تقرير: كبار مستشاري بايدن يبحثون مع ولي العهد السعودي إنهاء حرب اليمن

قال موقع أمريكي، اليوم الجمعة، إن مدينة جدة السعودية شهدت الليلة الماضية لقاء بين كبار مستشاري الرئيس جو بايدن وولي العهد محمد بن سلمان لبحث جهود إنهاء الحرب في اليمن.
Sputnik
ونقل موقع "أكسيوس" عن متحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن كبار مستشاري الرئيس الأمريكي بايدن بريت ماكغورك وعاموس هوكستين، والمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، التقوا بولي العهد السعودي في جدة الليلة الماضية وناقشا جهود إنهاء حرب اليمن.
ويعد ماكغورك وهوكستين أكبر المسؤولين الأمريكيين الذين يزورون المملكة العربية السعودية منذ اندلاع الأزمة بين البلدين بعد القرار الذي تقوده السعودية بخفض إنتاج النفط في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. تشير الزيارة إلى تحسن العلاقات بين واشنطن والرياض، بحسب الموقع الأمريكي.
وصول 125 أسيرا من "أنصار الله" إلى صنعاء ضمن "اتفاق الأسرى" مع الحكومة اليمنية
جهود لإنهاء الحرب
وأكد المسؤولون الأمريكيون على الأهمية التي يوليها الرئيس بايدن منذ فترة طويلة لإنهاء "الصراع في اليمن"، ورحب الجانبان بالتنسيق الوثيق بينهما الذي أدى إلى هدنة بوساطة الأمم المتحدة قبل عام، وقد ساعد ذلك منذ ذلك الحين، في السعي إلى "وضع شروط لسلام أكثر ديمومة".
كما أكد ماكغورك وهوكستين وليندركينغ على دعم الولايات المتحدة الدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد التهديدات من اليمن أو أي مكان آخر وشددوا على الحاجة إلى تشكيل تكامل واستقرار إقليمي أوسع من خلال مزيج من الدبلوماسية والردع والاستثمار الجديد ومبادرات البنية التحتية، وفق المصدر ذاته.
وكانت إدارة بايدن قد رحبت بالاتفاق بين السعودية وإيران بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية واعتبرته خطوة تزامنت مع السياسة الأمريكية لخفض التصعيد الإقليمي والجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.
هل تنجح إدارة بايدن في وقف الحرب باليمن؟
تحركات سعودية
وعقد وفدان من السعودية وسلطنة عمان، الأحد الماضي، مباحثات مع قيادات في جماعة "أنصار الله" في صنعاء، تناولت سبل إحلال السلام في اليمن.
وتأتي زيارة الوفدين العماني والسعودي إلى صنعاء، بعد إعلان "أنصار الله" على لسان عضو المكتب السياسي للجماعة محمد البخيتي، التوصل إلى تفاهمات مع السعودية، في جميع الملفات بما في ذلك تجديد هدنة الأمم المتحدة المنقضية في اليمن، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وملف تحقيق السلام الشامل، مؤكدةً أن تنفيذ تلك التفاهمات سيكون على مرحلتين؛ مرحلة الهدنة، ومرحلة الحل الشامل.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، في الثاني من أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت في اليمن 6 أشهر.
"أنصار الله": حضور الوفد السعودي إلى صنعاء خطوة شجاعة وعليه الاعتراف بـ"العدوان"
استجابة محسوبة
ونقل "أكسيوس" عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن المسؤولين الأمريكيين التقوا الليلة الماضية أيضا بمسؤولين سعوديين كبار آخرين، بمن فيهم وزير الدفاع خالد بن سلمان.
وصرحت المتحدثة للموقع: "ناقش المسؤولون الأمريكيون مع نظرائهم السعوديين قضايا مثل أمن الطاقة، والتعاون في مجال الطاقة النظيفة، والاستثمار في الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار (PGII)، ومشاريع شبكة الوصول اللاسلكي المفتوح (ORAN) لدعم إمكانية الوصول إلى شبكات الجيل الخامس والسادس".
في وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت المملكة العربية السعودية ومنتجو النفط الرئيسيين الآخرين في "أوبك +" أنه اعتبارا من شهر مايو/أيار، سيخفضون الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميا، وستستمر التخفيضات حتى نهاية العام، ولكن على عكس أكتوبر الماضي، بدا أن استجابة إدارة بايدن محسوبة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين إن السعوديين أخطروا إدارة بايدن مسبقًا بالخطوة وأكدوا أن الولايات المتحدة "لا توافق" على القرار.
السعودية و5 دول عربية أخرى تقرر خفض إنتاج النفط طوعيا ابتداء من مايو حتى نهاية 2023
أزمة خفض الإنتاج
قبل رحلة ماكغورك وهوكستين، تحدث مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يوم الثلاثاء عبر الهاتف مع ولي العهد السعودي واتفقا على "تسريع الاتصال بين فرق الأمن القومي السعودي والأمريكي".
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية منذ تولي إدارة بايدن السلطة.
عندما زار بايدن السعودية في يوليو/تموز الماضي، بدا أن كلا البلدين يحرزان تقدمًا تدريجيًا نحو تحسين العلاقات.
لكن في أكتوبر تصاعدت التوترات مرة أخرى عندما قاد السعوديون خطوة لخفض إنتاج النفط العالمي. ورأت الولايات المتحدة في هذه الخطوة انتهاكًا للتفاهم الذي توصلت إليه مع السعودية قبل زيارة بايدن للمملكة.
السعودية ترفض التصريحات الأمريكية بشأن قرار "أوبك +": لا نقبل أي نوع من الإملاءات
وانتقدت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، قرار "أوبك +"، واعتبرته "قرارا قصير النظر، ويمثل انحيازا لروسيا"، حيث تسعى دول الغرب للتأثير سلبا على مبيعات روسيا من النفط والغاز منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية.
ووصل الأمر إلى أن أعلن الرئيس الأمريكي بايدن أنه يجب على واشنطن الآن "إعادة التفكير" في علاقتها مع الرياض بعد القرار.
ورفضت السعودية، هذه التصريحات "التي لا تستند إلى الحقائق"، وأشارت إلى أن قرار "أوبك +" اتُخذ بالإجماع من كافة دول المجموعة.
وشددت المملكة على أنها لا تقبل أي نوع من الإملاءات، وترفض أي تصرفات تهدف لتحوير الأهداف، التي تسعى إليها لحماية الاقتصاد العالمي.
مناقشة