راديو

لماذا يسعى الاتحاد الأوروبي الآن إلى توسيع العضوية

أوردت الأنباء أن المستشار الألماني أولاف شولتز، تعهد بدعم توسع الاتحاد الأوروبي ليشمل من 30 إلى 36 بلدا، وإسقاط حق النقض الذي يهدد بشل مؤسسات الاتحاد.
Sputnik
كرر شولتز دعمه اقتراح إيمانويل ماكرون بشأن تشكيل "مجموعة سياسية أوروبية" لمناقشة قضايا رئيسية كالأمن والطاقة وكذلك حماية المناخ.
وكان ماكرون اقترح إنشاء مثل هذا التكتل لتحسين التعاون مع الشركاء الذين لن يتم قبولهم في الاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور أو الذين لا يريدون ذلك. وأشار ماكرون تحديدا إلى أوكرانيا، التي أصبحت مؤخرا مرشحا رسميا لعضوية الاتحاد الأوروبي، ولكن وفقا لقواعد الاتحاد الحالية يرجح ألا تحصل على العضوية قبل عقد على أقرب تقدير.
كذلك أعلن شولتز عزمه تأسيس نظام دفاع جوي جديد مع جيران أوروبيين، كما أعلن أن ألمانيا ستستثمر بشكل كبير في الدفاع الجوي خلال السنوات المقبلة.
إذن، هي الدول ذاتها التي تتصرف وكأنها وحدها في القارة الأوروبية. لم يَكْفِها ما بدأت من استفزازات كثيرة كانت السبب الرئيسي في تهديد أمن روسيا وسيادتها على مدار سنوات، ومن ثم إشعال فتيل الأزمة في أوكرانيا. هي الآن تصب المزيد من الزيت على النار، بالسعي إلى توسيع الاتحاد الأوروبي تزامنا مع خطوات توسيع الناتو، واستمرار تهديد الوجود الروسي.

تعليقا على هذا الموضوع، قال حسين الوائلي، خبير شؤون الاتحاد الأوروبي: "إنه من المستبعد الآن تنفيذ اقتراح الدفاع المشترك في داخل الاتحاد الأوروبي؛ لأنه كانت هناك فكرتان تحديدا بهذا الصدد؛ الأولى تأسيس جيش أوروبي بمقترح فرنسي لكن لم يلق صدى داخل الاتحاد، والفكرة الثانية اقترحها جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية بأن يكون هناك استقلال استراتيجي وطرحها على البرلمان".

وأوضح الوائلي أن "الأزمة الأوكرانية ضربت هاتين الفكرتين، وبالتالي، الاعتماد الكلي الآن على حلف الناتو للدفاع عن الأراضي الأوروبية، بالإضافة إلى ذلك فإن دول الاتحاد الأوروبي بدأت بتحديث جيوشها لاسيما ألمانيا التي شرعت في تحديث جيش كان معطلا منذ الحرب العالمية الثانية".

من جانبه، قال عماد الحمروني، خبير الشؤون الدولية والأوروبية، "إن هذه المقترحات خاصة في الشق العسكري منها رد واضح على ما يقع داخل الأراضي الأوكرانية، هو رد سياسي واستراتيجي، فألمانيا تدعو إلى التوسعة بالفعل، والواضح أكثر أن الولايات المتحدة تدفع بألمانيا وبالمسؤولين الكبار داخل الاتحاد الأوروبي إلى ذلك، وكما رأى الجميع أن الرئيس بوتين مثلا في حالة الحديث عن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي كان يريد فقط تعهدات ومواثيق تضمن الأمن الروسي والمصالح الروسية من الجهتين الأوكرانية والأمريكية، وهذا حق موسكو بالطبع".

وأضاف الحمروني أن "روسيا تريد تحييد القوى الأوروبية، والسلاح الجوفضائي الروسي متقدم جدا حتى بالمقارنة مع نظيره لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي مقترح تأسيس نظام دفاع جوي جديد مع جيران أوروبيين، هي ربما خطوة ذكية من ألمانيا للخروج من تحت المظلة الأمريكية لأنهم في ورطة بالفعل، وهناك صراع حقيقي داخل النخبة الألمانية والأوروبية حول كيفية الخروج من قبضة الهيمنة الأمريكية".
للمزيد تابعوا برنامج "بوضوح"
إعداد وتقديم: أحمد أحمد
مناقشة