دعم واشنطن لأوكرانيا وإسرائيل يكشف "قصورا أمريكيا" في إنتاج الأسلحة

شكك خبراء عسكريون أمريكيون في قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على الوفاء بالتزاماتها، فيما يتعلق بتقديم مزيد من الدعم العسكري لكل من أوكرانيا وإسرائيل في الوقت ذاته.
Sputnik
ويقول مايكل أوهانلون، زميل معهد بروكينغز وخبير السياسة الخارجية الأمريكي، إن أي التزامات تقطعها واشنطن على نفسها يجب ألا تؤثر على أمن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، حسبما جاء في تقرير نشرته "سبوتنيك" النسخة الإنجليزية.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
نقص المتفجرات لدى الاتحاد الأوروبي يؤخر إنتاج الأسلحة والذخيرة المخصصة لأوكرانيا
وتابع: "هناك ما يمكن وصفه بالتصريحات الجوفاء، التي لا تستند إلى الواقع، فيما يتعلق بقدرة واشنطن على توفير دعم أوكرانيا وإسرائيل بالسلاح دون التأثير على مستوى الاستعداد القتالي لجيشها".
وأضاف أوهانلون، في تصريحات إعلامية: "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تريد إقناع الناس أنها على حق، لكنه لا يجب علينا أخذ تصريحاتها على أنها حقيقة موثوقة".
وتسعى إدارة بايدن للحصول على موافقة الكونغرس على تخصيص دعم مالي طارئ يقدر بـ 105 مليارات دولار، تحصل منها إسرائيل على 14 مليار دولار للدفاع الجوي والصاروخي، بينما تحصل أوكرانيا على 61 مليار دولار.
وبحسب الخبير الأمريكي، فإن إرسال واشنطن لمساعدات بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا تسبب في استنفاد مخزونات أسلحتها بصورة لم يسبق لها مثيل، منذ الحرب العالمية الثانية، بينما لا تواجه صناعات الدفاع الأمريكية صعوبات كبيرة فيما يتعلق بإنتاج أسلحة جديدة لتعويض ما يتم إرساله لدعم دول أخرى، حتى لا تتأثر الجاهزية القتالية للجيش الأمريكي.
وبحسب مايكل أوهانلون، فإن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت قذائف المدفعية عيار 155 ملم إلى إسرائيل، بعدما كان من المفترض إرسالها إلى أوكرانيا، مشيرا إلى أن الدعم المستقبلي لإسرائيل ربما يتضمن مدفعية وقنابل وصواريخ ستينغر، مثل التي تم إرسالها إلى كييف.
البنتاغون: المساعدة المقدمة لأوكرانيا تشكل ضغطا على المجمع الصناعي العسكري الأمريكي
وبحسب ماثيو كروينغ، أحد الخبراء الاستراتيجيين التابعين للمجلس الأطلسي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك القوة ولا الذخائر التي يمكن الاعتماد عليها في تأمين المصالح الأمريكية حول العالم، وخاصة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
وتابع: "خلال حقبة الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة تخزن الأسلحة والذخائر تحسبا لمواجهة مع الاتحاد السوفيتي، لكن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي تم توجيه صناعة الدفاع لزيادة كفاءة الأسلحة على حساب معدلات الإنتاج، وهو ما تسبب في المشكلة التي تواجهها واشنطن في الوقت الحالي، وهي وجود عجز في مخزونات الأسلحة التي يمكن الاعتماد عليها في حماية الأمن القومي الأمريكي".
وقال كروينغ: "عندما كانت المساعدات العسكرية تتجه إلى أوكرانيا فقط، كانت هناك دعوات تطالب بالتركيز على الصين، أما الآن فأصبح علينا دعم أوكرانيا وإسرائيل، في الوقت ذاته الذي نحافظ فيه على قدرتنا على امتلاك القوة اللازمة لحماية أنفسنا ومصالحنا، وهو ما يمثل تحديا كبيرا".
ألمانيا: لا يوجد منافسة بين أوكرانيا وإسرائيل على توريد الأسلحة الغربية
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بدأت واشنطن وحلفاؤها الغربيين تقديم مساعدات عسكرية ضخمة إلى كييف، بصورة هددت الاستعداد القتالي للعديد من جيوش تلك الدول، بينما تمكنت روسيا من سحق تلك المعدات العسكرية الغربية واحدة تلو الأخرى.
ومع اندلاع عملية "طوفان الأقصى" مطلع الشهر الجاري، وبدء إسرائيل هجومها العنيف على قطاع غزة واستعدادها لعمليات برية واسعة، أصبح هناك تخوفات لدى الخبراء العسكريين في الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، من أن تقديم المزيد من الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل يمكن أن يؤثر سلبا على استعدادها القتالي، خاصة فيما يتعلق بقذائف المدفعية عيار 155 ملم، الأكثر استخداما في المعارك البرية.
مناقشة