"سبوتنيك" ترصد أهم المواقع التاريخية والأثرية في المدينة المنورة... فيديو وصور

ووثقت "سبوتنيك" خلال جولة في المدينة المنورة، الكثير من المواقع الأثرية، كالمساجد والآبار التاريخية التي ترتبط بالنبي محمد، وكذلك بعض المواقع التي شهدت معارك المسلمين، بالإضافة إلى متحف دار المدينة ومعرض عمارة المسجد النبوي.

أحد أهم المواقع المقدسة لدى المسلمين، وهو ثاني مسجد تم بناءه في المدينة المنورة، بعد مسجد قباء، وبناه النبي محمد في السنة الأولى من الهجرة الموافق عام 622 ميلادية. وكانت مساحة المسجد النبوي وقت بنائه 1030 مترا مربعا، وكان طوله وقتها 35 مترا، وعرضه 30 مترا، وجدرانه كانت ترتفع متران.

ويعد المسجد النبوي إحدى الوجهات الأساسية لحجاج بيت الله الحرام، والمعتمرين بعد انتهائهم من مناسك الحج، ويشهد المسجد النبوي على مدار العصور توسعات كبيرة، وكان أضخمها التي قام ملوك المملكة العربية السعودية بالتعاقب، إذ بلغت مساحته في الوقت الحالي 400,500 متر مربع، ليستوعب حوالي 707 آلاف مصلٍ.

يعتبر مسجد قباء أول مسجد بُني في الإسلام، وذلك عندما وصل النبي محمد إلى المدينة المنورة مهاجرا من مكة المكرمة، وتم اختيار موقع البناء مكان مبرك ناقة الرسول في المسجد.

يقع مسجد قباء في الجنوب الغربي للمدينة المنورة، على بعد حوالي 5 كيلومترات من المسجد النبوي، وكان يوجد مكان المسجد بئر اسمه قباء، لذلك أطلق عليه هذا الاسم بعد بنائه. وتبلغ مساحة المسجد في الوقت الحالي 13500 متر مربع.

يقع في الطرف الغربي للمدينة المنورة، ويطلق عليه أيضا اسم مسجد بني سلمة، وسبب تسميته مسجد القبلتين، لأنه شهد تحويل القبلة من المسجد الأقصى في القدس إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة.

مساحة المسجد حوالي 4 آلاف متر مربع، وبه قبتنان، الأولى يصل قطرها إلى 8 أمتار، والثانية، 7 أمتار، ويصل ارتفاع القبتان إلى 17 مترا، وبداخل المسجد يوجد محربان، الأول يتجه إلى القدس، والثاني إلى الكعبة المشرفة.

عددها الحقيقي 6 مساجد وليس 7، لكنها تشتهر باسم "المساجد السبعة"، حيث يقال إن مسجد القبلتين من ضمنها، بسبب قيام الزوار من الحجاج والمعتمرين بزيارته مع زيارة المساجد الستة، في نفس الرحلة، لذلك أطلق عليها اسم "السبع مساجد".

تقع في الجزء الغربي من جبل سلع، بالقرب من موقع الخندق الذي حفره المسلمون في عهد الرسول محمد، للدفاع عن المدينة المنورة المنورة، من جيوش قريش والقبائل التي تحالفت معها، في العام الخامس الهجري، وأيضا شهدت المنطقة أحداث غزوة الخندق.

المساجد الستة كانت مواقع مراقبة ومرابطة خلال غزة الخندق والتي تسمى أيضا باسم غزوة الأحزاب، وأطلق على كل مسجد اسم من رابط فيه، فيما عدا مسجد الفتح، حيث تم بناءه في موقع قبة ضربت للنبي محمد، وتضم المنطقة 6 مساجد وهي على التوالي: "الفتح، سلمان الفارسي، أبي بكر الصديق، عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، ومسجد فاطمة".

من المعالم المهمة التي يحرص الحجاج والمعتمرين على زيارتها عند وصولهم المدينة المنورة، وهو آخر الأماكن التي صلى فيها النبي محمد صلاة العيد.

يقع مسجد الغمامة بالقرب من المسجد النبوي، ويبعد عنه حوالي 500 متر فقط، وتم بنائه في فترة ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة المنورة، وتم عمل إصلاحات وأعمال ترميم وبناء له خلال العصور اللاحقة.

شهد الجبل عزوة أحد التي وقعت في السنة الثالثة هجريا، وأطلق عليه جبل الرماة، وفي المنطقة الواقعة شماله توجد مقبرة "شهداء غزوة أحد" والذي وصل عدد إلى 70 من الصحابة، ومنهم عم الرسول، حمزة بن عبدالمطلب.

يبعد جبل الشهداء عن المسجد النبوي حوالي 5 كيلومترات، كما يبعد عن جبل أُحد بنحو 400 متر، كما يوجد في المنطقة بجانبه مسجد "سيد الشهداء" الذي تم بناءه على مساحة 54 ألف متر مربع، في عام 2017.

بئر الخاتم أو بئر "أريس"، يقع على بعد 38 مترا من مسجد قباء من الجهة الغربية، ويقال عليه أيضا "بئر الخاتم الضائع" وهو خاتم النبي محمد، الذي تناوب على لبسه بعد وفاة النبي، أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، قبل أن يسقط في البئر من يد عثمان، ليقوم وقتها الصحابة بالحفر على مدى 3 أيام، ولكن لم يعثروا عليه.

يصل عمق البئر إلى حوالي 12 مترا، ومياهها عذبة، ويجري أسفل بئر الخاتم الماء من فتحتين حتى القاع، ويشار إلى أن تاريخ حفر البئر مجهول حتى الآن.

يقع بئر الغرس في حي العوالي على طريق قربان بالمدينة المنورة، في الجزء الجنوبي من المسجد النبوي، ويقع على بعد 1500 متر من مسجد قباء.

وتعتبر بئر غرس إحدى الآبار التي توضأ منها الرسول محمد، كما أوصى أن يغسّل من مائها، وتم ترميمها مؤخرا بالحجارة السوداء، مع مراعاة عدم فقدانها هويتها التاريخية.

يهتم المعرض بعمارة المسجد النبوي، التي امتدت لأكثر من ١٤٠٠ عام، ويقع جنوب المسجد النبوي على مساحة ٢٢٠٠ متر مربع، كما يستعرض المعرض تاريخ عمارة المسجد النبوي منذ بنائه الأول على يد النبي محمد، مروراً بالتوسعة الأولى التي كانت في السنة السابعة للهجرة، وأيضا التوسعات التاريخية اللاحقة له.

ويضم معرض عمارة المسجد النبوي، العديد من التقنيات الحديثة والشاشات التفاعلية، التي تتحدث عن العمارة، كما يقدم المعلومات عن المسجد النبوي الشريف، ويحتوي المعرض على قاعة خاصة تعرض المقتنيات الثمينة، والتي تحوي أنفس وأندر مقتنيات الحرمين الشريفين والقطع الأثرية القديمة المحفوظة عبر العصور.

يعد أول متحف سعودي متخصص في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي في المدينة المنورة، ويجسد المتحف عن المجسمات والصور بالإضافة إلى المقتنيات الأثرية تاريخ المدينة المنورة، قبل العهد النبوي وحتى الوقت الحاضر.

تم افتتاح المتحف رسميا في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، ويتكون من 3 قاعات رئيسية، وهي قاعة السيرة النبوية، قاعة التراث العمراني والحضاري، قاعة المتحف المفتوح، بالإضافة إلى عدة قاعات فرعية أخرى.

المتحف يضم بعض المقتنيات الأثرية مثل قوس الصحابي سعد بن أبي وقاص، وبعض أجزاء متفرقة من كسوة الكعبة، وكذلك بعض العملات التي استخدمت منذ العهد النبوي. كما يضم المتحف قفل الكعبة الأصلي، وعدد من الصور القديمة النادرة التي تعود إلى العهد العثماني.

وأطلقت السعودية منصة "نُسُك" لتسهيل رحلة زوار الحرمين الشريفين في عام 2022، كإنجاز مهم في تطوير الخدمات المقدمة للمعتمرين والزائرين لإثراء تجربتهم الدينية والثقافية.

وقالت هيئة السياحة السعودية، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن المنصة التي أطلقتها الهيئة بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة، تهدف إلى تمكين المعتمرين والزائرين من تخطيط رحلاتهم كاملة، مشيرة إلى أن "منصة "نسك" تحرص على توسيع قاعدة الشراكات مع المستثمرين في القطاع الخاص من شركات العمرة والسفر في عدد من بلدان العالم، مما يساهم في زيادة الخيارات المتاحة أمام المعتمرين، ويزيد التنافسية بين الشركات المقدمة للراغبين في أداء العمرة والزيارة".

وأشارت الهيئة إلى أن "نُسُك" عقدت عددا من اللقاءات الإقليمية والدولية خلال العام المنصرم، للتعريف بالخدمات والتسهيلات التي تقدمها المملكة للارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن، وتوزعت هذه اللقاءات على 15 دولة، هي الجزائر، والعراق، وماليزيا، وقطر، وباكستان الإسلامية، وجمهورية بنغلاديش الشعبية، والأردن، والمغرب، وتونس، والبحرين، والهند، إلى جانب المشاركة في معارض السفر والسياحة العالمية مثل معرض "ITB" في برلين ومعرض "ATM" في دبي ومعرض "WTM" في المملكة المتحدة، ومعرض "QTM" في دولة قطر، وقد أسهمت هذه المشاركات في التعريف بالمنصة بين أكثر من 1500 شريك في قطاع العمرة والسفر، وتوقيع 500 اتفاقية تجارية مع شركات السفر والعمرة العالمية.

وتابعت الهيئة أنه يتم العمل على زيادة الخيارات المتاحة أمام المعتمرين بدءًا من التعرف إلى أنواع التأشيرات المختلفة وطرق التقديم عليها إلى حجز الفنادق والباقات والتنقلات بما في ذلك وإثراء تجربتهم عبر زيارة المواقع التاريخية والثقافية حتى العودة إلى بلدانهم.

وأكدت هيئة السياحة السعودية أنه تم تحقيق نقلة نوعية غير مسبوقة في مسار التحول الرقمي في قطاع العمرة، وذلك عبر إتاحة جميع الخدمات رقميًا للمعتمرين وقاصدي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعقد عشرات الاتفاقيات التجارية مع كبرى الشركات العاملة في قطاع السفر والعمرة حول العالم، لتقديم مزيد من الخدمات الرقمية وتمكين المعتمر والزائر من تخطيط رحلته كاملة بما في ذلك حجز الطيران والفنادق والتنقلات الداخلية حتى العودة إلى وطنه مرة أخرى.

وكان وزير الحج والعمرة في السعودية، توفيق بن فوزان الربيعة، أعلن أن المملكة استقبلت أكثر من 28 ألف معتمر من روسيا، في العام الماضي.

وقال الربيعة في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، خلال زيارة رسمية للأردن، إن "المملكة العربية السعودية، استقبلت أكثر من 28 ألف معتمر روسي، عبر منافذها الجوية والبرية، في العام المنصرم، وتقدم لهم جميع التسهيلات منذ وصولهم لأراضي المملكة وحتى مغادرتهم".

وأوضح، قائلًا: "من بين التسهيلات إصدار التأشيرة خلال أقل من 24 ساعة، وتمديد تأشيرة العمرة، من 30 يومًا إلى 90 يومًا، وإطلاق تأشيرة "الترانزيت"، لمدة أربعة أيام، وإتاحة أداء مناسك العمرة للحاصلين على كافة أنواع التأشيرات، وتمكينهم من التنقل بكل أريحية داخل أرجاء المملكة للتعرف على التنوع الثقافي الفريد".