خبراء: عودة سوريا للجامعة العربية تحول استراتيجي كبير ولحضور الأسد قمة الرياض "وزن مهم"

قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار غباشي، إن ملف عودة سوريا للجامعة العربية لا يقتصر على سوريا وحدها، مشيرا إلى أن وزراء الخارجية تحدثوا في اجتماعهم عن ملفي سوريا والسودان.
Sputnik
وأوضح غباشي، في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "ملف القضية الفلسطينية سيكون على طاولة قمة الرياض المقبلة، لكن كان مطلوبا حسم مسألة عودة سوريا".
وأكد أنه "تم مراعاة أن تخص عودة سوريا مسألة المقعد الشاغر، لكن هناك أمورا رأى وزراء الخارجية تأجيلها وأن يكون حلها وفق منهج خطوة خطوة، وبناء عليه تمت العودة، وتبقى الآن أمور كثيرة جدا".
بكين ترحب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية
وأضاف غباشي، أن "هناك دولا عربية رافضة لعودة سوريا، وبعضها متحفظ، كما أن العقوبات الأمريكية وقانون قيصر الأمريكي ما زالت عائقا، ولهذا فلا يزال هناك أمور شائكة، وهو ما جعل الأمين العام لجامعة الدول يقول إن العودة مجرد بداية".
وتابع: "أيضا قال وزير خارجية الأردن إنها ستكون مجرد بداية متواضعة جدا لعملية ستكون طويلة جدا وصعبة، وتنطوي على تحديات، إذ أن العقوبات الامريكية تمثل إشكالية عربية، ومطلوب فيها حديث عربي مع واشنطن، خاصة أنها أبدت تحفظات على العودة".
وأكد الخبير الاستراتيجي، أن "بعض الدول العربية الرافضة لعودة سوريا تم ترك الأمر لهم لاتخاذ قرارات التطبيع بمنطق سيادي بحيث تبحث كل دولة الأمر وفق الإطار الزمني الخاص بها أو بمبدأ الخطوة بخطوة وفقا لما ستتخذه سوريا من إجراءات تبعث من خلالها ما يطمئن العالم العربي".
إيران ترحب بنجاح سوريا في استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية
من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء رضا شريقي في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "قرار حضور القمة العربية المقبلة سيقرره الرئيس بشار الأسد، وهو رجل استراتيجي".
ورأى أنه "لا مانع من وجود سوريا في القمة العربية من أجل إبداء رأيها للعالم حول كل القضايا التي يعاني منها المواطن السوري ودول الجوار والإقليم والعالم"، مشيرا إلى أن "الرئيس الأسد يعرف كيف يوجه حديثه بالاتجاه الصحيح".
ويعتقد شريفي أن "الأسد سيحضر وسيكون لحضوره وزن مهم على مستوي هذه القمة، وسيؤدي دورا في إجلاء الصورة العامة في الإقليم، وبوجه عام خاصة فيما تيعلق بالعلاقة مع الأصدقاء ومع أعداء الإقليم الذين يعملون على تخريب اقتصاداته وعلاقاته العربية".
واعتبر أن "عودة سوريا للجامعة العربية يفيد الدول العربية بشكل عام وسوريا بشكل خاص، حيث أن اجتماع الكلمة العربية على رأي واحد تجاه القضايا العربية والدولية الإقليمية مفيد للجميع، وبالنسبة لسوريا فقد كانت دائما ترغب وتدافع عن موضوع التضامن العربي، وستنعكس هذه العودة على الشعور الوطني والقومي في المجتمع السوري، خاصة أن القيادة في سوريا تعمل على تنمية هذا الشعور، كما أن هذا التطور سينعكس اقتصاديا على المواطن السوري الذي يعاني نتيجة الحصار الأمريكي والزلازل التي حدث في سوريا وجوارها".
الأسد ورئيس الإمارات يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين
وأكد الخبير الاستراتيجي، أن "عودة سوريا لموقعها العربي ستنعكس أيضا على صعيد العلاقات الدولية، حيث إن سوريا تبقي مركزا مهما بالنسبة للقرار العربي وتوجه السياسيات العربية تجاه الأصدقاء".
من جهته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور عمر معربوني، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "عودة سوريا تمثل تحولا استراتيجيا كبيرا يرتبط بأمن واستقرار المنطقة، وتحديدا أمن سوريا".
وأضاف: "نحن الآن أمام واقع جديد ومقررات تاريخية، لكننا في بداية مسار إجرائي له أبعاد مشتركة مع الدول العربية، وستكون هذه العودة تدريجية، وسيكون على رأس هذا المسار قضية الإرهاب".
أردوغان يتعهد بـ"تجفيف مستنقع الإرهاب" شمالي العراق وسوريا
وأكد الخبير، أنه "لن يمكن استكمال هذا المسار دون مصالحة تركية مع سوريا، لارتباط تركيا بدعم هذه الجماعات، فضلا عن ارتباط ملف العودة بالوجود الأمريكي المرتبط بالأكراد".
وتوقع معربوني، أن "تبدأ المسائل المتعلقة بالعودة بالانتقال لمرحلة الترجمة الفعلية خلال قمة الرياض، واعتقد أن الأسد سيتلقي دعوة لحضور القمة، وسنكون أمام إعلان واضح بأن مقررات الجامعة الأخيرة ستتوج بحضور الرئيس السوري، وسنكون بعدها أمام مسار طويل ومعقد، واعتقد ان العرب سيساهمون خلاله برفد سوريا بما تحتاجه من إمكانيات لاعادة الإعمار و الاستقرار".
وأعلنت الجامعة العربية، أمس الأحد، استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة والأجهزة والمنظمات التابعة لها اعتبارا من 7 مايو/ أيار الجاري.
جاء ذلك بقرار من وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، اليوم، حسب بيان حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه.
وزير الخارجية المصري: اتفاق عربي على عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية
من جانبها، قالت وزارة الخارجية السورية، إنها "تلقت باهتمام القرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية".
وأكدت الخارجية السورية، أن "سوريا العضو المؤسس لجامعة الدول العربية تجدد موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك، وتؤكد أن المرحلة القادمة تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبناءً على الصعيدين الثنائي والجماعي، يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية".
يذكر أن مشاركة سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة العربية والمنظمات التابعة لها عُلقت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2011، على خلفية الأزمة السورية.
مناقشة