عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: روسيا ظلت صديقة لمصر في كل أزماتها وحروبها

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، د. نورهان الشيخ
أكّدت عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، د. نورهان الشيخ، اليوم السبت، أن العلاقة بين روسيا ومصر لم تنقطع، وأنه، منذ عام 2013، حصل قفزة نوعية في التعاون الروسي المصري، وأن روسيا هي أول دولة دعمت مصر في التكنولوجيا النووية، والدليل على ذلك محطة "الضبعة".
Sputnik
وأجرت "سبوتنيك" لقاء مع الشيخ، على هامش مؤتمر "مصر وروسيا.. 80 عاما من الشراكة الاستراتيجية"، الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة، وإلى نص الحوار:
كيف تميزت العلاقات بين روسيا ومصر على مدار 80 عاما؟
أجابت الشيخ: "نعم لقد مرت 80 عاما على العلاقات المصرية الروسية، ولكن سبقها 10 قرون من التفاعل الإنساني والثقافي والعلمي، بالإضافة إلى التبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ولدينا تاريخ ممتد من التعاون مع روسيا، الذي كللته العلاقات الدبلوماسية، وعلى مدار 80 عاما، كانت روسيا شريك جاد موثوق فيه بالنسبة لمصر، وساعدتنا في مختلف المجالات، منها الاقتصادي والاجتماعي والعسكري والثقافي، فضلا عن مجال الطاقة، متمثلا في محطة "الضبعة"، وهي امتداد لمشروع السد العالي، الذي لولاه لكانت مصر تعيش في عصر القرون الوسطى".
اللواء حمدي لبيب يؤكد أهمية دور مراكز الأبحاث والمؤسسات في تنمية العلاقات بين مصر وروسيا
ما الذي أضفى طابع الخصوصية على العلاقة الروسية المصرية طوال الـ80 عاما؟
أجابت الشيخ: "الميزة الأساسية في العلاقات المصرية الروسية، هي أنها بدأت على المستوى الإنساني، من خلال الرحالة الروس والمصريين من كلا الطرفين، وأن الحجاج الروس كانوا أول من دشنوا هذه العلاقة، مما أنشأ رابط وتقارب بين الشعبين ليس موجود بمثل هذه القوة والترابط مع دول أخرى".
وتابعت: "كذلك لا ننسى الرابط الثقافي، إذ أعتبر أن الكنيستين المصرية والروسية هم العمود الفقري للعلاقات بين البلدين، وشكلتا رابط روحاني وإنساني وثقافي من الصعب أن نجده بين أي دولتين، وكذلك التواصل بين مسلمي روسيا ومصر، إلى جانب أن روسيا ظلت صديقة لمصر في كل أزماتها، بداية من العدوان الثلاثي في عام 1956، وحرب 5 يونيو/ حزيران 1967، ثم مساندتها لمصر أثناء اندلاع ثورة 30 يونيو، عام 2013".
انطلاق فعاليات مؤتمر "مصر وروسيا.. 80 عاما من الشراكة الاستراتيجية"... فيديو وصور
كيف ترون الدور المصري تجاه المسعى الروسي ناحية تعزيز علاقاتها مع قارة أفريقيا؟
قالت الشيخ: "روسيا لديها توجه استراتيجي بالفطرة لا يقل عن 15 عاما، وهو التحرك نحو علاقات أوسع، ومصر هي ركيزة أساسية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبالتالي هناك أهمية بالنسبة للطرفين، ومن المهم لكلا البلدين في الوقت الحالي بناء نظام دولي عالمي جديد متعدد الأطراف والقوة، يتسم بالعدالة والفرص المتساوية".
ما هو الدور الذي تلعبه مصر وروسيا في تعديل التوجه العالمي الحالي نحو إنشاء نظام متعدد الأقطاب؟
قالت الشيخ: "مصر تقدم نموذجا لدول الجنوب بشكل عام، وهو كيف تدير علاقاتها وسط حالة من الاستقطاب الغربي، وكيف نحتفظ بعلاقات طيبة مع الغرب ونحافظ على علاقتنا مع روسيا في نفس الوقت، وأعتقد أن روسيا تمنح اهتماما كبيرا بهذا النموذج المصري، وتروج له مع الدول الأفريقية، وهذا برز بشكل واضح في قمة "روسيا - أفريقيا" في نسختيها، لعامي 2019 و2023".
حوار: محمد حميدة
مناقشة