19 يونيو أعلن وزير الخارجية اليمني "انتهاء المفاوضات دون التوصل لأي اتفاق"، وفي ديسمبر 2015 عاد اليمنيون إلى جنيف مرة أخرى، بما عرف بمفاوضات “جنيف 2″؛ من أجل الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الحوثيين والحكومة الشرعية وتبادل الأسرى، وهو ما لم يوافق عليه أنصار الله أيضا.

محادثات الكويت

بعد فشل مفاوضات جنيف 1و2، استضافت الكويت في أبريل/ نيسان عام 2016 محادثات بين أنصار الله والحكومة الشرعية، وبموافقة من قبل قوات التحالف على وقف الغارات الجوية.
"أنصار الله" تعلن استعدادها لتنفيذ زيارات متبادلة للسجون مع الحكومة اليمنية
استمرت المحادثات في الكويت مدة 5 أشهر،وانتهت إلى الفشل بعد رفض أنصار الله اقتراح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن تسلم جماعة أنصار الله أسلحتها وتنسحب من المدن وأبرزها صنعاء، وحل المجلس السياسي الذي أعلنت الجماعة تشكيله لإدارة شؤون البلاد، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، ثم الذهاب إلى حوار سياسي.

ستوكهولم… الاتفاق الوحيد

وهي اتفاقية تم التوصل إليها في ستوكهولم في السويد بين أطراف النزاع في اليمن في 13 ديسمبر عام 2018، وأقر مجلس الأمن اتفاقية ستوكهولم بموجب القرار رقم 2451 لعام 2018، وتتضمن على ثلاثة محاور رئيسية؛ إتفاق حول مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ووضع آلية تنفيذية حول تفعيل اتفاقية تبادل المحتجزين، وإعلان تفاهمات حول تعز.
ورغم التعثرات في تنفيذ البنود الرئيسية للاتفاق إلا أنه يعد اتفاقيات تبادل الأسرى والمحتجزين بين الفريقين أحد أهم مخرجات الاتفاق، ففي 16 أبريل الماضي أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استكمال إطلاق سراح 869 محتجزا في اليمن، ضمن صفقة تبادل بين الحكومة وأنصار الله تم الاتفاق عليها في سويسرا في مارس الماضي.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلن انتهاء ثاني أكبر عملية تبادل أسرى في اليمن
ويعد اتفاق سويسرا، ثاني أكبر صفقة أشرفت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر على تنفيذها منذ اندلاع الصراع في اليمن، إذ نفذت اللجنة في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، صفقة بين الجانبين تضم 1056 أسيراً ومعتقلاً بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين من قوات التحالف العربي.
وأمس أعلن رئيس لجنة الأسرى في "أنصار الله"، عبد القادر المرتضى، أن جولة المفاوضات المقرر عقدها بين الجماعة والحكومة المعترف بها دوليا، منتصف مايو/ أيار الجاري، ستشمل 1400 أسير من الجانبين، مؤكدا "إذا تم الاتفاق على توسيع الصفقة فنحن نرحب بهذا الأمر"، وتابع: "لا زلنا ننتظر تشكيل اللجان لبدء الزيارات للسجون من قبل الطرفين بحسب ما تم الاتفاق عليه سابقاً".

الوضع حاليا في اليمن

تعد الأزمة في اليمن، حاليا واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث سبق وأعلنت الأمم المتحدة أن 80% من اليمنيين لا يستطيعون توفير الطعام جراء تداعيات الحرب، (17.3 مليون يمني من أصل أكثر من 21.7 مليون، يعانون من فقر مدقع وحاجة ماسة لمساعدات إنسانية على الفور).
وخلفت الحرب كل أنواع الأمراض والأوبئة من سوء تغذية ومجاعة يعاني منه آثارها 400 ألف طفل لا يجدون ما يكفيهم من طعام وشراب ورعاية طبية.
مناقشة