ناشط لبناني لـ"سبوتنيك": استهداف إسرائيل للمدنيين في لبنان فخ لتوريط "حزب الله"

اعتبر أسامة وهبي، الناشط المدني اللبناني، أن قتل إسرائيل للمدنيين في جنوب لبنان، جاء بعد خطاب حسن نصرالله زعيم "حزب الله" وتهديداته المتعلقة بعدم كسر قواعد الاشتباك.
Sputnik
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن "إسرائيل تريد أن تجر حزب الله لاستهداف المدنيين والأطفال، لتكمل سردية الكذب التي بدأتها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، بأن المقاومة تقتل الأطفال والنساء، وما حدث كانت رسالة إلى حزب الله بأن خطاب نصر الله لم يؤثر على القرار الإسرائيلي".
وقال إن إسرائيل تعاني اليوم من ضغوط شعبية كبيرة على مستوى العالم، لكن الحكومات الغربية وأمريكا وبعض حكام العرب يدعمون عملياتها وقصفه في غزة والإبادة الجماعية التي ترتكبها، هي تريد بهذه العمليات أن تشتت الجمهور المؤيد لفلسطين وغزة.
الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق 30 صاروخا من لبنان
ويرى وهبي أن ما حدث مجرد فخ نصبته إسرائيل لـ"حزب الله" حتى تستدركه في هذه المعركة، وتقديم صورة كاذبة للعالم، في ظل تعاطف الشعوب مع القضية الفلسطينية والتحرك من أجلها، لكن الحكام في الغرب كلهم يتآمرون على الشعب الفلسطيني ويؤيدون هذه العملية على أمل أن تضعف المقاومة وإعادة إعمار غزة بدون أي بنى تحتية عسكرية أو أي روح للمقاومة وبدون إرادة على تحرير الأرض والأسرى.
وقالت مصادر أمنية في لبنان، أمس الأحد، إن "4 أشخاص قتلوا في ضربة إسرائيلية على سيارة مدنية في جنوب لبنان". وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، بأن "مسيرة صهيونية استهدفت سيارة بين قريتي عيناتا وعيترون بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
وقال النائب في "حزب الله"، حسن فضل الله، إن "الضربة الإسرائيلية في جنوب لبنان أدت إلى مقتل سيدة و3 أطفال من أحفادها بين 8 و14 عاما"، مؤكدًا أن "جريمة اليوم تطور خطير في العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن العدو سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين".
من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي‬، مساء الأحد، إن "استهداف العدو الإسرائيلي المدنيين، في لبنان‬، وآخرها استشهاد أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة اطفال في الجنوب، جريمة نكراء تضاف الى سجل جرائم الاحتلال".
بريطانيا تسحب دبلوماسيين من سفارتها في لبنان بسبب "الوضع الأمني"
وأوضح ميقاتي، في بيان له، أن "هذه الجريمة برسم مَنْ يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق لبنان"، مؤكدا أن "‏هذه الجريمة وصمة عار جديدة برسم الضمير العالمي المتغاضي عما يفعله الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان وغزة".
وأكد أن "‏هذه الجريمة النكراء لن تمر مرور الكرام وستكون مدار متابعة من قبل الحكومة، عبر اتصالات دولية، وأيضا عبر تقديم شكوى عاجلة ضد العدو الإسرائيلي إلى مجلس الأمن على خلفيتها"، وذلك حسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
وأعلن "حزب الله" اللبناني، أمس الأحد، مقتل عنصر جديد من قواته على الحدود الإسرائيلية، وقال الإعلام الحربي، إن "المقاومة تزف الشهيد المجاهد ريان يوسف درويش "أبو علي" من بلدة القليلة في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس".
وأعلن الحزب استهداف ثكنة أفيفيم وموقع جل الدير الإسرائيليين بالصواريخ الموجهة ‏والأسلحة المناسبة، كما أسقط الحزب طائرة مسيرة إسرائيلية كانت تحلق فوق أجواء مدينة النبطية جنوبي لبنان، وفقا لقناة "آر تي".
"حزب الله" يضرب كريات شمونة ردا على قصف لجنوب لبنان
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا متقطعا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ما خلّف قتلى وجرحى من الجانبين.
ومر 31 يوما منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي وأسر ما يزيد على 200 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، تشن إسرائيل حربًا شعواء غير متكافئة تقصف فيها برًا وبحرًا وجوًا كل قطاع غزة، حيث قصفت المدارس والمستشفيات والمساجد، مستخدمة مئات الآلاف من الأطنان من القنابل الكبيرة والأسلحة الفتاكة.
وأسفر القصف عن سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل وأكثر من 24 ألف إصابة، فيما أدت المواجهات في الضفة الغربية إلى مقتل نحو 155 فلسطينيا وإصابة أكثر من 2200 آخرين.
مناقشة